_الفصـل الثامن والعشريـن_
ها قد حل آخر الأسبوع الأول وإقترب الموعد المرجوّ ؛ الجميع يستعدون والتحضيرات قائمه علي قدمٍ وساق من قِبَل الطرفين..
توقف رياض بسيارته أمام مطار القاهرة الدولي ينتظر هبوط الطائره التي قد جاءت بها والدته وبرفقته زهره تنتظر بحماس طفولي بالغ.
_ i am so excited
قالتها وهي تفرك يديها كما يفعل تمامًا بتأهب فَرِح ليمسد رأسها بحنان وقال وهو يحاول إظهار فرحته مثلها: وأنا كمان متحمس جدا.
شرد بخياله قليلًا وهو يتذكر ذلك اليوم قبل أعوام حيث غادرت والدته وبصحبتها الصغيره صاحبة العامين إلا قليل بينما كان هو قد تم الزج به في السـ.ـجن..
…..
"إسترجاع زمني قصير"
……
تجلس والدته في غرفة الزياره المخصصه لمقابلة السجنـ.ـاء بذويهم ؛ فكانت تحمل زهره وهي تنتظر لقاء إبنها بلهفه قد فاقت الحد..
إنفرج الباب لتهب واقفه بشوق وراحت تتطلع نحو إبنها الذي دلف والفرح باديًا علي وجهه يتوق شوقًا لرؤية والدته وإبنته كما يتوقان لرؤيته وأكثر.
كان شاحب الوجه ، تكسوه عِتمةً منحته إياها الأشهر القليله التي قضاها هنا، خسر من وزنه الكثير حتي تبدلت هيأته ولم يعد كما عهدته..
كانت يده اليسري مقيده بالأغلال مع يد العسكري الذي يرافقه
توقف عن السير الحثيث فور أن رأي أمه وهي تحمل صغيرته ونظر إليهما بإنكسار يغلفه الحنين وما لبث أن هرول إليهما و مد يده الطليقه وإحتضنهما سويًا وسالت دمعاته قهرًا لما أصابه في ذلك الحين..
نظر إلي العسكري وقال برجاء مبطن: من فضلك…
وإستطرد وهو ينظر إلي يده المكبله بقلة حيله وقال: مش عارف أحضن بنتي!
فك الآخر عنه وثاق يده دون أن ينطق وتوقف أمام باب الغرفه فأسرع رياض وحمل صغيرته بكلتا يديه ؛ فإحتواها كليًا بذراعيه وراح يشتم ريحها مغمضًا عيناه بألم ودمعهُ يتدارك دون توقف..
كانت والدته تقف إلي جواره تتطلع نحوه بعينين باكبتين ، فمها مطبق بصمتٍ حزين إلي أن نظر إليها وأهداها إبتسامةٍ ذات شجون وقال بصوت حاول أن يخفي ما بهِ من تعب: إزي حالك يا أمي؟
هنا أجهشت بالبكاء ؛ فهو من يُقدِم بالإهتمام دائمًا حتي في أحلك الظروف، إبتسم بحنو وقال وهو يمد يده يزيل بها دمعاتها الغاليه..
_متبكيش يا أمي، أنا كويس صدقيني، متقلقيش عليا.
إحتضنت كفه بين كفيها وقبّلته وهي تبكي ودمعاتها تأبي التوقف فكانت كشلالٍ جارف ليضمها إلي صدره وقبّل أعلي رأسها رابتًا علي ظهرها وأردف: عشان خاطري بلاش تبكي، أنا فيا كفايتي يا أمي والله.