مهشمة الفؤاد..ملوية الجناح و محرومة من التحليق مجددا..دموع اليأس تترقرق في عيناها..و حركاتها بطيئة مثقلة بالحزن..
هكذا كانت أليكسا تتخيل وتين قبل أن تلتقيها..لم تكن تريدها أن تعيش كل ذلك لأنها تكرهها و تحقد عليها..بل لأنها مازالت تكن لها الحب و لا ترغب في رؤيتها تواصل العيش كأن شيئا لم يحصل.
و بالفعل كان ذلك الفراق مؤلما لوتين..كسر شيئا فيها..غير طريقة رؤيتها للأمور..ذكرها بأن العالم ليس وردي و جميل..بل يمكن أن يكون ظالما و قاسيا ايضا..لكنها لم تعش رهينة لتلك المشاعر..صحيح أنها لم تتمكن من الوقوع في الحب خلال خمسة سنوات بعدها..لكن ذلك حصل في النهاية..و هناك دائما قلب يسعها هي و روحها الحلوة و يتقبل جانبها المظلم حتى.
و تلك كانت ضربة قاسية لأليكسا التي إرتدت خاتم الخطوبة المزيف كل ذلك الوقت..و تخيلت بينها و بين نفسها دون أن تفصح بذلك لأحد..أن هذا الخاتم يربطها بطريقة ما بوتين..و أنها بذلك تمنع قلبها من أن ينبض بقوة من أجل شخص آخر..لكنه حصل..و هاهي ذي تطهو الطعام بحب لشخص آخر..ترقص رفقة شخص آخر..تبتسم بوجه هذا الشخص الغريب..تقبله و تفعل ماهو أكثر من ذلك حتى!..لم يستطع دماغ أليكسا المتوقف عن الشعور بالزمن منذ خمس سنوات أن يستوعب ذلك أو أن يقتنع به..لكنه واقع!
و بالرغم من أن إيف ووتين إعتقدتا بأنهما تمثلان..إلا أنهما لا تمثلان إلا حقيقة مشاعرهما الكامنة و المدفونة..لبستا هذا الدور..دور الحبيبن..و تمكنتا من خلال ذلك من التعبير عن الحب و تلك الرغبة بكل حرية..كل منهما معفية من تحمل مسؤولية أي فعل قد يبدو فيه بعض من الجرأة أو جرعة زائدة من الرومانسية..كلتاهما مصرح لهما بسرقة اللمسات و العناق و تبادل الغزل..دون خوف و دون قلق.
و لأنهما يلبيان نداء الحب بصدق بالغ..لم تتمكن أليكسا من تكذيب ما ترى..و كيف تكذب الحقيقة!..ياله من منظر مغري!..يثير رغبتها في التخريب..كشخص يرى أمامه قالب حلوى متقن التزيين فلا يقاوم رغبته الملحة في دس إصبعه بالكريمة أو إزاحة حبة الكرز الموضوعة للزينة..لكن ماذا ستفعل! كيف ستخرب هاته العلاقة من الأصل!
عادت لتتسطح على الفراش مجددا..تفكر كيف ستقوم بذلك! حتى غلبها النعاس و غفت..و لم تستيقظ إلا بعد ثلاثة ساعات أخرى..كان يجب عليها لقاء أصدقاء لها بعد ساعة..لذا قامت فزعة مسرعة..لا تود التخلف عن الموعد..خرجت كي تستخدم الحمام..فإشتمت رائحة القهوة.
إلتفتت و نظرت إليهم..لقد كانتا تشربان القهوة و تتناولان فطيرة التفاح بينما يقف الببغاء على الطاولة يتناول تفاحا مهروسا مطهوا على البخار..نظرتا إليها و إبتسمتا.."تريدين شرب القهوة؟" سألتها وتين من باب الذوق و الأدب.
فأجابت "لا..لم أعد أتناولها..خاصة في هذا الوقت..تبقيني مستيقظة"
"إنها الرابعة و النصف مساء فقط"