_الثالث عشر_
ترجلا من السياره التي توقفت أمام المشفـي ثم إتخذا طريقهما إلي الداخل ركضًا و لكنها تسمرت قدماها لما رأت..
كان مسطحًا علي الأرض أسفل نافذة غرفته غارقًا في دماؤه التي إحتلت بقعةٍ واسعه من حوله.
وضعت يدها موضع قلبها وقد أحست بأن روحها ستفارق جسدها في التو..
هرول والدها إليه باكيًا بينما إستندت هي إلي الجدار وهي تحاول أن تصلب قدماها التي شلّتهما الصدمه.
_تميم، ليه يبني!,ليه كده؟ تميم..
كان المهدي يردد تلك الكلمات تباعًا بفقدان وعيثم جثا علي ركبتيه إلي جواره وهو يمسك برأسه و يهزه بعنف ويقول: تميم ،رد عليا يبني…
كانت تنتظر جوابه..
لا بد أنه سيعتدل الآن في جلسته ويخبر والدها بأن كل شيء علي ما يرام.
ولكن… ولكنه لا يجيب! لا يحرك ساكناً!
هنا أدركت أنه عليها أن تفيق من صدمتها، أن تهرول نحوه لعله يستجيب لها.
تحركت قدماها المرتجفتان بوهن حتي أنها لم تستطع الركض، سارت نحوه بقلبٍ دامٍ وما إن توقفت أمامه حتي هوي قلبها أرضًا..
كان وجهه مخضبًا باللون الأزرق كسائر جسده والدماء تنزف من رأسه..
خارت قواها وسقطت إلي حواره علي ركبتيها وقالت بإنهيار: تميم.
كان طاقم الأطباء إلي جوارها يحاول منعها ولكنها لم تذعن لأوامر أحد..
أمسكت بذراعيه بيديها وهي تجبرهُ حتي ينهض معها وهي تقول: تميم.. أنا آسفه، مكنتش عايزة كده، مكنتش عايزة كده، مكنتش بكرهك، أنا آسفه….
إشتدت نوبة بكاءها وتسارعت دقات قلبها وراحت تتمتم بهيستيريه: تميم، قوم والنبي.. أنا آسفه أنا مكنتش بكرهك صدقني، تميم…
تزامنًا مع وصول فريق التحقيق وإنتشار رجال الأمن والشرطة في مكان قاموا بإبعادها قِسرًا بالرغم من تيبس قدماها بالأرض وإمتناعها عن التحرك برفقتهم..
_تميم، كلمني يا تميم عشان خاطري، متسيبنيش أعيش كده يا تميم..
=بعد إذنك يا آنسه..
قالها أحد رجال الشرطه وهو يمسك بمرفقيها ويجذبها بعيدًا وقام آخر بتغطيته كاملًا لينفلت صوتها بصراخ شق الصمت و دوي عاليًا من حولها..
_تميـــــــــــــــم!!
………………………….
_صدق الله العظيــــم.
ختم القارئ تلاوته ليصطف كلًا من "المهدي" و " متولي" و "أحمد" يتلقون التعزيه حيث حضر الجميع ليقدمون واجب التعزيه إلي ذوو المتوفى.