_الفصـل الحادي عشر _
_ التقرير الطبي أثبت إن االمتهـم بيعاني من اضطراب نفسي وهيتم إيداعه في مصح نفسي تلت شهور..
أدار ريـاض وجههُ جانبًا بعد إن إنفلتت منه ضحكةً ساخره مقتضبه وهو يقول بصوت خفيض ولكنهُ تعمد أن يصل إلي مسامعهم: كنت عارف..
و أخرج علبة سجائرهُ منشغلًا بها وهو يخرج منها سيجارةٍ بتأني ولا زال يستمع إلي ما يقوله الضابط الذي أصابهُ الحنق من تصرّفهُ: طبعا حضراتكوا عارفين ان مش كل جاني مجرم ، ومش كل جريمه تستوجب العقاب.. وفي جرايم النيابه بتقضي فيها بحكم الاعدام لكن المتهم بيخرج منها من غير ما يقعد في الحبس ٢٤ ساعه حتي!
تفوه الآخر بعصبيه بالغه وهو يقول: بس ده مش عدل.. ده غير انه ابتزها وهددها وأذاها نفسيًا ده خطفها وعذبها وكان ممكن يموتها لو مكنتش لحقتها!!.. طيب لو كان لا قدر الله قتلها وقتها بردو هتقولوا مريض نفسي وهتسقط العقوبه من عليه.. صحيح؟!
_ بشمهندس رياض أسلوبك لو سمحت!!.. التقرير الطبي موجود ولو حضرتك شاكك في تزويره ممكن جداا تتأكد من صحته أو تطعن فيه.... ثم إن حضرتك مش ولي أمرها علشان تتكلم في حاجه تخصها..
إحتدم النقاش بينهما ليتدخل "مهدي" فورّا وهو يقول: يعني اللي هيتم دلوقتي ايه يا حضرة الظابط..
تحدث رامز بهدوء وقال: اتفضل يا أستاذ مهدي ده تقرير النيابه العامه ، كمان المقدم حازم المسيري بلغني بيه
بدأ مهدي بقراءة التقرير ثم قال : مكتوب في التقرير ان المتهم بيعاني من اضطراب حاد في الشخصيه ، وان حالته المرضيه كان يتعين اتباع بروتوكول علاجي منذ سنوات وللأسف لم يتم علاجه في المؤسسات العلاجية الخاصه بذلك ؛ لتقضي محكمة جنايات القاهرة بانعدام مسئولية المتهم و امتناع عقابه و إيداعه بإحدي المصحات النفسيه.
فرغ من قراءة التقرير ثم نظر إلي آصـال بقلة حيله وقال: لله الأمر من قبل ومن بعد..
نهض ريـاض مصافحًا الضابط رامز بإقتضاب ثم إنصرف خارج المكتب ليلحق بهِ كلًا من آصال ووالدها..
ركبوا السيارةِ جميعًا و كلهم قد آثروا الصمت إلي أن تحدث رياض قائلًا: ناوي على إيه يا أستاذ مهدي ؟
تحدث الآخر قائلاً: هعمل ايه يبني.. نصيبه و نصيبنا كده.. ربنا يشفيه..
لم يَرُقهُ ما إستمع إليه فقال بضيق: طيب وآصال.. حقها فين!
_ وعند الله تجتمع الخصوم يبني، هنقول ايه بس؛
تنهد رياض بيأس و إمتنع عن الحديث ، إنه لموقف هزلي حقًا أثار حفيظتهُ وجعلهُ يغلي و يزبد..
رنّ هاتفهُ فأجابهُ قائلا: أيوة يا معتز.. لا خلاص جايبن اهو.. سلام.
بعد دقائق توقف أمام منزل آصال ليترجل منها مصافحًا مهدي و آصال قبل أن يقول والدها: احنا بنتعبك معانا يا بشمهندس معلش.