روايه قابل للكتمان

116 6 0
                                    

اقتباس، من روايه قابل للكتمان من سلسلة رجل شرقي منقرض ♥️

تم تنزيل الفصل الأول أبحث في الرف عن إسم الروايه.
______________________

في المنزل، رفع شاهين كفه ليسقط فوق خد منذر بقوة شديدة و واصل الأب صراخه العنيف قائلاً

= يا كلب! قلت لك كام مره خلي بالك من اخوك هو انا مخليكم في مدرسه واحده عشان ايه؟؟ هو كل يوم والتاني يضرب وأنت ولا هنا، هتفضل لحد امتى فاشل كده وعديم المسؤوليه.

وضع يده فوق وجنتيه وهو يتألم من قوه الضربه، وتحدث منذر مدافع عن نفسه

= والله يا بابا ما ليش دعوه قلت له خليك جنبي زي كل مره وقت الفسحه وهو برده اللي بيروح يلعب ويسيبني .. انا ما عملتش حاجه ما تضربنيش

قاطعه صائحًا بعصبية وهو يكاد يهجم عليه مجدداً

= ده انا هموتك مش هضربك وبس! يا فاشل يا زباله تلاقيك كنت بتلعب هنا ولا هنا ومكبر دماغك منه ما انا عارفك.. ما فيش مره بطلب منك حاجه بتعملها، قلت لك هو مريض ولازم ناخد بالنا منه كلنا وبرده كل يوم يرجعلنا مضروب وانت بتكون فين نفسي افهم.

كانت مايسه الأم تحضن معاذ الى احضانها ولم تهتم الى ما يحدث إلي أبنها الآخر فكانت من وجهه نظرها أيضاً بأنه السبب فيما حدث لأخيه، ثم تحدثت قائلة بحرارة وهي تمرر إصبعها على بشرته بحنان

= وبعدين يا شاهين هنعمل ايه كده كتير كل مره يحصل كده، و الحمد لله بنلحقه صحيح بس العيال إللي في المدرسه معاه الاساتذه مش قادرين عليهم يحذروهم من حالته وان محدش يقرب لي، والفالح التاني أخوه مش عارف يخلي باله منه .

ختمت مايسه حديثها وهي تنظر الى طفلها الكبير بغضب شديد وهو بدأ يدمع أكثر شاعراً بالظلم من الجميع تجاه وهو لم يفعل شيء من الأساس، وأخيه هو المخطئ لكن من المستحيل أن يعاقبه أحدهم لذلك يفرغوا طاقة غضبهم فيه دائما و كالعاده.

إبتلع منذر مرارة الإهانة مجبرًا، فهو مضطر للقبول بأي شيء حتى لا يتم تعنيفة فإذا حاول حتى الإعتراض لا يهتم إليه أحد و يعاقب أكثر، لوح شاهين بذراعه قائلاً بجدية

= ما فيش غير حل واحد! خلاص مش هنوديهم مدرسه تاني.. مهما نحذر ونعمل مش هيجي بفايده واحنا مش مستعدين نخسر ابننا
حتى الدكتور في مره نبهني من الموضوع ده اللي زيه وعندهم امراض مزمنه مش مهم أوي يتعلموا لان المدارس اكتر مكان بيحصل في مشاكل ووجع رأس وممكن يتاذوا.. والاحسن لينا نقعده من المدرسه ويكون تحت مراقبتنا وكفايه عليهم لحد كده.. ويجوا الشغل معايا يتعلموا صنعه تنفعهم أحسن.. هناخد ايه يعني في الآخر من تعليمهم .

انتفض منذر بخضه وركض إلي والده وهو يردد من بين دموعه بنبرة ذليلة

= لأ، انا ما عملتش حاجه انا مش عاوز اقعد من المدرسه انا عاوز اكمل تعليم.. عشان خاطري يا بابا هخلي بالي منه بعد كده بس ما تقعدنيش من المدرسه.. ابوس ايدك انا آسف خلاص مش هعمل كده تاني .

كز على أسنانه وهو يبعده بعنف عنه حتي كاد أن يسقط بالأرض من شده الدفع، ثم لوح بيده مهددًا

= انت تخرس خالص وما سمعلكش صوت، ما ينفعش واحد يروح والثاني يقعد عشان نفسيه اخوك وما يحسش انك احسن منه وهو شايفك رايح المدرسه وهو لأ! وان احنا ظلمنا واحد فيكم.. الأحسن تقعدوا انتوا الإثنين.. اللي هيمشي على واحد هيمشي على التاني فاهمني ولا لاء .

زاد وجه مايسه تعقيدًا وهدرت متسائلة بانفعال

= انت بتقول ايه يا شاهين حرام عليك؟ احنا خايفين عليه من اللي بيحصل له في المدرسه من زمايله اللي بيضربوه، وانت عاوز تقعده  عشان يشتغل هو ده هيستحمل شغل ولا صحته هتستحمل.

تنهد زوجها وهو يقول موضحاً بهدوء

= اسمعي مني يا مايسه انا بعمل الصح، مسيره هيكبر واحنا مش عايشين لي طول العمر.. وممكن محدش يرضى يشغله عشان مش معاه شهاده ومش هيلاقي فلوس يصرف منها ولا شغله عارفها.. خليه حتى يجي ساعتين ولا نص يوم و اخوه يكمل معايا اليوم كله بس ياخد فكره عن الشغل بيتعمل ازاي .

صمتت لبرهه تفكر جيد بالأمر ثم أردفت قائلة باقتناع

= اذا كان كده ماشي، موافقه بس تخلي بالك منه و لو حسيت انه تعب تروحه على طول ومنذر يكمل.. ده مش هيستحمل يا حبيبي!.

كان منذر يقف بعيد يراقبهم بصمت وهو يحدج بالجميع بأعين دامعة لا يعلم لما يفعلون معه ذلك أليس هو ابنهم أيضاً ويحتاج إلى كل ذلك الإهتمام والمراعاه التي يحظى بها اخوه الآخر! لما دائما يطالب منه هو بالأخص أن يقدم تنازلات الى أخيه حتى وإن كانت ضد مصلحته! مصلحته فمن منهم هنا يفكر فيه بالأساس حتى يفكر في مصلحته، فا الآن سيحرم من التعليم بسبب مرض اخيه اللعين فماذا بعد؟ وكأنه بالفعل كان يشعر بما سيحدث
لاحقا .

** ** **

تم تنزيل الفصل الأول أبحث في الرف عن إسم الروايه.

وصمة عار (كاملة) لـ خديجه السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن