المرة الأولى كانت صدفة..و يمكننا الإدعاء بأن الثانية كانت ضرورة!..لكن اللقاء الثالث يجب أن يكون متعمدا..و إن كان هذا الحب يستحق فرصة..فهو حتما يحتاج للقاء ثالث.
ظلت تفكر فيها بينما تركز عينيها على المحاضر..لم تكن تسمع من المحاضرة شيئا و لم تتمكن من التركيز كعادتها بسبب وتين التي إستحوذت على كل تفكيرها..فظلت طوال المحاضرة تلعب بالقلم أو تقضم طرفه أو تنقر به نقرا خفيفا على الطاولة..دون أن تكتب شيئا..و قاطع تفكيرها الذي كان آخذا في التحول لخيال جنسي رسالة نصية من كارتر..يقول فيها "شكرا على هدية البارحة أعجبتني المحفظة جدا إنها جيدة الصنع..من أين حصلتي عليها؟"
"فقط من محل هدايا بسيط"
"مازلتي غاضبة مني!"
"لا"
"إذا..أرسلي لي عنوان المحل"
"تريد شراء واحدة أخرى؟"
"فقط أستفسر عن مصدر المحافظ اليدوية"
"سأرسله لك الآن"
"حسنا"
يقاطع الدكتور تلك المراسلات قائلا "آنسة إيف فريد يمكنك إستخدام هاتفك لاحقا"
"آسفة دكتور كانت تلك رسالة طارئة سأركز في بقية المحاضرة"
"لا داعي قد إنتهت محاضرتنا لهذا اليوم" يحمل حقيبته و يهم بالخروج.
تقترب حينها صديقتها كلارا منها لتقول "ما بك إيف؟ لم يسبق أن كنت بهذا التشويش في المحاضرات من قبل..هل أنت جائعة؟"
"أنا جائعة و أريد العودة للبيت فحسب"
"لما بهاته السرعة! هل أنت مريضة؟ ربما هي دورتك الشهرية"
"لا ليست كذلك لكنني اشعر بملل فضيع لدرجة أن كل ما أريده هو النوم"
"لابد و أن الموعد مع كارتر لم يسر كما يجب"
"أعتقد أنني لم أعد قادرة على المواصلة بعد الآن"
"حصل شيء إذا؟"
"كان أكثر موعد ممل يمكن أن يحصل في عيد الحب..لقد ظل يتحدث عن إنجازاته و إسهاماته في الشركة لما يقارب الساعة و النصف و كلها أحاديث مكررة سمعتها عشرات المرات من قبل..و ثم قدم لي هدية كانت عبارة عن حقيبة لويس فويتون محدودة الإصدار بالفعل لدي مثلها..و خرجت معه في موعد و أنا احملها معي مرتين قبل هذا و ثم طلب مني قضاء الليلة عنده و تحدث عن خطوبتنا كأنها حدث ساذج و تضييع للوقت و عندما قام بتوصيلي إلى البيت قام بتقبيلي بشراهة و ثم طلب مني ممارسة الجنس بسرعة في السيارة رغم أن ملامح وجهي كانت تظهر بشكل غير قابل للنقاش بأنني منزعجة بشأن شيء ما"
"ماذا فعلتي عندها؟"
"رفضت طبعا..فهددني بأنه سيخونني رغم علمي بأنه يفعل ذلك مسبقا لكن ليس لدي أدلة لحد اللحظة..و ثم سألني ما إن كنت منزعجة بشأن كونه أجل فتح الهدية التي أعطيتها إياه لكنني نفيت ذلك و خرجت من السيارة"