بعد أن خرجت إيف من المحل..دار حديث بينها و بين نفسها.."تقول أنها تعرض علي الوظيفة حتى لا أضطر لشراء كل البضائع!..لكن عيناها لا تقول ذلك..ماذا لو أنها تبادلني الإعجاب؟"
و نفس الحديث دار بين وتين و نفسها "معجبة بالمحل! ماذا لو كانت صاحبة المحل هي المقصودة؟..أو ربما ذلك ما اتمناه لذا أقرأ تصرفاتها و حديثها بصورة خاطئة!"
و إختلط الأمر عندها..أيهما اسوء! أن لا يبادلك من تحب الشعور أو أن يبادلك إياه و لكن لا يعترف لك بالمطلق و يجهل مشاعرك و رغبتك بشكل تام!
ربما بهاته الطريقة حين يكون اللقاء يوميا..و تخرج العلاقة عن نطاق السطحية لتتجه إلى الصداقة أو شيء يشبهها..قد يصبح حينها الإفصاح خيارا متاحا لهما أو لإحديهما..و ما يزيد الأمر تعقيدا..هو إرتباط إيف..فعلاقتها ليست كأي علاقة..بل هي أعمق من أن تموت بكلمات أو بمجرد جفاء..و ذلك لأن اصعب و أخبث انواع العلاقات هي تلك التي تغذيها المصالح لا الحب.
و بينما وتين تفكر في إيف دون توقف و بالضبط على الساعة العاشرة مساء حينما كانت تستعد لغلق المحل..دخل من الباب رجل جسيم طويل..إبتسم حتى يخفف من حدة رهبته..و بدى في وقفته الشامخة عند مدخل ذلك المحل الصغير..كطائر طاووس محجتز في قفص ضيق..و كم من وجه شبه بينه و بين هذا الطائر!..رتب بدلته بيديه بشكل سريع و ثم وقف معتدلا..تماما كطاووس مغرور يفرد ريشه و يستعرض نفسه..و ما لبث أن إنتشر عطره الفاخر في الأجواء..و إمتلأ المكان بطاقته التي توحي بأنه لعوب.
"مساء الخير يا آنسة"
"مساء الخير"
"هل تقفلون؟"
"في الواقع أجل..أتود شراء هدية!"
"لا" يمد يده لجيب سترته الداخلية فيخرج محفظة الجلد اليدوية "حبيبتي إشترت هاته من محلكم صحيح!"
"صحيح" بنظرة فاحصة ترمقه من رأسه حتى أخمص قدميه لتردف قائلة بعد أن عرفت من يكون "ما بال المحفظة! ليست ممزقة أو بها مشكلة اعتقد! لكنت إنتبهت"
"لا..في الواقع أعجبتني"
"عادت خطيبتك من أجل شراء واحدة..لعلك تريد واحدة أخرى أيضا!"
"خطيبتي؟..لا..ليست كذلك بعد..يبدو أنك تذكرين زبائنك جيدا!"
"كان يقول لي جدي عاملي الزبون كما يعامل احدهم حبيبته..تذكري ما يحبون..الالوان التي يفضلون..أسمائهم و وجوههم..إجعليهم يشعرون أنهم مميزون..و إن أمكن تذكري المناسبات التي يترددون عليك فيها و جهزي لهم مسبقا أشياء قد تعجبهم..لذا أجل..أذكر حبيبتك أو أيا كانت" أنهت الكلام و ثم توجهت إلى الرف حيث المحافظ.
ليرد ضاحكا "يالك من شابة مسلية..ألست كذلك!..لكن لا..لست هنا من أجل الشراء أنا هنا من أجل العمل"