{
الحُزن
إمَّا أن يصقُل رُوحك
أو يمحقُها
}/ / /
حَلَّ اللّيل. و مع أنَّ الجوَّ كانَ شبه مُظلمٍ مُسبقًا، فقد تعمَّقتْ تلك الظُّلمة و ازدادَت كآبة المشهَد بانقِطاع الكهرباء عن المدينة بأكملها و السبب الذي قد توقّعتهُ المؤسّسة المسؤولة عن توزيع الكهرباء هو قطع الأسلاك الرئيسيّة من قبل المخلوقات التي غزَت المدينة.
كانَ السيّد آدم، طبيب العائلة، قد انتهى للتّو من تقديم العلاج اللّازم. كُوتآرُو يرقد في سكِينَة على أحد كراسِي الصّالة، تُقابلهُ المدفئة الضخمة التي اُشعِلت كي تبعث الدِّفء الذي باتَ مُفتقدًا لشدَّة ثِقَل الطقس خارجًا و لتُخفِّفُ من حِدَّة عتمة المكان بوهجِها الأصفر المُحمرّ. لقد احتاج لنقل دمٍ عاجل، فاستعان الطبيب بالسائق رِينزُو نظرًا لأنّ المستشفيات لن تستجيب بسرعة لحالة طوارئ إضافيَّة و هي في وضع استنفارٍ و امتلاءٍ سالِف، و لتَوافُق فصيلة دمِه مع الخاصَّة بكُوتآرُو. كانت السيّدة كآيُو جالسةً في الكرسيّ المُجاور لاِبنها تتأمَّله و تفكِّر فيما قد حدث خلال غيابها عن المنزل. لديهم الآن جُثّتان لأُناسٍ أعزَّاء يجِب التّعامُل معهما و مع ذويهِم ايضًا. السيّدة ماريّآ و زوجها لم يرزقا إلا بطفلٍ واحد، و هو يعمل في بلادٍ بعيدة و كان على تواصلٍ دائمٍ بهما، و لهذا يجِب إخطارُه بما حدث لهما.
بعد أخذ توصياتهِ و مغادرة السيّد آدم، استأذنَ رينزُو من السيّدة كآيُو ليذهب و يحفر قبورًا في الفناء الخلفيّ من المنزل، فهو فارغ تمامًا و ذلك لأنهم كانوا يريدون تخطيطهُ على مَهل لعمل حديقةٍ ذات أماكن أنيقة للجلوس و السَّمر، و أماكن أخرى للّعب و ايضًا للخيُول. الوضع الآن يستدعي استخدام قطعة جانبيّة لدفن الضحايا بما أنه لا يُمكن لاحدٍ مغادرة المنزل و الذهاب إلى مصلحة الموتى في المدينة -حيث الفوضى و الموت منتشران الآن، و لأنَّهُ لا يُمكن تركُ الجسدَين هكذا دون إكرام.
خرجَ رينزُو من باب المنزل الخلفيّ معهُ مصباحٌ ذا بطّاريّات و قد وضَع بُندقيّة الحارِس المُلقَّمة بالذخيرة مُسندة إلى المدفئة، في حين أخذ معه بندقيّته الخاصة، أمَّا الجثّتان فكانتا مغطّاتين بغطاء الأسرَّة و مُسجاتَين في الدّهليز القريب من الباب الخلفيّ للمنزل.- - -
في وقت قيادة الطبيب آدم سيّارتهُ مغادرًا منزل عائلة آيشيدا، لمَحَ كِين و شقيقتهُ عند بوّابة المنزل الخارجيّة، لكنَّهُ لم يتوقَّف بل تابع طريقهُ مُتجاوِزًا إيّاهما و هما يحدّقان فيه، كان قد وردهُ اتصال يطلبهُ بشكل مُستعجل. تساءلتْ كِيري عن السّبب الذي من أجلهِ قد جاء الطبيب إلى هنا، فهي تعرفه لأنَّها رأتهُ من قبل و قد أخبرتها السيّدة كآيُو أنه طبيب العائلة.
لأنهما لم يجدا الحارس، و لأنَّ الظلام كانَ شديدًا في المكان -و كانا قد اتّخذا لهما مصباحًا يدويًا ليسترشدا بهِ في دربهما- فقد قرّرا الدخول مباشرةً إلى مبنى المنزل، لأن السيّدة كآيُو تتوقَّع وصولهما على أيّ حال.
عند بلُوغهما باب المنزل الرئيسيّ، طَرَقهُ كِين عدّة طرقات، فالجرس لن يعمل بالتأكيد. بعد هُنَيهة فتحت السيّدة كآيُو الباب، و ابتهلَ وجهها برؤيتهما فطلبت منهما الدخول فورًا. لمَّا رأت كِيري كُوتآرُو، غشي ملامحها القلق و التفتت نحو السيّدة كآيُو، و فهِمتْ الأخيرة الأمر فأومأت لها أن تطمئن و طلبت منهما الجلوس حول المدفئة لتخبرهما بالّذي حدث. كانت السيّدة كآيُو قد أعدّت شاي الأعشاب قبل وصولهما بوقتٍ قصير، و وضعتهُ في الطاولة التي تتوسّط منطقة الجلوس المنخفضة في الصالة و التي عليها شمعدانٌ ثلاثيّ الشمعات، مُضاءة جميعها حتّى تزيد من النُّور في المكان و تُبعد وحشة الليل البهيم. صبَّت لكُلّ منهما كوبًا منه، و أخبرتهما بما عرفت أنه حدث فقط، فهي لم تكن حاضرةً خلالهُ كلَّه. حينها قرّر كِين الخروج لمساعدة رينزُو في اتمام العمل على دفن الموتى، و وافقتهُ السيّدة كآيو في ذلك لأنها أرادت أن يتم الإنتهاء من ذلك بسرعةٍ حتى يجتمع الجميع هنا و يُساندوا بعضًا و يحتموا معًا ممّا قد يحدث لاحقًا. و ذلك ما جرى.
أنت تقرأ
صائِد مصّاصِي الدّماء، دَانتِيَآس | DANTIAS-THE VAMPIRE HUNTER
Vampirهنا نبدأ مَن هو دانتيَآس؟ و ما قصّتهُ؟ هل حكايتهُ تستحقّ أن تُقرأ؟ . . . مَن لا يُحب الخيال و قصص الخوارق لا يدخُل.