السابع عشر| ماضي منسِي

358 28 0
                                    


"كلا جورج أمي أبي ااااهه أخي النجدة"

صرخات تتزايد مع شهقاتها العالية من هول ما تراه زبرجديتيها الآن!

"أميييي أميييي ساعدو.."

إنقطع صراخها تسعل بقوة إثر الدخان الكثيف والذي إحتل المكان ينتشر بسرعة أشبه بفيروس شديد الخطورة تفشّى في قرية صغيرة

حيث جسدها الملقي أرضا ترتعش أطرافها بينما تلتقط أنفاسها الأخيرة تغلق جفنيها تدريجياً معلنة الرحيل ولا زالت تسعل مع شهقات هادئة

كان آخر ما لمحته عينيها زوج أحذية رسمية سوداء لشخص ما مجهول يقف أمامها ثم فقدت الوعي

'اهه اللعنة! لما طلبت مني ذلك!'

تمتم يرفع الدولاب الخشبي الضخم والذي كان يتخذ مكانه فوق جسدها الصغير ضعيف البنية

رفع جثتها بإهمال يحملها بإصبع واحد بل لا حاجة لإستخدام أصابعه حتى

زفر الهواء خارج رئتيه يخطو مبتعدا عن ذلك المنزل المحترق والذي بات أشبه بمنزل مهجور متهالك

وضع جثة الفتاة بالعاشرة جانبا يراقبها بصمت وسرعان ما بدأت تعود أنفاسها تدريجياً تسعل بقوة تلتقط رئتيها الأكسجين

عاد وعيها بعد لحظات تلتفت حولها لتقف سريعا تركض عائدة بإتجاه المنزل بينما الآخر قلب عينيه بضجر من حماقتها المفرطة

هل تذهب للجحيم بقدميها الآن؟

"أميييي أبيييي لا إنهم في الداخل كلا جوورج"

تصرخ مجددا ومجددا مُحاولة الدخول لإنقاذهم لكن لا فائدة بالفعل

إستدارت نحو الشاب ينفث سيجارته ببرود لتركل قدمه بعنف تضربه بقبضتها

"أرجوك يا عم ساعدهم أنا أتوسلك رجاءً"

فقط تبكي بين كلماتها المتقطعة تطلب بترجي قبل أن يرمي سيجارته بإنزعاج يسحبها بعيدا عن مكان الإحتراق رادفا بحدة

"توقفي عن هذا يا طفلة لقد إنتهى الأمر بالفعل"

"لا ماذا تقول أين أمي وأبي لا تقل ذلك أرجوك"

تزامنا مع بُكائها يركض ذلك الفتى ذو الخامسة عشرة ليحتضنها بدفء متشبثا بها وهي لم تستوعب بعد

كان الفتى سليما تماما وكأنه لم يكن بداخل حريق المنزل فقط تشوهَ عنقه بعلامات داكنة بشكل مريب!

GESUDAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن