{
كُلّ إنسانٍ في الحياة
له أقدارٌ محدودة
تحدُث رُغمًا عن رغباته
}/ / /
خلال طريق عودتهِ لمنزله، لمَحَ كُوتآرُو غُرابًا يِحلِّق إلى الأشجار العالية خلف أسوار منزل عائلة كِيري، و غِربانًا أخرى أخذت تنعِق من خلال أغصان الأشجار البعيدة التي هي ضمن حديقة منزل عائلته. فكّر أنّها لم تكن هناك قبل قليل! ثمَّ أخذ يشعُر بحضُورٍ مُرهِب يتنامى حَولهُ دونَ أن يعرِف مكانه تحديدًا. مضى و لم يتلفَّت حتّى لا يُعطي ذلك المخلوق ما يريده. من الأمور التي فهِمها أنّ هذه المخلوقات تتغذّى أوّلاً على الخوف قبل الدّم. فالخوف يشلّ حركة الضحيّة و هو ما يُمهِّد المَسْلكَ إلى انتهاكها. و قُبَيل وصولهِ لبوّابة منزل عائلته الخارجيّة، شعر بأنَّهُ قد استُهلِكَ تمامًا من الأفكار و الأحاسيس التي راودته، فكان قرارهُ الدخول لغرفته بأسرع ما يمكن و الإغفاء.
- - -
كِين رجعَ من المدرسة و لم يجِد شقيقتهُ، لكنّهُ توقّع أن تكون هناك، في منزل الفتى البغيض و قد تاكَّد عندما سأل الخدم. ففكّر هل يذهب لإعادتها أو لا، خاصةً أنها ذهبت مشيًا. لكنّهُ قرّر الانتظار قليلًا، ثمّ ما لبث أن وجد نفسهُ عند بوّابة منزلهم الخارجيّة يترقّب، إلى أن باتَت أختهُ في متّسع نظرِه آتيةً يرافقها كُوتارُو.
مشاعرهُ مختلطة، لا أحد يدري ما سبب الضغينة التي تظهر في كلامه عندما يكُون كوتآرُو هو محور الحديث. لكن كِيري تعتقد أنّهُ بسبب الغَيرة الشّديدة، فَـ كُوتآرو خِلال عامٍ واحد (العام الفائت) صار حديث المدرسة بسبب علاماته العالية، رغم كونه انتقل في بداية ذلك العام تحديدًا، و هو ما فاجأ الطّلاب. على أن ما يجذب كِيري إليه ليس ذلك، و أنّ كُوتآرُو لم يَبدُ أنه كان سعى للفت الإنتباه إليه مُطلقًا، إلّا أن هذا ما جعل كُوتآرُو في ذات الوقت منبوذًا و مكروهًا من الكثيرين في المدرسة، و من ضمنهم كِين، أو هكذا ما تريد أن تراه كِيري في هذا الشأن الشائك.
مالّذي يجذب كِيري نحوه يا ترى؟
هذا سؤالٌ لم تعرف حتى كِيري نفسها الإجابة عليه بعد.أخذ يراقبهما بأعيُنٍ حادّة ليرى كلّ ما يحدث، لا يبدو أنّهما كانا يسوقان أيّ حِوارات، لكن بدآ الحديث عند اقترابهما من أسوار المنزل. ملامح كِيري كانت تدلّ على القلق في عينيّ كِين، ذلك أزعجهُ بعض الشيء. و عمومًا انتظر أن تنتبه كِيري لِحضُورِه فهي غارقة في تفاصيل كُوتآرُو تمامًا.
توقّفا فجأةً ثمَّ تركها ذلك الفتى و قفل راجعًا بعد أن رمق كِين بنظرة خالية من التعابير، لكن كانت مفهومةً له.
إنّهُ يعلم.حين مرّت كِيري بجوار كِين تعمّدت عدم النظر له مُباشرةً، حيّتهُ بـِ"مساء الخير" و مضَت.
"هل بقيتي طويلًا هناك؟" سألها و هو يتبعها في الممر المؤدي لمنزلهم عبر الحديقة المليئة بالأشجار الكبيرة و الضخمة.
"فقط دُعِيت للغداء."
"من قِبل مَن؟"
"والدة كُوتآرُو."
اعتبرَ كلامها كِذبةً فصمتَ و مضى معها.
توقّفت كِيري عن المشي و التفتت نحو أخيها و نظرت مباشرةً في عينيه:
"ظُنّ في الأمور كما تشتهي، هذا لا يخيفني لأنّني أعرف ما أفعلهُ و أنّهُ لن يضرّني. يجب أن تعلم أني لا أُحب طريقتك في التعاطي مع كلّ ما يُحيط بشأن عائلة إيشيدا."
ثمّ تابعتْ طريقها عارفةً أنه لن يُجيب بشيء بينما وقف هو مكانهُ يراقبها لثوانٍ قبل المتابعة وراءها.
(إنّها تتمرّد)، تلك هي الفكرة الوحيدة التي تضِجّ في تفكيره الآن و ما لبثت تُزعجهُ بصخبها.
أنت تقرأ
صائِد مصّاصِي الدّماء، دَانتِيَآس | DANTIAS-THE VAMPIRE HUNTER
Vampireهنا نبدأ مَن هو دانتيَآس؟ و ما قصّتهُ؟ هل حكايتهُ تستحقّ أن تُقرأ؟ . . . مَن لا يُحب الخيال و قصص الخوارق لا يدخُل.