03

11.7K 492 62
                                    

الفصل الثالث:

ضربت ناصيتي بقوة وانا اجلس القرفصاء بانهيار، نظرت إليه لدقائق، بلعت ريقي ثم وضعت يدي على صدره و كان اللحاف يفصل ما بينهما و بخوف آملة أن أشعر بدقات قلبه.

ارخيت ملامحي المشدودة وزفرتُ ملقية بكل ذلك الخوف بعيداً عندما شعرتُ بنبضاتِ قلبهِ الهادئة، كان قلبه ينبض بانظام تام.

"اه الشكر للرب لقد افزعتني حقاً .. كنت اظن اني سأقضي سنين عمري الكئيب في السجن.. انا حقاً لا استبعد هذا، ربما لا تعلم لكن حظي بئيس كحياتي"

مددت يدي وأخذتُ افحص تنفسه واضعةً إصبعي تحت أنفه بدون اي تلامس جسدي، كان تنفسه منتظماً كذلك و هادئاً مما جعلني أرتاح بصدق.

أردت النهوض لكن فجأة تخلل توازني واستقرت مؤخرتي أرضاً وبالخطأ لمستُ شفته السفلى، سحبتها معرية على باطنها..شهق بقوة فاتحاً عيناه، وفي حين غِرَّة أمسكَ بمعصمي ارتجف جسدي بجوف.

حاولت سحب يدي من قبضته لكنه أبَىٰ تَركي.

بحقك ماذا تريد فعله!؟

"لما أنتِ قريبة إلى هذا الحد" نطق بتعب وهو يسحب يدي إليه أكثرثم أردف وهو يتحسس شِرْيان معصمي بتركيز "لما قلبكِ ينبض بشدة"

"لقد كنتُ افحص تَنفسكَ، خِلتُ أنك قد مُت و اختل توازني لذلك..."
أجبته بتردد و خوف ظاهر..

لقد كان جريحاً لكنه كان مخيفاً.

قام من فراشه متخذاً وضعية الجلوس و زفر بألم، فرق بين شفتيه متنهداً بتعب ثم أمسكَ رأسه بيده الأخرى قاطباً حاجبيه محاولاً إدراك ما يدور حوله.. كانت المسافة بيننا لا تتعدى بِضْعَ إنشات، صبَّ بنظرهِ إلي بعينين متعبتين كانتا كالتنويم المغناطيسي، و شفاهه عادت إلى لونها الطبيعي وأصبحت وردية بشكل فاتن..حملق في عينيّ قاطعاً أنفاسي، احسست وكأنه يراودني عن نفسي مع انه لم يكن يفعل شيء يذكر، سوى النظر إلي.

أردت الانفلات منه و ابطال سحره، لكني لَم أستطع الحراك بسبب قبضته القوية لمعصمي.. خِلْتُ أن أفقد سيطرتي على نفسي فألقيتُ بنظري بعيداً عن عيناه السوداوتان الساحرتان.

ما هذا الذي شعرت به؟ لم اشعر بأي احساس لعدة سنوات مضت، وبداخلي قد استوطنت كتبان من الثلج التي من الصعب تذويبها بهده السهولة..فحتى الحزن لم أعد اشعر به.. لكن لما اشعر وكأني لاول مرة ألتقي بشاب؟

نطق فجأة بِرّدٍ متأخر "أنا بخير، لا تقلقي"

"أُتْرُك يدي إنكَ تؤلمني.. " نطقت بتوتر ليفلت يدي بعدما استوعب انه كان يمسك بها واعتذر بعدها بشدة .

The Good Criminal |JJKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن