_الفصـل الثالـث والعشـرون_
_رقيــه أنا بحبك!
ألقاها ببساطةٍ نقيض تلك الفوضي التي تعج بصدره، لا يعلم من أين لهُ بتلك الشجاعه التي دفعتهُ للإعتراف بتلك الطريقه التي إفتقرت للتفكير أو الترتيب!
ظلّ يراقب ملامحها التي صبغها الذهول..
لقد صُعِقت لِما سَمِعت!!
ظل يلوح بيديه أمامها وهو يقول: إيه إنتي هتنامي ولا إيه؟
نفضـت رأسها تباعًا وكأنها تبعِد تلك الخيالات عنها و رفرفت بأهدابها كثيرًا تحاول إستيعاب ما قالهُ للتو!
_إنت قُلت إيه دلوقتي حالا؟!
تسائلت بغير تصديق وهي تخشي بداخلها أن يكون ما أخبرها بهِ هُراءً وعبثًا ليس إلا.
ليقول هو بتأكيد علي ما قالهُ سابقًا: قُلت إني بحبك، وعايز أتجوزك، ولازم تردي عليا حالا!
هُنا إنبلجَ صوت والدتها التي تسائلت بسخريه: هترد عليك تقولك إيه يا بشمهندس؟! إنت ناسي إنها مخطوبه وفرحها قريب!
إضطربت ملامحه الساكنه فكانت أقرب إلي الدهشه ولم يعِي ما يقوله: وإيه يعني مخطوبه؟! مش متجوزه يعني!!.. تسيبه ونتخطب!
حملقت بهِ والدتها بتعجب لجرأته المفرطه وقالت: إنت واعي للي إنت بتقوله ده يا بشمهندس؟! عايزها تسيب خطيبها إبن الأصول اللي حِفي وراها عشان يخطبها وتتخطبلك إنت بالسهوله دي؟!
لم يعرِف بماذا عليهِ أن يُجيبها! في الواقع إنها تتحدث بشكلٍ منطقيٍ صحيح! ولكن حسب ما يتمناهُ هو وحسب قناعاته والذي يريده فلا يعنيه كل ما قالته! بل إنهُ لا يؤثر عليه ولو مثقال ذرة!
نظر إليها، يبحث في ملامحها علّهُ يري ما يطمئنه!
ينتظر أن تُعارض حديث والدتها، حتمًا لابد أن تختلف مع حديثها وتُخبرهُ بأنها ستكون لهُ!
_ما تنطقي، ساكتـه ليه؟!
صاح بها منفعلًا فإذ بها أجفلت في مكانها وقالت بتلعثم: لو سمحت يا مستـ…
قاطعها بحده وضيق قائلًا: رقيـه، لو سمحتي بلاش ندور ونلف.. إنتي بتحبيني وأنا عارف كده.. لكن اللي إنتي مش عارفاه بقا إني بحبك أضعاف ما بتحبيني، أنا مش هخبي ولا أداري بعد النهارده، كفايه الشهور والايام اللي راحت من عمري وعمرك واحنا بنتهرب من مشاعرنا دي!!
ونظر إلي والدتها التي إعتُقِل لسانها عن الكلام وأردف: وبقولهالك قدام مامتك أهو، وعندي إستعداد أقولها قدام العالـم كله، أنا بحبـك يا رقيه! بحبـك وعاوز أتجوزك.. دلوقتـي.. حالا!
نظرت إليه بصدمه وإنفجرت باكيه، لم تتوقع يومًا أن تستمع منهُ إلي هذا الحديث!!
إنه يعترف لها بحبه! أمام والدتها! يريدها زوجةً لهُ! يتمناها كما تتمناه! يُريد وصلها كما تريده هي وأكثر!