لم تكن إيف قادرة على تناول الطعام..لقد ظلت تحاول تمرير كلمات روزيلا الثقيلة برشفات من العصير..بين كل حين و آخر..إستمعت إلى مقدمتها الكاذبة حول كمية حبها لها و شعورها بأنها تنتمي لنفس عائلتها بالفعل..و كيف أنها ترغب في تعجيل هذا الزواج حتى تلتحم العائلتان بسرعة.
و ثم سألت "لما لم تردي على إتصالاته و رسائله البارحة؟"
إدعت إيف الجهل المطلق و أخرجت هاتفها متفاجئة "أحقا إتصل!..اه ذلك صحيح..كنت حينها في المكتبة..لم يكن الهاتف بحوزتي فأنت تعلمين نظام المكاتب الآن و ثم خرجت رفقة اصدقائي و عدت للبيت منهكة لذا.."
"لكنك تعلمين أنه كان مسافرا..لم يخطر ببالك الإطمئنان على سلامته؟"
"بلى..الامر و ما فيه أنني أحاول السماح له بأخذ قسط من الراحة"
"لن تأخذ منك المكالمة أكثر من عشرة ثواني ولكن لا علينا..أريد فقط الإطمئنان عن علاقتكما"
"نحن بخير..هل إشتكى كارتر من شيء!؟"
"لا..فقط اتصلت لأطمئن عن حاله فقال أنك لا تردين عليه"
"لذا أتيتي إلى هنا؟"
"طبعا لا..لقد تحدثت أنا و كارتر بخصوص الخطبة و قال أنكما أجلتماها لبعد إمتحاناتك المهمة"
"صحيح..ارجو أنك لا تنوين تقديم موعد الخطبة"
"لا ليست الخطبة..بل أنوي تحديد موعد الزفاف"
"ماذا؟ كيف!"
"عندما يعود من الصين..سنقيم حفل عشاء بسيط بيننا و هكذا ستتم الخطوبة..و بعد أن تنتهي إختباراتك يمكنكما الزواج مباشرة"
"لا" تقف إيف من على الكرسي بغضب.
تدخل جايكوب ليقول"إيف..إجلسي دعينا نتناقش"
"ألا تسمع ما كانت تقوله..لا يوجد أي نقاش هنا هناك طرف يقرر و البقية ينفذون..و لما هاته العجلة أصلا! ألا يفترض بأن يعنيني هذا الأمر أنا و الرجل الذي سأرتبط به؟ لا أحب حقا كل هذا التدخل في العلاقة"
"لست أتدخل أنا أقترح شيئا هنا"
"و جميعنا نعرف أن كل ما تقترحينه يحصل أليس كذلك؟!"
"إيف.."
إيف مقاطعة إياها "أنا متأخرة بما يكفي عن المحاضرة" ثم تخرج غير مبالية بوالدها الذي ظل يناديها طالبا منها العودة.
"أرى أنك تفقد السيطرة هنا سيد جايكوب"
"السيطرة! لا أعتقد أننا في العصور الوسطى حتى أسيطر عليها"
"لا أنا لا أقصد السيطرة على إبنتك..إنما أقصد السيطرة على الصفقة"
"الصفقة؟"
"أليست إبنتك جزءا من كل هذا؟ أنت وافقت على أن يكون عقد زواجها هو ما تدفعه مقابل عقد الشراكة..هل تظن أننا سنستفيد من الشراكة مع مؤسستك التي تسير في طريق الإنهيار؟..نحن ننقذكم هنا و نعدل مساركم..هلا كنتم متعاونين!"