٢٣ - صفعة قوية

1K 117 11
                                    

أفنـــان عليّ خـــان

٢٣- صفعة قوية

- نيره شريف

بعدما تركته في الممر توجه إلى غرفته يظل يدور مرارًا وتكرارًا حتى شعر بصداع يكاد يفتك رأسه.. تركته حائرًا.. لم يستطع أن يقف مواجهًا لاعتقادته، ذهب إليها وظل يطرق على الباب حتى فتحت وهي تسب الطارق بصوت خافت.

" يا نعم؟ "
قالتها بحواحب معقودة وفوق رأسها حجابها الموضوع بفوضوية فنظر إليها باهتمام قائلًا:
متأسف كثيرًا فقط شعرت بالتشتت أثر نزاعتنا الأخيرة.

ابتسمت بفرحة طفل صغير حتى ألقى عليه بكلماته السخيفة وهو يقول:
دعينا نذهب حتى أعرف القصة كاملة
يجوز هناك خطأ.

" أنا حيوانة إني واقفة معاك "
قالتها وهي تحرك للباب بدفعة قوية حتى تغلقه في وجهه فحاول اللحاق بها سريعًا ثم قال محاولًا تهدئتها:
أنا فقط أريد صلح الخلاف.

" خلاف أيه ها؟
بقولك شتموني، بقولك أيه أنت مخوني وأنا مش طايقاك بصراحة "

تنهد بحنق محاولًا الحديث بهدوء فألجمته بقرارها السريع:
هنزل معاك يا خـان ونشوف هيقولوا أيه مع إني متأكدة إن كلهم هيكدبوا وفي إيدك تصدق بس في الحالتين أنا مش قعدالك في المخروبة دي تاني علشان الزبالة اللي سايبهم تحت.

لم يعقّب على حديثها الذي يحمل كل التهديد وهذا ما يكرهه للغاية، إذا حدث له شيء هكذا يكون رده عنيف لا نقاش فيه ولكن مهلًا عليها.

نزلا سويًا للأسفل كانت حينها أفنان ترمق كل الفتيات الواقفات في الصالة الكبيرة، كانت نظراتها قوية تعلن الانتصار عليهن، من منهن يهتم بها خـان مثلما يهتم بها.. هي حقًا مهمة وتعرف ذلك جيدًا.. لقد أوقعت بالكثير من قبله.

وقف يرمق الجميع بنظرات ثاقبة يتحقق من هيئتهن.
اقتربت منه أفنان بهدوء، رفعت مستواها لأعلى حتى تصل إليه ثم همست بمكر قائلة:
أنا بعمل كده علشان تغير الصفرا اللي هناك أو يغيروا كلهم مش من حلاوة عيونك مثلًا.

هز رأسه ثم حركها على يمينه في مستوى أفنان مبتسمًا على حيلها الخبيثة الطفولية.

انتبه للوافقات ثم سأل بصوت واثق قوي:
من التي بدأت الشجار.

" الصفـرا ترنيم "
قالتها أفنان وهي تشير على ترنيم التي رمقتها بشر كبير.

" مهلًا أفنان.. أين ترنيم هذه؟ "

" أنا سيد خـان "
قالتها ترنيم بصوت قوي لم يهتز له رمش.

" ده أنتِ قلبك مات بقى! "
قالتها أفنان بضجر شديد رافعة حاجبها الأيسر.

" ماذا حدث يا ترنيم؟ "
تساءل بجدية فردت عليه بثقة قائلة:
سيدي، أنا والفتيات كنا جالسات في فناء القصر
جاءت هي وطلبت أن تجلس ، بالحقيقة نحن رفضنا وهي انزعجت ولم تكتفي قط ظلت تزعجنا وتستفزنا حتى نقوم ونفعل معها هذا الشجار.. حاولت أنا التغاضي ولكنها ظلت تبلبل بكلام غير مفهوم مثل إنها هنا لها أهمية ونحن فتيات متعة فقط..يمكنك أن تأخذ شهادة باقي الفتيات وإذا لم تصدق حديثنا فتكفيك الخبرة حتى تحكم.

أفنان عليّ خانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن