11

16 3 2
                                    


{
خَلفَ الأبواب الموصدة
حكاياتٌ قد لا تُعرف أبدًا
}

/ / /

أخبرهم الأستاذ أنهم وصلوا لوُجهتهم، و لكن كانت الغابة كما هي، أشجارٌ و ظلامٌ تُنيرهُ مصابيحهم اليدويّة و رطوبة من المطر الخفيف و اصوات حشرات الليل تُشوّش على السّكون. لم يكن في مرآهم المنزل الذي ظنّوا أنّهم بلغُوهُ أخيرًا. تلفّت الجميع من خلف الأستاذ حولهم بحثًا عن المنزل لرُبّما تُخفيه جذُوع الاشجار و ظِلالها و نظر بعضهم لبعضٍ في حيرة و بنظراتٍ مُلغَّزة متفاهمة فيما بينها. خلال ذلك فتَّشَ الأستاذ عن شجرةٍ مُعيّنةٍ بأحداقهِ ثمّ اتّجه صوبها إذ كانَ يوجد على جذعها خدوشٌ طوليّة معدُودة و ضيّقة بالكاد تُرى إلّا من قريب. مرّر اصبعهُ عليها قاطعًا إيّاها من المنتصف بحذَر. فارتفعَ غِطاءٌ من الوهم كانَ يستُر منزلًا ضخمًا و ممتدًّا عن الرُّؤية. المنزل بأكملهِ مصنوع من الخشب و الأحجار على الطّراز اليابانيّ العتيق في البناء، كان سورهُ الخارجيّ عاليًا يحجب استشفافَ ما وراءه إلّا من الأسقُف المرتفعة الظاهرة قِمَمُها فقط. ذُهل الجميع و شُدِهُوا لما رأوه، فلتَّو كانت الغابة أمامهم ممتدَّة!
"المنزل مُحاطٌ بحاجز لإخفاءه عمّن ليس مرحّبًا به،" بيَّنَ لهم الاستاذ و هو يمشى نحو الباب الرئيسي. تبعُوه و ما زالوا في عَجَبِهِم يتناظَرُون و لكن الآن قد ثبتَ لألبابِهِم أن المنزل آمن حقًا ما دام يظلُّ مخفيًّا عن الأنظار. قرعَ الأستاذُ الباب من خلال حلقةٍ حديديّة متدلّية من فمِ أسدٍ قد ثُبّت رأسهُ الصغير في وسط الباب الخشبيّ، تُصدر صوتًا رنّانًا عند طرقها.
بعد مدّة من الإنتظار تُقارب الأربع دقائق، فُتح الباب جُزئيًّا و ظهر في الفتحة الضيّقة رجُلٌ خمسينيّ أصلع ذو لحيةٍ بيضاء مُنسدلة مُدبّبة، و كما البيت فهو يرتدي رداء الكيمونو الخاص بالرّجال هيأتُهُ تتوائَم مع الصَُورة المتخيّلة لمن يسكُن منزلًا معزولًا مُخبّأً في عمق الغابة كهذا. أخذ العجوز يتمعَّن في الأستاذ و كُوتآرُو على ظهرِه.
"أأنت متأكِّد؟" كان ذلك أول ما نطق به العجوز بعد فترةٍ من السكوت.
"نعم."
بقيَ العجوز على تمعُّنهِ مستمسكًا بصمتهِ لوهلة كأنَّهُ يُراجِعُ أمورًا شائكةً داخل رأسه و الآخرون خلف الأستاذ يتمعّنون في ملامح العجوز ولا يبدُو أن أيّ أحدٍ منهم قد فهم سؤاله السالف.
"و لماذا هؤلاء؟" أومأ برأسهِ نحو الشابّين و الفتاتين.
"رِفقة لابُد من وجودها. سأُوضِّح لك الأمر لاحقًا. الجميع مُتعبون من الطريق.." زفرَ الأستاذ بنفاذ صبر و أتَّم قولهُ "سيّد تِينكي، دعنا ندخُل لنستريح على الأقل." على الرغم من ملامح عدم الرضى في وجه العجوز إلّا أنَّهُ فجأةً أشرعَ الباب فتحًا و تنحّى جانبًا.
"هيَّا" أشار الأستاذ إلى الباقين و ولجَ إلى المنزل.

صائِد مصّاصِي الدّماء، دَانتِيَآس | ‏DANTIAS-THE VAMPIRE HUNTERحيث تعيش القصص. اكتشف الآن