فيما مضى..تعلق والد لورين بفتاة تخرجت بالكاد من المدرسة الثانوية..كان حينها متزوجا و لديه أربعة أولاد..أصغرهم هو جورج و كان عمره ثمانية عشر عاما..بنفس عمر الفتاة التي يقيم معها علاقة..لقد إعتقد الاشخاص المحيطين به أنه يستغلها..لكنها كانت تستغله أيضا..كي يغظ الطرف عن الممنوعات التي كانت تبيعها لأصدقائها في الثانوية و بعدها في الكلية.
لم تكن هاته الفتاة بحاجة لأي مال..فوالدها رجل ثري..كل ما كانت تريده هو قضاء وقت ممتع..و جذب اكبر عدد ممكن من الشبان و الشابات الأكثر شهرة و نيل رضاهم و قبولهم..و لم تكن تمانع في التسبب بالإزعاج لعائلتها..لأنها إعتبرت نفسها غير مرئية بالنسبة لهم..و كان عليها الضرب بأقسى ما لديها حتى يلتفتو لوجودها.
لكن سرعان ما خرجت الأمور عن السيطرة..فهذا الرجل الأكبر من والدها سنا..و الذي يهرب إليها من مشاكله العائلية و خلافاته مع زوجته..قد جعلها تحمل دون أي تخطيط منه..ثم تورط..حاول إقناعها بإجهاض الطفل..لكنها لم تهتم لكلامه..إعتقدت أن لا شيء سيكسر كبرياء والدها الطاغية سوى هذا الحمل الغير مرغوب فيه..لذا قررت مواصلة هذا الحمل و إختفت من حياة والد لورين..الذي كان ينتظر في كل لحظة تمر..أن تقع مصيبة كبيرة على رأسه..فيعرف والدها بهويته و ينتقم منه شر إنتقام.
لكن ذلك لم يحصل..بل حصل أكثر من ذلك..دخل ذات صباح لمكتبه..ليجد هاته الطفلة الرضيعة..ترتدي قلادة على شكل نصف قلب..ملفوفة في أغطية بيضاء..ترتضع إصبعها الإبهام..مغمضة العينين..و تحت رأسها ورقة ما..نظر إلى الطفلة لفترة..لقد كان مصدوما..خائفا..علم فورا أنها إبنته..حتى أنها كانت تشبهه..تشبهه أكثر من أطفاله الأربعة..بيد مرتجفة اخذ الورقة و فتحها..ليقرأ ما فيها.
"مرحبا عزيزي..هل إشتقت إلي!..هاته هدية لك..ستبقى معك طوال حياتك..أسميتها لورين..أليس إسما جميلا!..تتساءل أين إختفيت!..لقد نقلت للدراسة في مدينة أخرى..و فضلت عدم التواصل معك حتى لا تجبرني على إسقاط الحمل..لم أغادر أبدا مسكن الطلبة و لم أعد إلى نيقوسيا..رغبت في العودة إليها مع لورين الصغيرة حتى أصدم ابي..لكنه إكتشف الأمر مبكرا..و أعادني للبيت غصبا عني..حبسني في الغرفة ثلاثة أشهر كاملة..حتى أصبحت أهلوس..لكن لا تخف لم أشي بك و لم أخبرهم أنها منك..كثير من الشبان من حولي دفعو ثمن فعلتك و لكن لا عليك عزيزي..فأنا ممتنة لك و أحبك جدا..لأنك شغلت فراغ الأب في قلبي..و كنت تعاملني بكل طيبة و حنان..من الجيد أن الطبيب قال بأن الإجهاض يضرني..وإلا لأجبرني أبي على فعله..فهو كما تعلم لا يريد قتلي..أنا إبنته في النهاية..حتى لو كان انانيا بغيضا يحب الجميع سواي..كل ما فعله هو الكذب على الجميع..بكوني أدرس في الخارج..بذلك كان يفسر سبب إختفائي..و الآن بعد ان أنجبت..أنا نادمة على قراري بعض الشيء..فإغاضة أبي كانت مكلفة جدا بالنسبة لي..لم يعد مسموحا لي بأن أواصل دراستي حتى..و سأعود مع العائلة لبلدنا الأم لأبقى هناك حتى أجد زوجا مناسبا..أريده رجلا يكبرني بعدة سنوات..ناضجا بشعر اشيب..كما أريده أن يكون ثريا..إعتني بلورين جيدا..كُلها لك..لم أعد أريدها..إستعملها لإغاضة زوجتك أو أي كان..إن سألت عني بعد أن تكبر..أخبرها بأنني توفيت و تركت لها القلادة كذكرى..لدي النصف الآخر من القلب..لذا لن أنساها مطلقا"