04

33 4 4
                                    


{
لا تلُم الغفلة التي أنت فيها
للأقدار طريقةٌ عجيبة
قد لا تعيها مطلقًا
}

/ / /

أُخبِر الطُّلاب في صف كُوتآرو أنّ اليوم التالي إجازة لهم فقط نظرًا لأنّ غرفة صفّهم تحتاجُ للصيانة و الإصلاح بعدما حدث فيها، و لأن عددًا من الطّلاب سيأخذون نقاهةً لتشفى إصاباتهُم. القوّات الأمنيّة واصَلت الاستقصاء عن المُسبّب لهذه الحادِثة لكن دون نتيجة. عددٌ منهم ربطهُ بالوقائع الغريبة التي ظلّت تحدُث مؤخرًا في الليالي الفائتة. منذ صباح هذا اليوم و غيمة عظيمة تُغطّي كامل السماء تحجب أشعّة الشّمس عن النّفاذ، جعلت المدينة تغشاها ألوان داكنة و يعبُر في أزقّتها النسيم المُثلِج. على الرّغم استغراب النّاس هذا الوضع المُباغِت في فصل الصّيف، و هو لم يسبق أن حدث، فقد مَضَوا في يَومهم كالمُعتاد.

كُوتآرو استيقظ باكرًا و رغبة في عدم مُغادرة السّرير تُثقله فبقيَ مكانهُ سارحًا في التفكير في كلّ ما مرّ عليهِ سلفًا. ثمَّ رأى فيما يرى النّائم أنَّهُ في باحة المدرسة، و كأنه لتوّهِ خرج من بابها متّجهًا نحو البوّابة الخارجيّة و هو يشعُر بإرهاقٍ و نظرهُ مشوّش حتّى لكأنّهُ بدأ يرى هيئةً سوداء أخَذَت تظهر أمامهُ و تتوسّع. الهيئة تلك تبدو لجسد شخصٍ طويل القامة إلّا أن ملامحهُ لم تتَضح لِـ كُوتآرُو فتوقّف هو عن التقدُّم و شعورٌ بالرّهبة يراودهُ فيما هو يتمعَّن أكثر فيما يراه. بغتةً امتدّت خيوط مُظلِمة من تلك الهيئة مُسرعةً تخترق جسم كُوتآرُو؛ فجفل و ارتجفَ جسمهُ بالكامل مُفيقًا من حلمهِ الجليّ ذاك و قلبهُ يخفق بألمٍ عنيف لأنَّ أحد تلك الخيوط دخلت فيه. أعينهُ لم تطرِف لدقيقة كأنَّ المشهد يُعاد أمامها و بعد وهلةٍ بدأ يهدأ حينما أدرك أنّه ... محض كابوس. فكّر في أنَّه لا يرغب في أن يذهب للمدرسة لكنَّهُ أراد الحصول على كأس ماء، فنهضَ جالسًا على سريرهِ ليُفاجئه دوار شديد مزعج جعلهُ يعود للإستلقاء. طُرِقَ الباب بخفّة، فعرفَ كوتآرو أنها والدته، فطلب منها الدخول و حاول التغلُّب على شحوبهِ و قابلها بابتسامةٍ خفيفة.
"كيف تشعُر اليوم؟" سألتهُ و هي تقترب من سريره.
"أفضلَ دون شك، أمي."
"أخبرني أستاذك في اتصال هاتفيّ أنّ اليوم إجازة، و قد يكون الغد إجازةً كذلك. لقد حدث شيءٌ في الفصل. لماذا لم تخبرني عنهُ البارحة؟"، جلست بجوارهِ في السرير.
"حدث شيء؟ مثل ماذا؟"
كان كُوتآرو مستغربًا بالفعل فهو لا يعرف ما حدث بعد مغادرته لغرفة الصف.
"هذا ما جئت أسألك إيّاه. ليس من عادتك إخفاء أمورٍ مهمّة، عزيزي كوتآرُو. أخبرني.."
سكتَ كُوتآرُو و راح يفكِّر بينما والدتهُ تنظر له منتظرةً إيّاه أن يشرح لها. يبدو أن الأستاذ لم يخبرها بالتفاصيل لكن كونهم أعطوهم إجازةً فهذا يعني أن شيئًا جللًا قد وقع هناك. فرأى أن الأفضل إخبارها بالحقيقة.
"أنا.. لا أعرف يا أمّي. لقد خرجتُ من غرفة الصف لأني شعرتُ بالوهن. ذهبتُ لعيادة المدرسة و نمت هناك لبعض الوقت. ثمَّ أيقظني الأستاذ يوشينُو و أعادني للمنزل و خِلال الطريق... لم يخبرني أنّ شيئًا قد جرى في غيابي.. إنّني صِدقًا لا أعلم شيئًا."
نهضَ عن استلقاءهِ بهدوه و لحسن الحظ لم يداهمهُ دوار هذه المرة و أنَّ جسمهُ بدأ يعودُ طبيعيًّا تقريبًا. رأى علامات حيرة على وجه السيدة كآيو لكنها لم تنطق بما في بالِها و قد أشاحت عن كُوتآرُو. كانت تريد فهم هذه الأحداث و يبدو أنّهُ لا سبيل لذلك الآن فهي كانت تحسَب منذ مدَّة أن كُوتآرُو قد بدأ يتصرَّف معها بطريقة مُختلفة و هذه الفكرة كثيرًا ما تُخيفها. فقال بصوت منخفض متقطّع.."آسف لإقلاقكِ دومًا.."
و هذا لأنه بدأ يشعُر بالذّنب على الرغم من جهلهِ بأسباب كلّ الأسى الحادِث في هذه الأيّام. هذا الأسبوع ثقيل للغاية.
متى ينتهي...؟

صائِد مصّاصِي الدّماء، دَانتِيَآس | ‏DANTIAS-THE VAMPIRE HUNTERحيث تعيش القصص. اكتشف الآن