السابع والعشرين

597 69 43
                                    

_الفصـل السابع والعشرون_

_ريــاض!

نظر إليها رياض مبتسمًا لتلك الحاله التي أصابتها، لقد كانت تنظر إليه بحدقتين واسعتين وكإنما تري شيئًا خارقًا، بالإضافة إلي نُطقها إسمه مجردًا من ذلك اللقب اللعين الذي يقترن به دومًا.

شدّ ظهره ووقف بزهو وسألها: أستاذ مهدي موجود؟

كان مهدي قد نهض وإتجه للباب فور أن أخبرتهُ إبنته ففتح الباب أكثر وقال بترحيب: إتفضل يا بشمهندس.

_أنا متأسف إني جيت من غير ميعاد سابق..

تحدث بحرج ليقاطعه مهدي قائلاً: لا أبدًا مفيش حاجه، إتفضـل.

وتحدث إلي آصال قائلًا: إعملـي لنا قهوه يا آصال.

أدركت مقصد والدها بأن تتركهما بمفردهما فذهبت إلي حجرة المطبخ حتي يتسني لها الإنصات إلي حديثهما.

_إتفضـل.

أشار مهدي إلي رياض بالجلوس فـ مد يده و حلّ زر سترته الأوسط ثم جلس وهو لا يزال مستمسكًا بإبتسامته الودوده.

جلس مهدي في مقابلهُ وبتدر بالحديث إليه بلطف قائلًا: إيه أخبار الشغل؟ كل حاجه تمام؟

تنهد الآخر وأردف: والله السوق حاليًا مش زي الأول، بسبب الأزمـ.ـه الأخيره طبعًا كل حاجه إتدربكت وبقينا بالكاد عارفين نغطي نفقات الشركات بحيث منقعش.

أومأ مهدي متفهمًا وقال وهو يحاوره: معاك حق، السنتين اللي فاتوا دول دمـ.ـروا كل حاجه مش بس الإقتصاد.. أنا عندي ٥٤ سنه أهو، عمري ما مريت بنفس اللي مرينا بيه ده، صحيح كانت الأوبئه منتشره زمان وإحنا صغيرين بس الحال مكانش بيقف كده..

_فعلًا، أنا عن نفسي عاصرت مشـ.ـاكل في بداياتي كتير وكان الإقتصاد وقتها شبه منتهي لكن السوق نفسه كان عنده إستجابه للمستثمرين.. حاليًا لأ.

=ده حقيقي، ربنا يصلح الحال للجميع.

_يارب إن شاء الله..

تنحنح بهدوء ليستعد لخوض معـ.ـركتهُ الخاصه ثم شبك كلتا يديه ببعضهما ونظر إلي مهدي بجدّيه وقال: طيب منعًا للإطاله وعشان وقت حضرتك أنا هدخل في الموضوع مباشرةً..

كان مهدي بالفعل ينتظر حديثه ذلك! كان يعلم بأنه قد حضر اليوم لطلب يد آصال، وإلا لماذا أتي! .. أومأ بموافقه وقال: إتفضل.

_أنا جاي أتقدم رسمي وأطلب من حضرتك إيد آنسه آصـال.

قابل مهدي طلبهُ بإبتسامه لطيفه لم يتخلي عنها منذ حضوره وقال: والله يابني أنا بحترم جدًا الراجل الدوغري.. فـ هل طلبك ده وفي التوقيت ده بالذات اللي هي سابت الشركه فيه ليه تفسير، أو حاجه لازم أكون أنا علي عِلم بيها!

أدرك رياض مغزي مهدي من السؤال، هو أيضًا أراد أن يعترف بحبه لها، يريد أن يخبره بأن إبنته صارت تجري مجري الدماء في عروقه ؛ ولكن الأمر يحتاج إلي شجاعه فحسب.

عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن