وتين!..كيف يمكن لشخص أن يحظى بإسم قمة في الشاعرية و العاطفية كهذا!
كأنه إسم وجد ليناديها به من يحبها وحسب!
لماذا صوتها عالق برأسي!..
و لا يمكنني التوقف عن التفكير فيها..و إستحضار صورتها أمام ناظري؟
كأن شيئا قويا فيها يجذبني إليها..الطريقة التي كانت تنظر بها إلي؟..لما تنبعث كل تلك البراءة من أنوثتها الناضجة!
لا أجد إجابة لأي سؤال من تلك الأسئلة..
و أكثر ما أخشاه أن هذا الشعور يمدني بنوع غريب من الفرح..و لا أدري كيف يجب أن أتعامل معه أو ماهو التصرف المناسب حياله..
أترى أتجاهله؟ أحاربه! فقط أنتظر أن يقتله مرور الوقت أو ربما هناك إحتمال ضئيل في أن أنصاع له!!
هكذا كانت تفكر إيف فور إستيقاظها..و من الواضح الجلي أن سهم إله الحب كيوبيد..قد أوقع قلبين في رمية واحدة..و كم إحتمالية ذلك في الحصول عادة؟ لا بد و أنها من بين الحالات القلائل..و ربما من العدل وصف هاته الحالات القليلة بالمحظوظة..فمن هذا الذي لا يتمنى أن يبادله محبوبه شعور الوله و العشق!..و من اللقاء الأول و النظرة الأولى فوقها؟
لكن و بالرغم من ذلك..فلعنة الحب الدائمة هي كثرة القيود..أن يبادلك من تحب المشاعر..ذلك شيء غير كاف..السطحي قصير النظر هو فقط من يرفض الإقرار بأن الحب يخضع للواقع ايضا..و يقيد بالسلاسل و الظروف..كأي شيء آخر..و أن تحريره من تلك السلاسل..يحتاج لقتال محتدم و أحيانا يكون تحريره ضربا من ضروب المستحيل.
إيف و رغم كونها فتاة نشأت في ظروف مادية ميسورة الحال منذ طفولتها..إلا أن ذلك لا يعني بأنها لم تتعرض للمعاناة..فلا أحد يعرف القيود كما تعرفها هي..و قد إستيقظت في هذا الصباح أيضا تشعر بأن أغلالها تثقلها..كما إعتادت أن تشعر دائما..تمطت في فراشها قبل أن تلقي نظرة خاطفة على شاشة هاتفها الذكي..الذي كان يذكرها بأنه صباح الرابعة عشر من فبراير و الساعة تشير إلى التاسعة و أربعون دقيقة.
قامت من فراشها المريح و هي تقاوم رغبة ملحة في العودة إليه..فتحت شيش نوافذها الواسعة.. و ألقت نظرة على حديقة البيت الفسيحة حتى تتحرى الطقس..و الذي بدى قاسي البرودة..رغم أن الثلج الذي بالكاد إستقر على الأرضية و أغضان الشجر..قد تمت إذابته بواسطة المطر الغزير الذي هطل عند أول أنفاس الصبح.
تقدمت لغرفة الملابس و فتحت درج الدولاب..اخرجت الهدية التي إشترتها و ثم فتحت الصندوق..أخرجت منه الرسالة..حامت بإصبعها حول الختم..تتأرجح ما بين فتحه و العدول عن ذلك..إبتسمت إبتسامة شريرة و فتحته..تلمست الكلمات بأناملها و إشتمت الورق.."رائحته جميلة..كرائحة المحل" تقول ذلك بصوت مسموع و ثم تقرأ المكتوب بحب..