إقتربت من وتين و ظلت تبتسم بينما تنظر حولها..لم تقل أي شيء فقط كانت تدقق في الأغراض مرة اخرى.
"آنسة إيف..هل نالت الهدية إستحسان خطيبك!"
"لا" تصمت قليلا لتواصل "أقصد لم أعطه إياها بعد"
"إذا..هل تودين إضافة شيء ما؟"
"صراحة أنا خجلة من إخبارك.."
"ماذا هناك؟ يمكنك إخباري بأي شيء"
"صحيح أنني طلبت منك وضع تلك الرسالة في صندوق الهدية و لكن فعلت ذلك لأنني أعجبت بها جدا..في الواقع خطيبي لا يفهم العربية بالمطلق..و فكرت في أنني ربما سأحصل على رسالة أخرى من أجله"
تبتسم وتين بملىء فمها..فهي و بالنهاية قد كتبت تلك الرسالة من أجلها و ليس من أجله.."لا عليك يا آنسة..لا يجب أن تتحرجي من طلب بسيط كهذا..إذا ماذا أكتب له؟" تجلس إلى المكتب و تجهز ورقة.
"لا أدري صراحة"
"عبري فقط عن مشاعرك..لا داعي لأن تنظمي شعرا..أخبريني أي شيء تشعرين به و أنا سأتصرف"
"المشكلة هنا" تصمت قليلا و هي تشيح ببصرها بعيدا عن وتين "أنا لا أشعر بأي شيء إتجاهه"
تضع القلم على الطاولة لتنظر إليها مليا ثم تقول "إذا خطيبك هذا يا آنسة!؟"
"ليس بعد..و لكن قريبا"
"سأكتب عيد حب سعيد..و ربما سأضيف على طرف الورقة كلمة أحبك"
"عيد حب سعيد ستكون كافية"
تترك وتين الورقة لتقوم من مكانها "من أجل ذلك إذا..سأستخدم بطاقات التهنئة العادية..لأن الرسالة تفقد جماليتها تماما إن كانت خالية من المشاعر..ألا بأس بذلك؟!"
"أجل..لا بأس"
"مع ذلك يا آنسة إيف الحياة درب طويل..إن لم تستطيعي فيها الحصول على رفيق يجعلها أكثر يسرا فحتما أنت في غنى عن شخص يجعلها مريرة و صعبة..و لهذا أفضل السير في هذا الطريق وحيدة..(تبتسم لتواصل) بل برفقة كوني الآن..أليس كذلك يا كوني؟"
يسمع إسمه مرتين فيرمي لعبته ليلتفت إليها و يصيح "أحبك..ماذا تفعل يا جميل!؟"
"أكتب بطاقة من أجل الآنسة إيف"
تتساءل إيف وهي تتوجه نحوه"يفهم الكلام؟"
"يفهم بعضا منه..و يجيب عن البقية بشكل عشوائي كما حصل الآن..و رغم ذلك فأظن أنه يفهم جيدا معنى كلمة أحبك..كلما إستشعر في نبرتي نوعا من الود يقولها..أما إذا وبخته بشأن شيء ما..ستجدينه يصرخ بوجهي و يشتمني حتى..أعتقد أنه يفهم ما اشعر به و يتصرف معي وفقه..ذلك كاف جدا بالنسبة لي"
"هل يمكنني مداعبته؟"
"إنه ودود و متعود على الأشخاص..أطعميه و سوف يتفاعل معك"