_الفصل الخامس والعشريـن_
طرقاتٍ متلاحقه علي الباب، يبدو أن الطارق إما يلاحقهُ أحدهم أو أنه مختـ.ـل عقليًا!
أسرعت رقيه تفتح الباب بينما هرولت خلفها والدتها بفزع لتري من الطارق.
سحبت رقيه الباب بسرعه لتتسمر من هول صدمتها عندما رأت معتز وهو يقف متخصرًا وعلي وجهه تتساقط قطرات العرق..
كان ممسكًا بمِحرمةٍ يزيل بها آثار العرق عن وجهه وتحدث إلي رقيه وهو يحاول تنظيم أنفاسه المتلاحقه وقال: نادي أمك!
حملقت بهِ بدهشه ونظرت إلي والدتها التي تقف خلفها وعادت بناظريها إليه ليقول: آه معلش، إتفضلي نادي أمك!
رفرفت بأهدابها في محاوله منها لإستيعاب ذلك الموقف المفاجئ والذي لن يحسن الوضع بتاتًا ليصيح بها منفعلًا إذ قال: إيه هتفضلي واقفه متنحه كده كتير! ما تخلصي.
تقدمت والدتها من الباب ووقفت بثبات عاقده ذراعيها أمام صدرها وتسائلت بجمود: أفندم!
تنهد ببطء قليلًا وجفف وجهه مجددًا ووضع المِحرَمه بجيب بنطاله ثم تنحنح وقال بنبره أكثر لطفًا: مساء الخير.
نظرت رقيه إلي والدتها التي تبادلت بدورها النظرات مع إبنتها بتعجب من أمر ذلك المعتـ.ـوه وقالت بإقتضاب: مساء النور.
_إيه هنتكلم عالباب!! تحدث بإبتسامه مشوبه بالحرج لتقول الأخري وقد جرّدت وجهها من أية تعبيرات وقالت: مفيش كلام يتقال يا بشمهندس، المفيد قولناه وخلصنا.. وأظن ميصحش تيجي هنا كل ساعه والتانيه وإنت لا مؤاخذه يعني لا تقربلنا ولا نقربلك! إحنا في وسط سكان ومحدش بيسيب حد في حاله.
نظرت إليها رقيه بنظرة عتاب ونقلت نظرها إلي معتز بإشفاق من حديث والدتها بينما هو أومأ بتأكيد وقال بقلق من ردة فعلها: معاكي حق في كل كلامك، بس ممكن أدخل ونتكلم كلمتين بس، لآخر مره!
زمّت شفتيها بتردد ثم تنحت جانبًا وأفسحت المجال له ليتقدم وقالت محدثه إبنتها: ادخلي جوا يا رقيه إنتي.
نظرت إليها رقيه بتذمر طفولي وقالت: يا ماما بقا…
_جوااا يا رقيه! هكذا أمرتها بصرامه لتستدير دانيه من غرفتها بينماا تحدث معتز وقال: ما تسمعي الكلام بقا! ولا هو يعني لازم أزعق!!
ثم نظر إلي والدة رقيه التي كانت تنظر له بتعجب وحيره وقال مشيرًا لها بالتقدم للأمام: إتفضلي حضرتك..
حملقت به به بغرابه دون أن تتحدث ثم تقدمت تجاه حجرة إستقبال الضيوف وجلست ثم جلس هو بدوره..
نظرت إليه بتأهب وقالت: إتفضل حضرتك قول عايز إيه من بنتي..
نظر إليها علي الفور وتنهد بحزنٍ عميق وقال: بحبها!