"اقتباس رقم (3) من رواية وصمة عار بقلم خديجه السيد "
_________________________________كأشجار الخريف المرهقة نتخلّص ممّا يُعيقنا وإن تسبب ذلك بألمِنا ، تعصِف بنا الحياة حتى نكاد نزيل طبقة من شخصيتنا كي نواكب قساوتها ، فالجلد اللّيّن تخدشهُ الشوكة الصغيرة ، وحين نكافح زاحفين نحو النجاة نترك خلفنا كل الأثقال التي تردعُنا عن المضي قدماً وإن تطلّب الأمر سلخ جلدنا عن جسدنا ، ليسَ كل ما نتركهُ نكرهه ، لكن تشاء الصدمات أن تجبرنا على الرحيل عنها كي ننقذ ما تبقّى من أرواحنا ، قد يكون تساقط الأوراق استسلاماً للواقع أو أنها حركة تضحية تنجينا من الأذى وربما بداية جديدة لنزهِر من بعدَها ، جزء منّا يموت ويجعلنا عاجزين عن الحراك ، فإمّا أن نرقُد بجانبه أو نتخلص منه كي نستمر مع الحياة ، تسقط الأوراق أرضاً بعد فصول طِوال ويرى المارّة شيبها وألوان مرضها وهي تتطاير على الأرصفة والشوارع الباردة ، وحدها الشجرة تعلم سبب تخلّيها عمّا كان يكسو أغصانها التي تعرّت كي تحيا ، حين نرى مشهد سقوط الأوراق عن أغصانها وكيف يطأها العابرين بأحذيتهم ، نتألم ، نشعر أنّ ما نراه يُحاكي واقعنا ، ولا أحد منّا يعلم سِر تخلي الشجرة عن أوراقها وإطاحتها أرضاً سوى صاحب الصراع ، مع كل صرخة إنكسار وأنين الليل الموجع بمحاولتنا جاهدين كتم أصواتنا كي لا يسمعنا أحد ، مع كل دمعة نذرفها متخبّطين في معاناتنا وقد خارت قوانا نبقى نبحث عن أمل لو ضئيل نتشبث به بالحياة.
بعد مرور أسبوعين خرجت اليزابيث من المستشفى و رجعت إلي نفس الدوامه مره ثانيه نفسها، كانت في غرفتها تحبس نفسها لا تريد ان تري أحد ولا احد يراها هكذا بذلك الضعف.. حيث استيقظت و هي تأن من الالم الذي يغزو جسدها.. بسبب وحشيت ليام في ضربها العنيف كان الأمر مروع دون رحمة ولا عطف نحوها منهم، حتي مازال اثار الضرب ظاهره علي وجهها الرقيق لكن ألم النفس اصعب إليها.. تلألأت عيناها بالدموع، و صرختها عن طلب النجدة من اي شخص علقت في حنجرتها عاجزه عن التعبير، ولسانها يعجز عن البوح... تحول كل ذلك الكتمان إلى غصه مؤلمه.
لم تعد تستطيع أن تقاوم او تدافع عن نفسها حتي لتكمل رحلتها البائسه التي ليس لها نهايه .. ليكمل القدر هو استبياح جسدها الضعيفة و المرهق.
بعد فترة وجيزة فتحت هانا باب الغرفة وتقدمت منها بخطوات مترددة فنطقت اخيرًا بصوت مبحوح وعينيها تمتلئ بها القلق مرادفا
= هل أصبحتي بخير الان اليزابيث تحدثي اريد ان اطمن عليكٍ.. هل مازالتٍ تتالمي حبيبتي
أغمضت عينيها بشدة ثم فتحتها بصعوبة بالغة ونظرت لها بنظرة جمعت شتى المشاعر التي
تخالج بصدرها، من خذلان، حزن، خيبه امل إلى قلب محطم.. و أردفت بصوت مبحوح= لم يعد بداخلي حزن ولا الم ولا رغبه لاي شيء، مجرد نظره فارغه من عين انطفأت ولم تعد تلمع
أنت تقرأ
وصمة عار (كاملة) لـ خديجه السيد
ChickLitنبذة مختصرة:- ولدته مدللة وكانت جميع طلباتها متاحة لها دون جهد حتى توفي والدها بعد إفلاسه لتجد نفسها وحيدة في تلك الحياة ومطلوبة أن تتأقلم وتعيش في حياتها الجديدة الغير راغبة بها، لـ تواجه الكثير من الصعوبات التي لم تتوقعها في يوم؟ وهي وتشعر أنها من...