السابع عشر

746 71 32
                                    

_الفصل السـابع عشر_

كان المهدي قد عاد للتو من عملهِ، إلتقي بـ متولي في طريقهِ ليتجها سويًا إلي المقهي.

_إيه أخبار أحمد يا ابو أحمد؟

أجابه متولي بعبوس: الحمد لله كويس، جهز ورقه وخلاص هيسافر..

هز مهدي رأسهُ وقال: كلمني إمبارح وقاللي، ربنا يسلم طريقه ويوقفله ولاد الحلال يارب.

تمتم الآخر مؤمنًا: ياارب اللهم آمين، وآصال جت ولا لسه؟

_لسه، كلمتها الصبح قالت طيارتهم الساعه ١٠ زمانهم علي وصول إن شاء الله.

بتر حديثه عندما ترجلت آصال من سيارة الأجره أمام المنزل ليبتهج وجهه ونهض وهو يقول: بنت حلااااال، جت بالسلامه الحمدلله.

إتجه نحوها علي الفور وإحتضنها قائلا: تعرفي لو قولتي مسافره تبع شغل تاني هقعدك من الشغل ده للأبد.

ضحكت وهي تحتضنه بإشتياقٍ مماثل فقال: وحشتيني يا آصال.

_وإنت كمان وحشتني يا بابا، إيه هنفضل واقفين كده في الشارع!

صعدا إلي شقتهما، أعدت هي طعامًا سريعًا وجلسا يتناولانه سويًا..

_قوليلي،اللي إسمه رياض ضايقك تاني؟

خفق قلبها بقوه لذكر إسمه وقالت وهي تواري ناظريها عنه: لا ابداا.

_تعرفي لو كنتي بتخبي..

قاطعته متعجبه: هخبـي ليه بس يا بابا! مستر رياض علي فكره مش سئ للدرجه، زي ما فيه عيوب فيه مميزات كتيره..

تسائل والدها وهو يتناول الطعام: مميزات زي أيه يا لولو؟

إنها طفلتهُ، صنع يديه، يعلم أنه بتدليله المقتضب ذاك بإمكانه أن يسحب منها جميع الإعترافات..

_شهم، ده أولا.. يعني مبيحبش يشوف حد محتاج مساعده ويتخلي عنه.. ثانيا والأهم بقا إنه حنين، عنده قدره رهيبه إنه يخلي اللي قدامه يبتسم وبيعرف يحتوي اللي قدامـ….

أدركت فداحة ما تفوهت بهِ لتسعل بشده عندما توقف الطعام بحلقها ونظرت إلي والدها الذي أعطاها كوبًا من الماء وهو يقول: إشربي!

تناولت منه كوب الماء وتجرّعتهُ كاملًا ثم وضعت الكوب علي الطاوله ونهضت دون أن تنظر له وقالت: الحمدلله شبعت..

_اقعدي!

برز صوته الآمر بصرامه لا تقبل النقاش فجلست لينظر إليها بثبات وقال: بتقولي عنده القدره إنه يحتوي اللي قدامه! مش فاهمها الجمله دي، مش وصلالي.

إرتبكت وتلعثمت أحرفها وهي تقول: لا ماهو..مش بالمعني اللي حضرتك فهمته!

رفع كفيه كعلامة الإستسلام أو الإنسحاب وهو يقول: أنا مفهمتش حاجه والله، محتاجك إنتي تفهميني.

عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن