05

40 4 4
                                    

{
الأحلام لن تأخُذك لأي مكان
إنّما السّعي الحثيث
و المحاولات ستُثمر
يومًا ما
}

///

طرقة خفيفة على الباب ثمَّ فُتِحَ و دخل كُوتآرُو برِفق فَنهضت كِيري واقفةً لتُحيّيه.
"مرحبًا.."
أجابها بهدوء خلال مشيهِ باتّجاه الكرسيّ: "أهلًا بك، كِيري."
جلس في الكرسيّ الأوحد بجانب الكرسيّ الطويل الذي كانت تجلس هي عليه، ثمّ نظر إليها بهدوء نظرةً مُمعنة بعض الشيء، فجلست هي أيضًا و وجهها يفضح ارتباكها الشديد. كانَ شحوبهُ قد خفّ و بدى طبيعيًّا لعينيها، و هو ما أراح فِكرَها.
ظلَّا لفترةٍ صامتَين و كانَ كُوتآرو، الذي أشاح ببصرِه، شاردًا تمامًا خلال ذلك السّكوت، ثمَّ بادر بسؤالها: "لماذا اليوم إجازة؟"
خطَر لها أنّهُ على الأغلب لم يعرِف بعدُ عمّا حدث، فأجابتهُ باختصارٍ أن حادثةً وقعتْ لنوافذ الصفّ، و أنّهُم أُعطوا إجازةً بسبب أعمال الصيانة. تجنّبت الحديث عن الإصابات عن قصدٍ في حين أنّ كُوتآرُو لم يسألها عن التفاصيل بل عاد للسكوت. كانت السماء قد بدأت تُمطر مطرًا خفيفًا، و نقرات قطرات المطر على زُجاج شُرفة غرفة الضّيافة هي الشيء الوحيد الذي يُسمع هناك. تسائلت كِيري في نفسها و هي تتأمَّل في نزول مياه المطر على الزّجاج: لماذا قد تبقى أكثر من هذا؟ فلتنصرف الآن فلا يبدو أنّ كُوتآرُو سيتحدّث أكثر ممّا فعل، فهكذا كان هو دائمًا.
"لا تمشي إلى هنا بعد اليوم، كِيري."
باغتها كُوتآرو، أيُعقل أنّهُ رآها قادمة من شرفة غرفته؟ كانت نظراتهُ ساهمةً و هو يتحدّث لها.
"لم يعُد المكان آمنًا. و أنتِ فتاة."
هذه كانت أوّل مرّة يُبدي فيها كُوتآرُو أيّ اهتمامٍ أو انتباهٍ لها على الإطلاق. كانَت المُراعاة و اللُّطف تبدو آتيةً من جانبها فقط و ذلك ما جعلها في حالة دهشةٍ و استغراب. تابعَ حديثه و أحداقهُ تُركّز على كوب الشاي خاصتها: "لقد انتكست صِحّتي مُذ تعرّضَتْ لي تلك المخلوقات. هذا و أنا فتى .... أكمِلي كوب الشاي،" نهض واقفًا و تابع حديثهُ و هو يتحرَّك باتّجاه زُجاج الشرفة، "طعمهُ يسُوء إذا برد."
لقد أعطاها ظهره، و كأنّها علامةٌ لها حتّى تأخذ راحتها في التفكير فيما قاله. فوجدتْ يدها تمتد تلقائيًّا نحو الكوب و ترتشف ما بقي فيه من الشَّاي. كانَ كلامه صحيحًا، بدأ الشاي يبرد و تغيّر طعمه. انتبهتْ الآن لذِكرهِ كلمة (مخلوقات).
"ماذا تعني بمخلُوقات؟" سألتهُ بنبرة هادئة.
زفرَ بعُمق ثمَّ قال بنبرةٍ ضَجِرة "شيءٌ لا أريد لكِ أن تعيشيه." سكتَ لوهلة ثمّ استدار ليُقابل كل منهما الآخر. "شكلها عاديّ مثل البشر، لذلك يُمكنها خِداعُك. لا عَجَب أنّها تنفَذ بين الناس و لم يُمكن الإمساك بها."
طريقتهُ في الحديث رغم دلالتها على انزعاجهِ من هذا الموضوع إلّا أنها جعلتها تخاف و تضطرب.
"إذا.. كُنت تعرف كلّ هذا عنهم، هل أخبرتَ الشرطة به؟"
"لا. فليسَ يُمكنهم فعل شيء حقًا. لا أحد يقدر على مواجهتهِم."
"كلامك.. يُخيفني، كُوتآرُو.."
انتبه كًوتآرو إلى أنَّهُ كان فعلًا يبدو مُخيفًا في هذا المناخ الغريب في الخارج.
"اعتذر.. تجاهلي ما قلته، فقط ... كوني أكثر حِرصًا و لا تخرُجي وحيدة، رجاءً."
كان الرّذاذ قد توقف عن الهطول، و لم يكن بالغزارة التي تسمح بأن تجعل المكان مُبلّلًا في الخارج. بعد اعتذارهِ حاول أن يُغيّر كآبة هذه الغرفة و التي تسبّب بها حديثهُ البارد:
"لنخرُج للحديقة. والدتي تدعوكِ للبقاء بمنزلنا لما بعد الغداء."
الإضطراب و الخوف في داخل كِيري لم يختفِ و مع ذلك وافقت على الدّعوة.

صائِد مصّاصِي الدّماء، دَانتِيَآس | ‏DANTIAS-THE VAMPIRE HUNTERحيث تعيش القصص. اكتشف الآن