00

268 17 5
                                    



{
أيعلمُ أيّ أحدٍ آخرَ
في هذا العَلم
ماذا يعنِي أن
تعيشَ في برزخ؟
}

نحنُ نُدرِكُ ذواتِنا فقط،
منغمسُون في أنفُسنا بالكادِ نرى الآخر.
لا نتكلَّف مشقّة التّفكير بعقلَين اثنَين. أهوَ السَّببُ في أنّه كانَ دومًا يشعُر بالوِحدَة؟

///

"يبدو و كأنّ جسدِي غادَرني.. أم هيَ رُوحِي التي فعلتْ..."

فكّرَ و هوَ جالسٌ تُحيطُهُ ظُلمةٌ مُمتدّة.

"حتّى متى..؟"

كانَ قد حاولَ المشيَ في الأرجاء سابقًا لكن دُون أيّ طائِل. إنّهُ مثلَ أن تُحتجَز في عُمق كهفٍ دونَ جُدران أو مدخَلٍ أو حتّى سقف. فقوقَّف عن تجوالِهِ ليقعُد على ما يبدُو أرضًا مستويَة.

"عندما يكون المرءُ وحيدًا هكذا تُراودُه الكثير من الخواطِر، مِثلُ: هل كانَ لوجُودِه أيُّ معنىً على الإطلاق؟"
زَفَرَ بتملمُل.

"هذا الصّمتُ يجعلني أسمعُ أنفاسِي و النَّبضَ اللّعين بوضوح.. إذًا لا أزالُ حيًّا؟"

في البدء و من البردِ الذي سَحَقَ أطرافه حَسِبَ نفسهُ قد انتهى جُثَّةً جآمِدة، لكنّه الآن يعتقدُ بشيءٍ آخر.
"هل أنا الآنَ كما يقولونَ: شبحٌ آخرٌ يرقُص لوحدِهِ في الظّلام؟ هه"
ابتسمَ لنفسهِ مُكشّرًا قليلًا.
"حسنًا.. ألَيسَ هذا يُشبه السَّلامَ الذي كُنتُ أنشُد ولو قليلًا؟"

///

فتىً ذا شعرٍ أبيضَ يقترِبُ إلى الرّماديّ بطُولٍ يصل أسفلَ أُذنيه، و أعيُنٍ بلونِ مياهِ الشّاطِئ الضّحل الصَّافِي. كانَ ذلك المزيجُ محطَّ الجدلِ لنُدرته، بل لأنه شبهُ مُستحيلٍ لدى البشرِ دونَ تدخُّلٍ ما. هُوَ في الصّف الثاني من المرحلة الإعداديّة.
بشكلٍ اعتياديّ يرتادُ المدرسة، و يُغادرها. بالكادِ لهُ أيّ تداخلاتٍ مع زُملائِه. كانَ قَد ظهرَ فجأةً كطالبٍ مُنتقلٍ العامَ الماضي، و من حينها عُرِف بكفاءَتِه العاليَة في الدّراسة. وحدها رئيسة الصفّ مَن تتحدّث معه بشكلٍ يبدو فيه دومًا أنّه حدثٌ من طرفٍ واحِد يُمليهِ الواجِبُ عليهآ.

صائِد مصّاصِي الدّماء، دَانتِيَآس | ‏DANTIAS-THE VAMPIRE HUNTERحيث تعيش القصص. اكتشف الآن