ماذا يُنجب الندم؟

3.2K 150 132
                                    

إنه صباح اليوم الخامس..لا أحد يبكي للأبد مهما عظم الجرح..جلست لورين بهدوء إلى جانب وتين..يشاهدان كوني يطارد حبات الرمان على الطاولة..في صمت تام..إخترق ذلك الصمت صوت باب الغرفة.

"أنا سأذهب للعمل الآن..ماذا أجلب معي للغداء؟"

"أي شيء يا إيميا" ترد لورين بذلك على شريكتها في السكن ثم تصمت.

"ماذا عنك وتين؟"

"لا عليك سأقوم و أحضر بعض الطعام"

"أنت تطبخين لنا منذ قدومك"

"ذلك لأن لورين تحب طعامي..وأنا لا امانع..الطبخ أحد هواياتي أصلا"

"لا..اليوم سترتاحين و سأجلب الطعام لكما على حسابي حينما أعود..إتفقنا؟!"

"كما تشائين"

تخرج من البيت..ليعم بعدها صمت جنائزي آخر..كوني أيضا لا يرغب في الحديث..فحبات الرمان هاته عنيدة إنها تهرب منه و عليه أن يطاردها..لذا إستمر في النقر و النقر على الطاولة..ثم رن هاتف وتين..فراح يقلد الرنة.

"من يتصل؟!"

ترمي لورين ببصرها إلى الهاتف "مارشميلو! من مارشميلو؟"

"إنها إيف..لم نتحدث منذ فترة" ترد عليها "مرحبا مارشميلو"

"ما هذا وتين؟!"

"ماذا؟ ما الذي فعلته"

"اليوم هو الخامس..لا إتصال ولا رسالة نصية..و لم تفتحي المحل حتى..أنسيتي أن بيننا إتفاق!"

"تقصدين تلك المسرحية؟!"

"اجل..كنت في بيتك البارحة و أليكسا تشك في امرنا فعلا"

"أعلم..كان يجب أن أخبرك..لكن تعلمين أن هناك أدوارا أهم من أدوار أخرى"

"صحيح..كيف حال لورين!"

"تتحسن..لكنها ماتزال غاضبة"

"أتفهم غضبها..إنها محقة"

"على أي حال سأفتح المحل غدا..ستأتين للعمل؟"

"أجل سآتي"

"نلتقي هناك إذا"

"أنا آسفة على إتصالي لا بد و أنني أزعجتك"

"لا إطلاقا..كنت سأتصل بك لأخبرك أنني سأفتح المحل على كل حال"

"نلتقي غدا إذا"

"إتفقنا..إلى اللقاء" تغلق الخط و تنظر إلى لورين.

تتأفف لورين "ألستِي شخصا متبلد الحِس؟!"

"لماذا تقولين هذا الكلام عزيزتي؟"

"من الواضح انها تبادلك المشاعر..إتصلت لانها إشتاقت لك و ليس لأنها متحمسة للعب دور في مسرحيتك..لا تكوني غبية"

تتنهد..تعتدل في جلستها..ثم تشرد لبعض الوقت لتقول "أتعلمين! كنت ادري..منذ تلك القبلة..حتى أنني اوشكت على الإعتراف لها عندها..لكن تفاجأت بوجود أليكسا في المكان..ففهمت أنها قبلة ضمن هذا الدور الذي نلعبه..من الجيد أنني إنتبهت قبل أن أحرج نفسي"

وتينيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن