عشـــق بــلا نــــهايــه

الفصل *16*

كانت طوال الطريق جالسه بجانبه وتسند رأسها على الكرسي خلفها وتنظر الى زجاج السيارة بشرود وهى تعيد شريط ما حدث منذ ان جائت الى هنا الى اليوم وكأنها تشاهد فيلم سينمائى
لتتذكر طفلها التى تحمله وتضع يدها على بطنها وتبتسم بهدوء

افاقت من شرودها على توقف السيارة لتقول وهى تنظر حولها : احنا وصلنا

فارس وهو ينزع حزام الامان: لا لسه ... بس انتى لازم تاكلى عشان مفطرتيش

نظرت بجانبها الى النافذة لتجده يقف امام احدى المطاعم الفاخره

جوليا بعناد وهى تعقد ذراعيها على صدرها كالاطفال : بس انا مش جعانه ومش عاوزة حاجة منك

نظر اليها وقال بنفاذ صبر: جوليااا مش وقته دلوقتي ... خلاااص لازم تحطى فى دماغك ان فيه بيبى بقا مُلزم منك ولازم تاخدى بالك منه ومن اكلك ومينفعش الدلع دا

جوليا بدهشه: انا بتدلع!؟

فارس بهدوء: لا يستى مش بتدلعى بس اعرفى ان الزعل والخلاف اللى بينا ابنك ملوش ذنب بيه

طالعته وهى تقتنع بكلامه فهو يتحدث بشكل صحيح
اومأت برأسها بهدوء ليبتسم الاخر وينزل ويلف الى الباب ناحيتها ويفتح لها الباب و تنزل وهو ممسك بيدها ويدخلوا الى المطعم

جلسوا الان وتناولت طعامها فهى كانت جائعه بالحقيقه ولكنها كانت تخفى ذلك لأجل كبريائها امامه

جوليا بتساؤل: هو احنا هنعيش فين؟

فارس وهو يترك الشوكه من يده: انا عندى شقه فى اسكندريه بروح اقعد فيها كل فترة كدا لما ابقا مخنوق او مدايق ... هنروح وهنقعد هناك

جوليا بخفوت: هو انت فعلا مش هترجع تانى القصر

فارس وهو ينظر الى الامام: ارجع اعمل ايه هناك اذا كان ابويا ذات نفسه قال انسى انى من عيله المنشاوى عاوزانى ارجع

جوليا بتعاطف: بس هو غصب عنه و......

فارس بمقاطعه: انتى عاوزة توصلى لأيه يا جوليا

ادمعت عيناها وقالت: انا مش عاوزاك تقاطع والدك وعيلتك بسببى ... دا باباك ودى عيلتك اللى انت اتربيت معاهم من صغرك مش هييجى دلوقتى وتسيبهم

نهض وجلس بجانبها وتناول يدها وقبلها وقال بحنان وهو ينظر لزرقاوتها التى احمرت من البكاء: وانا مش محتاج لكل دول يا جوليا ... دلوقتى انا معنديش عيله غيرك انتى وابنى ... رفع يده و عد على اصابعه ... انا وانتى والبيبى مش كدا تبقا عيله ... اهو دى بقا احسن من مليون عيله يا جوليا

كاد قلبها ان يخرج من شدة الفرح التى شعرت بها من كلامه ... هل هذا هو فارس الذى احبته وعشقته ... نعم لقد عاد من جديد ولكن مهلاً لن تعود له الا بعد ان تلقنه درساً قوياً يتذكره طوال حياته ولكن هناك شئ خاطئ فهى مازالت تشعر بالرهبه منه والخوف كلما اقترب منها او لامسها