_الفصـل العشرون_
عاد مهدي إلي منزله ليجد آصال تجلس علي الأريكه المقابله للتلفاز تشاهد تلك المباراه لتنهض ملهوفةً فور أن إنفرچ الباب وظهر والدها من خلفه.
_حمدالله علي السلامه يا بابا.
رسم إبتسامةً حانيه علي محيّاه وهو يدنو منها ويقول: الله يسلمك حبيبة بابا..
جلس علي مقعده المخصص ونظر إلي شاشة التلفاز وتسائل متعجبًا: من إمتا وإنتي بتتفرجي علي كوره؟؟!
تلجلجت وهي تشير إلي التلفاز بإضطراب وتقول: أصل كنت مستنيه حضرتك وقولت أتفرج علي أي حاجه علي ما ترجع.
هز رأسهُ تباعًا وقال: كنتي مستنياني ليه؟ عايزه تقولي حاجه؟!
أومأت بنفيٍ شديد وكأنهُ يُلقيها بالتُهم وقالت: لا أبدا، قولت يعني لو هتاكل أو حاجـ….
_اقعدي يا آصال.
هكذا قاطعها لتري الجدية وقد إرتسمت جلية علي وجهه فجلست دون النبس بكلمه ليقول متسائلاً: كنتي مستنياني عشان الأكل ولا عشان تعرفي كنت عايز إيه من رياض!
همّت بالحديث فقاطعها قائلًا: ومن غير كدب..
زمًت شفتيها بإذعان و أرختهُما بإبتسامه مستسلمه ثم جلست إلي جواره ليقول: هو اللي قاللك إني كلمته، مش كده؟
_كنت بسأله علي حاجه في التصميمات وحضرتك اتصلت بيه وأنا واقفه..
أومأ بتفهم وأردف: كنت باخد رأيه في حاجه..
زوت ما بين عينيها بإستغراب ليجيبها قبل أن تتسائل وقال: معتز طلب إيدك مني إمبارح في الخطوبه..
غمرتها حاله من الصدمه ليظل حاجبيها متقوسان من فرط الدهشه ولم تُعقب إلي أن إستطرد والدها وقال: وبما إن رياض أقرب الأقربين ليه قولت أسأله.
_وقاللك إيه؟
برز صوتها متحشرجًا مختنقًا ليجيبها والدها قائلًا: قاللي معتز طايش وبيحب علي نفسه، بس ده طبعا بعد ما قال كلمتين رفع بيهم الحرج عن نفسه الأول.
إشتدت تقطيبة حاجبيها وقالت: كلمتين إزاي مش فاهمه!
تنهد وقال بتعب: قاللي إن معتز أخلاقه عاليه وعنده طموح ومش عارف إيه.. بس هوائي وطايش ومش عارف هو عايز ايه بالظبط.. يعني قالهالي بالطريقه كده إن ممكن يكون مجرد إعجاب أو إنجذاب ويومين تلاته كده ويروحوا لحالهم..
_وحضرتك ليه سألته علي معتز؟ حتي لو كان قال عليه إمام مسجد أنا مكنتش هوافق!
نظر إليها بضيق وقال: تعرفي إنه أرمل وعنده بنت!!!
توارت عيناها عنه قليلا وقالت: أيوة.
كانت هنا الصدمه الثانيه!!