{
البعضُ مِنَّا يقظون في سباتِهم
و آخرون نيامٌ دونَ نوم
}/ / /
في الصَّباح الباكِر، استيقظَ الطبيب مآمُورُو على ازعاج جَلَبة آتية من خلف كوخِه، فنهضَ عن سرير العيادة الذي بات ينامُ فيه بعد تركِ سريرهِ لـ كُوتآرُو، و خرجَ ليجِدَ جسمًا وَحشِيًّا ضخمًا يتصارعُ مع خنزيرٍ بريّ صغير من حيوانات الغابة. ذُهِلَ الطَّبيب لثانية و لكنَّه لم يسمح لنفسهِ بأن يركُن للشَّدَه فأسرع للدَّاخِل ليجلِب سِلاحهُ النَّاري الذي يحتفظ به لأوقاتِ الشِّدّة. لم يبدُ أن ذلك الوحشَ الذي يشبهُ الذئاب في رأسِه و أطرافه مع وقوفِه على أقدامِه كالبشر؛ لم يبدُ أنَّهُ قد انتبهَ لوجود الطَّبيب خلفَهُ، كانَ منهمكًا بتناول وجبتهِ بعد أن أهلكهَا. فأطلقَ عليهِ الطَّبيب طلقةً دخلت في أحشاءه لكنّها لم تُردِهِ قتيلًا، و كل ما فعلته أنّها جعلتهُ يكتشفُ وجود مآمُورو!
استعدّ مَآمُورو لإطلاق طلقةٍ أخرى إلّا أن الوحش باغتهُ بصفعةٍ خاطفة تلقّاها الطبيب في فخذهِ حينَ حاوَل تفاديها فتمزّقت فيه ثلاثة جروحٍ غائرة و سقط الطبيب متعثرًا على الأرض. لكونهِ معتادًا على الدِّفاع عن نفسهِ ضدّ حيوانات الغابة المفترسة، لم يستسلم للوجَع الذي تفجَّر في ساقِه بل زحفَ مبتعدًا عن الوحش حاملًا بندقيّتهُ و حاول التصويب مجددًا إلى ما يعرفهُ من النقاط الحيوية الحرجة في جسم الحيوان، لكنّ سرعة تنقل الوحش من موقع لآخر متفاديًا أي طلقاتٍ أخرى جعلت موقفَ الطَّبيب أصعب. فجأةً سَكَنَ المكان حين تلاشى الوحش داخل ظلال الأشجار، كانَ مآمُورو يُهدِّئ من أنفاسهِ حتى يستطيع تكهُّن الخطوة التالية و لم تُفارق بُندقيّته وضع التصويب نحو ظلام الغابة. ثمَّ سَمِعَ خطواتٍ راكضة تقترب من المكان، لكنّها كانت حتمًا تعود لإنسان، لم يلتفت نحو مصدرها و ظلّ متشبثًا بالبندقية ينتظرُ حركة الوحش بتأهُّبٍ تام. وصَلَ الأستاذ يوشينُو إلى أمام العيادة ليجِدَ الطَّبيب جاثيًا مستندًا على ركبتهِ و ينزِفُ من ساقهِ الاخرى و ما يزالُ متخذًا وضع التصويب نحوَ مكانٍ محدَّد؛ فأدركَ أنَّهُ قد تعرَّض للهجوم، مع انَّ لدى الاستاذ المقدرة على استشعار مصاصي الدّماء و بعضٍ من وحوشهم، لكنَّهُ لم يشعُر بوجود أحدٍ منهم بالجوار. صاحَ الطَّبيب بعد هنيهة من حُسن الإنصات لأصوات الغابة: "أظنُّه ما يزال هنا، هل لديك أيّ سلاح؟" متوجِّهًا بسؤالهِ إلى يوشينُو.
- "نعم، و لكن لا أشعر بوجود أحد.."
استغربَ الطَّبيب من قول الأستاذ و أرخى بندقيّته قليلًا: "ماذا تعني؟ يُمكنك الشُّعور بتواجد تلك المخلُوقات؟"
على الرّغم من أن هذا يعني انكشاف المزيد عن الأستاذ و لكنَّهُ قرَّر أن لا بأس، فَـ مآمُورو يعرف النزر اليسير بشأن العجوز تِينكي و مدرسته، و لذلك أومَأ الأستاذ يُوشينُو بالإيجاب ثمَّ استرسل: "أتوقَّعُ أنَّك أرعبتهُ و بسبب إصابتك له فقد فرّ هاربًا حتّى لا يُقتَل هنا."
تسائل الطَّبيب في نفسهِ كيف أمكن للأستاذ فهم كل هذا مع أنه وصَل للتوّ للمكان، و لكن كلامَ يُوشينُو غمرهُ بشيءٍ من الإرتياح، فتركَ بندقيّتهُ على الأرض و أخذ ينظُر بإمعانٍ إلى جُرحِه النَّازف. سيحتاج لعلاجهِ فورًا و تعقيمهِ كذلك.
الاستاذ: "لا تتأخَّر في تنظيف جُرحك هذا، سأساعدكَ على النهوض."
أعانَ الأستاذ الطََبيب على الدّخول للعيادة و الجلوس في الكرسيّ الذي يوجد في مكتبهِ حيث طلب من مَآمُورو إخبارهُ بما يحتاج من أدوات و مواد ليقوم بعلاج جرحِه.
أنت تقرأ
صائِد مصّاصِي الدّماء، دَانتِيَآس | DANTIAS-THE VAMPIRE HUNTER
Vampireهنا نبدأ مَن هو دانتيَآس؟ و ما قصّتهُ؟ هل حكايتهُ تستحقّ أن تُقرأ؟ . . . مَن لا يُحب الخيال و قصص الخوارق لا يدخُل.