الرابع| دار الأيتَام

740 45 0
                                    


حاولت جاهدة رفع جفنيها بينما تستمع لأصوات خافتة حولها

بالكاد إستدارت بصعوبة تراقب شخصين يتحدثان بعيدا عنها ورؤيتها مشوشة

لذا هي لم تتعرف عليهما!

تحركت بإستقامة من مضجعها تتذكر ما حدث لكن إجتاحها ألم جمجمتها القاتل

"ااااهه أمي أبي رأسي تؤلمني"

"سِوان سِوان ما بك؟ إهدأي سِوان هذا أنا"

يتحدث بقلق يهز كتفيها بخفة ذهابا وإيابا وعينيه القاتمة تتفحصها

"يودور؟ لما أنتَ هنا؟"

إستعادت وعيها للواقع وإستطاعت رؤيته مُحاولة النهوض بمساعدته

لكن سرعان ما رأت ذلك المريب يحدق بها بينما عينيه الصغيرة متورمة وكأنه كان يبكي

تمسكت بقميص مديرها ترتعش بخوف منه

"ي.. يي.. يودور أأ.. أهرب ه.. هه.. هذا إ.. إنه شش. ش.. شيطان لنهرب"

بثقت كلماتها تكاد تموت من الهلع الذي يخفق قلبها، إلهي هل هو شيطان حقا أم ما هي لعنته!

ثانية

إثنان

ثلاث

ينفجر الصغير باكيا وها هما يغطيان أذنيهما سريعا من صوته المشؤوم

هل يبكي أم يصرخ هذا؟

"اللعنة سِوان أنتِ السبب"

زمجر بغضب يغلق جفنيه لتردف هي بخوف

"حسنا أنا آسفه قم بتهدئته أرجوك"

"وما شأني أيتها البقرة أنا لا أعرف بتلك الأمور"

ما إن أنهى جملته لتركل مؤخرته بعنف

"تشه لا فائدة منك البتة"

تركته تسير بهدوء متصنعة الثبات لكن ساقيها تفضحانها هي بالكاد تتحرك مقتربة منه

"حسنا يا صغير من فضلك إهدء إهدء حسنا سأحضر لكَ السمك ورقائق البطاطا ما رأيك؟"

تبسمت بحماقة مع حديثها لا تعلم كيف تتصرف ليزيد الطفل من بكاءه الحاد

"م.. ماذا عن كرات اللحم بالصلصة هل تحبها؟"

أنهت سؤالها بقلة حيلة تتزايد شهقاته وبكاؤه الصاخب مجددا

"يودور أعتقد أنه يُفضل الأطعمة الحُلوة"

GESUDAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن