كانت ريماس حاضنة يارا .. وتلعب بشعرها .. هدى بكائها وصار تنهيدات خفيفة .. " يا ليت تظلين طول عمرك في حضني .. مو بس ترشيني بماء .. لو تقتليني بيدك .. قابلة .. بس تكونين معي .. مكانك هنا .. يا روحي "..
بعدت يارا عن ريماس .. قعدت جنبها .. ترتب شعرها .. وتمسح دموعها .. كانت تتجنب تحط عينها بعين ريماس .. كان الهدوء يعم المكان .. إلى ان سمعوا أصوات قرقرة .. ناظروا ببعض .. ريماس احمر وجهها من الخجل ..ريماس بخجل : صار لي أيام ما أكلت ..
يارا باهتمام : ليه ..
ريماس تناظرها : وتسألين ليه ..
احمر وجهه يارا من نظرات ريماس لها ..
يارا بتضييع السالفة : راح أسوي لك أكل ..
قامت وهي عند الباب .. التفتت على ريماس : أنتِ تاكلين أكلنا ولا ..
ريماس هزت راسها : أي أكله عادي ..طلعت يارا من الغرفة وقفلتها.. نزلت المطبخ .. وقعدت تسوي أكل لها ولريماس .. حتى هي جوعانة .. أخذت قطع توست وحمصتها ودهنتها بلبنة وحطت عليها خيار .. وثانية رشت عليها زعتر .. ودهنت أخرى بجبن وغيرها بمربى .. ورتبتهم في صحن تقديم .. وقطعت فواكه .. وسوت كوبين كوفي .. ولفت بتاخذ ماء .. لكنها تذكرت اللي صار لريماس .. وحطته على جنب.. وهي طالعة شايلة الصينية .. صادفتها جدتها ..
الجدة باستغراب : أنتِ ما داومتِ اليوم ..
يارا نست موضوع الجامعة نهائي : لا ما علي شيء .. وقلت أقعد أذاكر ..
الجدة تناظر الصينية .. واستغربت أنه في كوبين كوفي .. ومسوية كمية كبيرة على شخص واحد..
انتبهت يارا لنظرات جدتها : أجوع بسرعة لما أذاكر ..
الجدة تبتسم : بالعافية يا بنتي .. وموفقة بدروسك ..
يارا تصعد الدرج : يعافيك جدتي ..دخلت يارا الغرفة .. وراحت صوب المرسم .. شافت ريماس قاعدة وفي يدها دفتر فيه رسمات كثيرة .. كانت ريماس مندمجة وهي تطالع رسمات طبق الأصل لها .. " يارا رسامة بارعة .. مهتمة بكل التفاصيل ".. انتبهت ليارا وهي داخلة وحاملة بيدها صينية .. حطت الصينية على الارض .. وقعدت بعيد عن ريماس ..
ريماس تسكر الدفتر: أسفة .. مو قصدي أتطفل .. بس شفته مفتوح على الطاولة .. وعجبتني الرسمات ..
يارا بقرف : الظاهر كل ما اعجبك شيء .. أخذتيه ..
ريماس تاخذ توست : طبعاً ..
يارا بحدة : وتقولينها بالفم المليان ..
ريماس ترقع : ما كنت أقصد اللي ...
يارا تقوم : تقصدين ولا ما تقصدين .. ما عاد يهمني ..
قربت يارا من الباب .. مسكت ريماس يدها .. وغمضت عينها .. لأنها استخدمت يدها المجروحة..
ريماس بألم : يارا .. اللي صار كان غصب عني .. صدقيني ..
ناظرتها يارا .. وحنت عليها .. وهي تشوفها تكابر على ألمها .. بعدت يد ريماس برقة .. وقعدت مقابلها ..
يارا : نتكلم في الموضوع بعدين .. ( تأشر على الصينية ) أهم شيء الحين انك تاكلين ..
ريماس تبتسم : تهمك صحتي ..
يارا رافعة حاجبها : لا طبعاً .. لكني أبغاك تروحين من هنا بأسرع وقت ..
ريماس بهدوء : أمرك ..قعدت ريماس تاكل بهدوء .. ويارا أخذت لها كوب الكوفي .. قعدت تشرب الكوفي وهي تراقب ريماس وهي تشم كل توست .. وتستغرب من طعمها في البداية .. وبعدين تاكلها .. ابتسمت لا شعورياً .. " كانها طفل وتوه ياكل ويتذوق .. ما أقدر أكرهك .. لكن اللي سويتيه كبير .. وما أقدر أتجاوزه "..
ريماس تشم الكوفي وتشربها .. تغيرت تعابير وجهها .. ورجعت الكوب الى الصينية بسرعة .. أخذت منديل وصارت تمسح لسانها .. علشان توخر الطعم .. يارا ما قدرت تمسك نفسها .. ضحكت بصوت عالي ..