{
عِواءٌ من بعيد يُسمع
و صوتُ النبضاتِ يخفُت
إلى البرودة و الصمت
}إنّ المرء مجبولٌ على التغافل عن النّعيم في حضوره و إدراكهِ لهُ كائِنٌ فقط حال غِيابه. هل أسرفتَ على نفسك و لم تنتبِه لما يُحيطها من الخير؟ لا ترجِع للقنوط، إنّه يُوسّدك الألم وحده.
/ / /
تواصلت السيّدة كآيُو مع الأستاذ يُوشينُو المسؤول عن صف كوتآرو حتّى تُخبره بتغيّب ابنِها عن المدرسة لظروفٍ صحّية. الطبيب كتبَ لهُ إجازةً ليومَين، لكن كُوتآرو أرادَ أخذ يومٍ واحد فقط. في يوم اجازته نامَ و تغذّى جيّدًا، و خرج إلى حديقة المنزل نهارًا. كلّ ذلك أعاد له الهدوء و الشعور بأنّ كل شيءٍ على خير ما يُرام. لم تعُد السيّدة كآيُو لتسألهُ عمّا قالهُ لها في طريق عودتهم من المشفى، فلم يكُن يبدُو واعيًا تمامًا عندما تحدّث بتلك الطريقة، و ظلّ كلامهُ يحُزّ في داخلها حتّى و هي تراهُ أمامها مُبتهجًا و باسمًا.
- - -
في مساء ذلك اليوم، زارتهم كِيري و التقت بكُوتآرُو في غرفة الضّيافة. أعطتهُ ما دوّنته من الملاحظات لينقلها عنده و بيّنت له الواجبات المنزلية. ثمََ شرعا بالدّراسة سويًّا و السيّدة كآيُو قدّمت لهما الشاي و الكعك بنفسها ثمّ تركتهما. كانَ كوتَآرُو يبدو شاردًا غالب وقته و بالكاد يبدو عليه أنَّهُ حاضرٌ ذهنًا و جسمًا. أمّا كيري فهي تكبُت رغبتها في سؤالهِ عمّا حدث له، لديها صفة الفضُول القاسِي الذي يُشقيهَا دومًا.
"أظن أن هذا يكفي."
قال كوتآرُو ببرود و همَّ بمُغادرة مكانه، فوقفت كِيري على قدميها أيضًا متفاجئة و مُنزعجة جدًا لكنّها لم تقدر على النطق بشيء أو منعهُ و بقيت صامتةً تراه يذهب. بعد خروجهِ بلحظة دخلت السيّدة كآيو من جديد و ابتسامة خَجِلة على قسماتِها:
"اعذريه على مزاجه هذا، لقد مرّ بالكثير.."
كيري تنهّدت ثمَّ ردّت بلُطف: "لا بأس.."
"إذًا سأطلُب من السائق أخذكِ للمنزل."
أومأت كِيري مُوافقةً و جمعت أشياءها بهدوء.
في الطريق كانت تفكّر بكل ما حدث.. مُسترجعةً المواقف بينهما حتى القديمة منها. كما سبقَ و أخبرتها رفيقاتها، كوتَآرُو شخص وقح أحيانًا و فظّ جدًا مع الآخرين لدرجة تُظهرهُ عديم الإحساس. لكنّها مع ذلك .. لا تستطيع الإبتعاد.
أليسَ مؤلمًا أنّ مشاعرك لا يُدركها إلّا أنت؟ و أنّ كلّ ما يدُور في داخل رأسِك لن يُدركهُ سِواك..؟
إنَّهُ حتمًا أمرٌ رهيب يُشعِر بالوَحدة و النَّأي.
أنت تقرأ
صائِد مصّاصِي الدّماء، دَانتِيَآس | DANTIAS-THE VAMPIRE HUNTER
Vampireهنا نبدأ مَن هو دانتيَآس؟ و ما قصّتهُ؟ هل حكايتهُ تستحقّ أن تُقرأ؟ . . . مَن لا يُحب الخيال و قصص الخوارق لا يدخُل.