_الفصـل الثامـن عشـر_
إنقضي الأسبوع سريعًا وحلّ آخره..
إستيقظت رقيه من نومها بتثاقل ثم نهضت ببطء وفتحت باب غرفتها وهي تفرك عينيها تزيل عنهما أثر النوم لتنتفض فجأه إنتفاضـــةٍ أفاقتهـا من نعاسها عندما أصدرت والدتها زغرودةٍ مصريةٍ أصيله.
_إيه يا ماما! حد يخض حد كده عالصبح!
فورًا إجتذبتها والدتها وإحتضنتها بقوه من فرط سعادتها وقالت: ألف مبروك يا حبيبتي، فرحانه بيكي أوي يا رقيه.
تمتمت الأولي حانقه وأردفت: علي إيه يا ماما هو أنا طلعت القمر ولا خدت جايزة نوبل؟ كل ما هنالك إني هتخطب لبليغ أفندي.
لكزتها أمها بجانب كتفها وقالت: ومالك بتتكلمي كده من تحت ضرسك! هو كان حد غصبك يا بت! مش انتي اللي قولتي عيزاه وحطتيني في موقف زي الزفت مع الواد وأمه!
أشاحت بوجهها جانبًا وقالت: خلاص بقا يا ماما والنبي كفايه اللي فيا، عن إذنك بقا عشان أتهبب أروح الكوافير عشان الجنازه بتاعة بالليل دي.
تخطت والدتها التي ظلت تنظر في أثرها بإستغراب وتحدثت إلي نفسها بتعجب: ناويه علي إيه يا رقيه يا بنت سلطان!
دلفت هي إلي المغسل ومن ثم بدلت ملابسها وذهبت إلى صالون التجميل لتبدأ تجهيزاتها لتلك الليلـه.
....
جاء المسـاء، وتزين المنزل بأكمله من الهارج ومن الداخل أيضًا، الورود قد نُثِرت في الطُرقات وملأت البالونات الملونه المكان من حولهما.
أصوات صاخبه و زغاريد تملأ البيت ومباركات وتهانٍ قد أُسبغت علي مسامعها بوفره في زمنٍ وجيز.
الغادي والراحل ينعتها بالعروس!
تبًا لذلك الهراء!
أيّ عروسٍ تلك!
دنا منها صبيٍ صغير في عمر التاسعه، يود أن ينال شرف مصافحة عروس الليله، إبتسم وهو يرمقها بإنبهار ثم تمتم بصوتٍ عالٍ: مبروك يا طنط رقيه.
_غور ياض.
حدجتهُ بنظراتٍ ممتعضه مع إرتفاع زاوية شفتها العليا لينصرف المسكين سريعًا بعدما دبّ الرعب بأوصاله من هيئتها تلك!
تأففت بضيق وهي تنظر حولها إلي الجمع الذي إحتـشد بمنزلهما الصغير المتواضع.
كيف لذلك المنزل الذي يساعها ووالدتها بالكاد أن يَسَع ذلك الكم الهائل من الأوزان الزائدة!
حتمًاعليها أن تُعيد النظر في ذلك الموضوع لاحقًا.
إقتربت منها والدتها وتمتمت: افردي وشك!
علي الفور إتسعت إبتسامتها المصطنعه وقالت: حلو كده؟
لم تُعقّب والدتها، فقط إنهالت عليها سياط عيناها تجلدها بقوه، تُخبرها بأن الأمر لن يتوقف هنا فحسب.