_الفصـل الـثامـن_
بعد أن دلفت إلي المشفـي، قامت بالتوجه إلي غرفة والدها علي الفور..
رأتهُ لا يزال يرقد دون حِراك، تقدمت منه بخطواتٍ صامته ثم طبعت قُبلتين متفرقتين علي وجنتيه و خرجت من الغرفه لمقابلة الطبيب..
رن هاتفها فأجابت: أيوة يا أحمد إنتوا فين؟؟
أجابها "أحمد" متلهفًا: إحنا اللي فين؟! إنتي اللي فين يا آصال من أول اليوم إحنا هنتتجن عليكي..
تنهدت بتعب و هتفت: أنا كويسه متقلقش ، كنت عايزة أبقا لوحدي بس.
قال بإستهجان: كنتي عايزة تفضلي لوحدك؟! طيب كنتي ردي علينا يا آصال..
و أكمل بإنفعال غير معهود: كنتي ردي و قوليلنا عايزة أفضل لوحدي وبعدها اقفلي التليفون خاالص.. انا كنت رايح أعمل محضر تغيب وقالولي لازم يعدي ٢٤ ساعه الأول!!. وسيادتك شايفه الرنات والرسايل ومش مستعنيه حتي تطمنينا برساله..
_أحمد فـ….
=اقفلي يا آصـال لو سمحتي.. سلام.
أنهي المكالمه بحدة فعادت لتتصل بهِ من جديد لتجد هاتفهُ وقد أُغلق!
زفرت بإحباط ثم ذهبت إلي غرفة الطبيب و دلفت.
نهض الطبيب مصافحًا إياها و أشار لها بالجلوس ففعلت و من ثم بدأت حديثها فقالت: بابا أخباره إيه النهارده يا دكتور؟
إبتسم الطبيب بعمليه وقال: الحمد لله في نعمه.. كل شئ مستقر..
_وإمتا هيفوق من الغيبوبه؟! ده بقاله زياده عن أسبوعين!
= بصي يا آنسه آصال.. خليكي عارفه ان الغيبوبه ملهاش مده.. و خليكي صبوره و نفسك طويل.. متزهقيش عشان المريض كمان ميزهقش.. متنسيش إنه المفروض بيستمد منك الأمل و بيتمسك بالحياه عشانك دلوقتي.
أومأت بيأسٍ ظاهر فقال: إن شاء الله خير ، إدعي له إنتي بس وهو هيقوم بالسلامه إن شاء الله.
صافحته مره أخري وغادرت الغرفه لتتلقي إتصالًا من " تميم" فأجابتهُ فورًا : أيوة يا تميم..
_إنتي فين؟! جيتي المستشفى ؟
=أيوة أنا هنا ،كنت بتكلم مع الدكتور..
_طيب أنا كنت بشتري شوية حاجات وراجع الاوتيل ،هاخد شاور وأغير وأرجعلك..
=لا لا استني، خدني في طريقك للبيت عشان أغير هدومي ، ثواني وخرجالك..
خرجت حيث ينتظرها ، فرأته يعتلي دراجةً بخاريه ، صعدت خلفه وهي تنظر بتعجب : بتاع مين ده؟
_بتاع واحد صاحبي خدته منه أروح مشاويري عليه بدل ما عمال أتنطط في التاكسيات كل شويه.. هتروحي عالبيت؟
=أيوة.
دعس مكابح الموتور و إنطلق به مسرعًا بين الطرقات.
_مقولتليش.. كنتي فين طول اليوم؟ ومشوار إيه اللي كنتي رايحاه متأخر كده؟!