02

46 7 2
                                    

{
أينَ ستذهب من الذي يسكُن فيك؟
و هل يُمكن غسل الدّمِ
ممّا يسوءُك؟
}

غالبًا لن تعي أيًّا ممّا يحدُث إذا كُنتَ تجزم أنّهُ لا مخرج لك. لكن الأحداث تُفاجِئُك.. و قد تسحقُك أيضًا.

///

مع بقاءِ كوتآرُو ساكنًا في مكانهِ و انهمار الأفكار و الخيالات في جوفِه، لمَح ضياءًا خافتًا يلُوح من بعيد.. حسِبهُ يراعةً تتلألأ في العتمَة، لكن كانَ واضحًا أنّ هذا الضّوء يقترب و تتبيّن فيهِ بعض الملامح شيئًا فشيئًا. لم يُحاول التحرّك نحوَه، بقيَ في مكانهِ واقفًا مُركَزًا على الطَّيف لأنّهُ كانَ يُكذّبه.. يظنّهُ خيالًا ما.
لمَّا تبيّن له أنّهُ ليسَ متوهّمًا، تمتمَ بخفُوت.. "ذِئب!"
كانَ ذئبًا حولهُ هالة من النّور يبعث في نفس كُوتآرو الأُلفة و السَّكينة حتّى نسيَ الكَبَد الذي كانَ فيه لوهلة.. بدى وكأنّه يعرفُ كلٌّ منهما الآخر.
لمّا صار الذّئب الوضّاء على بُعد خُطوة، انخفضَ كوتَآرو على ركبتيهِ نحوَه و مدّ يدهُ إلى رأسِ الذّئب برويّة و ابتسمَ له برضىً.
"أنتَ ودود.. أو أنّك تعرفني حقًا؟"
لم يسبق لِـ كوتآرُو التّعامل مع ذئب و لذلك كانَ هذا اللقاء غريبًا جدًا له في حين لم يُبدِ الذّئب أيّ حركة تدلّ على انزعاجهِ أو عدم أُلفتهِ للفتى، بل ظهر في عينيهِ الرغبة في قُرب كوتَآرو.
تمتم كُوتآرُو "ماذا تكون؟ و كيف وصلتَ لهُنا؟"
المدّة التي قضاها وحيدًا جعلته يظنّ أن لن يجدهُ أحد.. أينما كانَ هو الآن. الذّئب لم يُجِب بشيء لكن بقيَ كوتآرُو يتأمَّل في رفيقهِ الهادئ و شعُورٌ بالسَّكينة يغمرُه حتّى أخذَ الوَسن يختلس وعيَه!

- - -

السّهاد هيمَن على السيدة كآيو ليلًا فلم تغفُ، كانت تُراقب من خلف الزّجاج و تنتظر. في الصباح الباكر استقرّت حالةُ كُوتآرُو فسُمح لها بالدخول إلى غرفته و البقاء بجواره، و بعد التمعُّن فيه مليًّا شعرت بالإنهاك و غفَت على كرسّيها.

- - -

كانت كيري تُراقب الشارع من شرفة منزلها منذ الأمس، تُحاول رصد سيارة عائلة إيشيدا، لكن لم ترَ أيّ تحرّكات، و هذا وتَّرها. اتّصلت على منزلهم بالهاتف، فأجابتها إحدى الخادمات معتذرةً أنّ السيّدة كآيو مشغولة و أن كوتآرُو ليسَ بالمنزل، دون ذكر أي تفاصيل. الجرائد تنشُر الأحداث الدامية التي تجري في المدينة كلّ ليلة، تلك الأحداث التي لم يكُن كُوتآرُو ليكترث بحديثها هيَ عنها و لكن جال في خاطرها أنّهُ ربّما.. أجل ربّما هو كذلك أصبح ضحيّة؟
أفزعتها الفكرة هذه كثيرًا!
لكن ماذا يمكنها أن تفعل الآن؟
أخوها كِين رأى اضطرابها فسألها عن السبب و لم تُجِبه، فلم يرُقهُ الأمر.
"أهو شيء يتعلّق بفتىً ما في المدرسة؟"
سألها مُتحدّيًا.. فنظرت له بنظرة حُنق تعبيرًا عن امتعاضها من أسلوبه الذي تشوبه الوقاحة.
فصمت عنها و تركها لشأنها.
قرّرت أخيرًا أن تذهب مساءً إلى منزلهم.. ربّما عادوا حينما لم تنتبه و هناك ما يشغلهم فقط.

صائِد مصّاصِي الدّماء، دَانتِيَآس | ‏DANTIAS-THE VAMPIRE HUNTERحيث تعيش القصص. اكتشف الآن