{
ماذا بعد تناثُر الرُّوح
إلى نُدَف و شظايا؟
}/ / /
عادتْ إينمآ إلى المطبخ بعد مدّة تقارب النِّصف ساعة أو أكثر بقليل منذ مغادرتها. كانت الفتاتان قد أنهتا إعداد الغداء قبل دقائق من دخولها و شرعتا في تنظيف المكان. ملامح إينمآ كانت هادئة كعادتها حينما شكرتهُما. خرجت كِيري من المطبخ فور اتتهاءها من الترتيب في حين بقيت يُوكِي تُحدّق في إينمآ التي تجاهلت ذلك و أخذت تتفحَّص صنيع الفتاتين.
"سأنتظر محادثتكِ على انفراد،" قالت يوكِي ثمَّ غادرت المطبخ. شعرت إينمآ أنّ قلبها ثقيل للغاية يكاد ينزلق من مكانهِ هاوِيًا إلى الأرض. فَقبلَ وهلةٍ تعذَّب أمامها ابنُ اُختها دون مقدرتها على التَّخفيف عنه. رَجَتْ أن يكون قويًّا و يرجع إلى هذا المنزل حتّى تستطيع تصحيح خطئها في تركهِ كلّ تلك السِّنين و ليهدأ ضميرُها برُؤيته في الجوار. كان العجوز تينكِي، الذي هو في الواقع والِدُ زوجِها المتوفّى، قد أبلغها سابقًا أن اليوم الذي ستُواجه فيهِ الفتى بالجزء المفقود من ذاكرته يقترب، و خوفُها جعلها ترتبِك كلّما التَقتْ كُوتآرُو فتُخفي ذلك بالتّنصُّل من النَّظر في عينيهِ مُباشرةً. كُوتآرُو يذكّرها بشقيقتها؛ فهو يملك بضعًا من ملامحها و صفات شخصيّتها العنيدة و الحسَّاسة.
بعد تفقّدها للطعام، خرجت لرؤية إنجاز الشَّابين في المزرعة الصغيرة، و عند وصولها رأتْ أنّهما كانا واقفين بجوار السياج القصير يحدّقان إلى المدينة. فسألتهُما: "ما الأمر؟"
أجابها رينزُو: "رأيتُ سيدي كُوتآرُو يُسرع خارجًا و كذلك السيّد يوشينو."
ففهمتْ أنّ رينزُو تساورهُ بعض الشُّكوك ممّا رأى، و أن كِين ربّما لم يشاهد الأمر بعينيه لكنّهُ مهتمٌّ له. لم تستطع قول شيءٍ سوى أنَّ كُوتآرُو انزعج من بعض الأمور و على الاغلب يحتاج أن يستنشق بعض الهواء حتّى يهدأ. ثمَّ على الرغم من جلاء عدم اقتناعهما بقولها، سألتهما عن إنجازهما، و أشارت لهما بدفن ما استخرجوه من الحشائش الضَّارة في مكان محدّد، فمن الافضل تركهُ ليتحلّل داخِل التُّربة حتى تستفيد منه الاشجار. ثمَّ طلبت منهم البقاء قريبًا من غرفة الطعام حتّى يجتمع الجميع للغداء.- - -
حاول الأستاذ إيقاظ كُوتآرو لكن دون جدوى. أخذ القلق يستبدّ بفكره إذ ماذا عساه يكون قد حصل لهذا الفتى الآن! كما أنه شعر وكأنّ أحدًا ما في الجوار، لذلك حَمَل كُوتآرو حانيًا إيّاهُ على كتفه ثمّ انطلق مُسرعًا باتّجاه النّهر، فهو لا يعرف أين هم الآن تحديدًا لكن إذا وصل إلى حيث النّهر الذي يَسمعُ صوت جريانهِ خافتًا بعيدًا؛ فقد يستطيع معرفة أين يجب أن يتّجه ليعُود إلى منزل العجوز فمازال الوقتُ عصرًا واضحَ الرُّؤية حتى لو كانَ الجوّ غائمًا، و لو استغلّهُ فسيعود لذلك البيت قبل المغيب. و لا أحد يريد البقاء في الخارج عند غياب النُّور الضئيل الذي ينتشر عبر الغمَام.
أنت تقرأ
صائِد مصّاصِي الدّماء، دَانتِيَآس | DANTIAS-THE VAMPIRE HUNTER
Vampireهنا نبدأ مَن هو دانتيَآس؟ و ما قصّتهُ؟ هل حكايتهُ تستحقّ أن تُقرأ؟ . . . مَن لا يُحب الخيال و قصص الخوارق لا يدخُل.