كم افترقت طرقهم لكن القدر بمشيئته كان يحد طريقة ليجمعهم بنهايته، اعادهم الى ذات المكان دائماً ،فلطالما نبض قلب كل منهم ع ايقاع نبض الاخر، بالذات في قصتنا هذه التي جمعت وفرقت وقطعت ووصلت علاقات وقصص لكل شخصية من خاصتنا...
"ماذا تظن انك فاعل؟" ليجيبها الاخر "سأذهب من هنا، سواء اعجبك ذلك ام لا" نظر لقرينه ورفيقه طوال تلك الفترة وهو يراقبه بفخر "احسنت يا عازف الروك اند رول، واخيراً عدت تتصرف ع سجيتك قليلاً" قابلتهم الاخرى باطلاقها النار بالهواء، وصرخت "اقسم اني اقتلك ثم اقتل نفسي" فاجابها الاخر بهدوء "لن تفعلي، لا تفرطين" تحولت نظراتها للبريئة واجابت بنبرة اكثر طفولة "صحيح لا افرط بك، لكن والله اطلق ع نفسي ان حاولت الهرب" التفت الاخر وابتسم مجيباً "ع اساس سيفرق كتيراً!" وهم خارج البيت، لقد نسي تماماً ذلك السوار الذي وضع في يده، اساساً لا يعرف ماذا يفعل وما تأثيره ع الجسم، كان يظن انه جهاز تعقب فقط، لم يهتم كثيراً لذلك كونها تعرف مكان عائلته اساساً، لن يهم موقعه فهو عائد الى هناك... خطى الى خارج البيت، خطوة ثم الاخرى ثم سقط ارضاً...
- قبل يومين تقريبا-
عاد جومالي للمقهى وهو يتذمر "لا يخرج من فمه الا ال****" ليبادله والده نظرات مصدومة "اعتذر يا ابي" فيما رد عليه صالح "الم اقل لك ان لم تريه شيئاً من ماضيه سنعاني مع عارف طويلاً، انه اكثر عنادة منك حتى" "لان انت الجحش الذي يُضرب المثل بعناده الذي لا يكسر" "ها ها هل هذا وقته الان! لا تترك فرصة لتهزأني بها!" ابتسم الاخر مجيباً "ضريبة ان تكون اخاً اصغر" كان ادريس ينصت لمجادلتهم ويبتسم "هل نعود الى البيت اذاً!" فاجابه سليم "اشتقت كثيراً للبيت وصخبه اليس كذلك يا ابي؟" "ولما الكذب، اشتقت لهواء الحفرة حتى" "والله كان كهرمان يضعه تحت الارض طبيعي ان يشتاق لحياته السابقة" اجابه صالح ليرد عليه سليم "وكنتما في نفس المكان لكن لم تلتقيا الا اخر لحظة!" ابتسم صالح مجيباً "ياو لم اكن واعياً الا اخر اسبوعين يا هذا" فرد جومالي "اسبوعين اذاً! وماذا فعلت بهذه الفترة" "ماذا يمكن ان افعل بالكاد استطعت الحركة والاعتماد ع نفسي! ماذا يفعل شخص كان في غيبوبة لمدة ٤ شهور يا آبي! يرقص مثلاً!" "قلنا له كلمة اسمعنا الفاً" "ويحك، لا تبالغ" قاطعهم ادريس الذي دعاهم "هيا لنعود للبيت سيراً ع الاقدام واخبرو الشباب ان يحضرو السيارات الى البيت" "لكن بابا الجو بارد" "ليس بتلك البرودة يا صالح، هيا لتحرك عضلاتك قليلاً" "ايي هيا لنذهب" مشى ادريس رافعاً رأسه وبجانبه سليم وخلفه صالح وجومالي، كان ادريس صامتاً طوال الطريق لم يتكلم، يحاول ان يفهم حقيقة الامر، من خلف ما حدث وماذا يريد؟ وما قصة كهرمان! كيف لازال حياً أساسًا، بماذا مر حتى نسيهم جميعاً، باي جحيم كان! اين ياماش وما حاله، اين اراضيه وماذا يفعل الان "هل من تقدم بامر ياماش؟" سأل ادريس ليجيبه سليم "لازلنا نبحث" قاطعهم صالح "لنجرب مع عارف، فسيده من ادار الامر اما هو فلم يفعل اي شيء من رأسه، ذلك الشاب الذي بادلتوني به، اخ التمساح، اخذه السيد ولم يعد لاخيه، ربما قتله حتى، ليعاقب التمساح ع اخفاقه في انهاء امر جومالي وسليم" استدار ادريس ونظر الى صالح وقال بنبرة حازمة "امره لديك اذاً، ستنهيه غداً، ستجعله يتكلم، افعل به ما تريد لكن لا تقتله" ابتسم الاخر "ولما ليس الان؟" "ليظن انه بامان" "شي بابا، هل احرق يده؟" ابتسم ادريس مجيباً "هل اخذ اذني عندما احرق يدك؟ او اطلق عليك؟" "يوك" "لا داعي لاذني اذاً" نظر صالح ليده التي لازالت مضمضة ثم نظر لجومالي الذي نطق فوراً "لا تتهور صالح" "لنتهور سوياً اذاً" ابتسم الاخر وضربه ع كتفه "مجنون! يجب ان نجري صورة لرأسك هذا" اجاب الاخر باستغراب "لماذا!" "لنتأكد ان كانو قد سرقو دماغك او ما شابه" فاجاب الاخر بنبرة طفوليه "يا آبي!" "لا يكفي انك كالعلقة، التصقت بي ولا تذهب" "ها ها اساساً ان حاولت الابتعاد ستجذبني اليك مجدداً، ستبحث عني حتى تجدني" توقف عن الكلام واكمل بنبرة ساخرة "لا تقدر ع الحياة بدوني جومالي كوشوفالي" هرب لجوار والده بينما اجابه جومالي بنبرة غاضبة "لان الى اين هربت والله سأجد عصاه هنا واكسرها ع رأسك هذا" التفت سليم اليهم وهو يضحك "لكنه محق آبي، كدت تفقد عقلك عندما ظننته ميتاً" "لان تشوجوك هل اجتمعتما علي الان!" ابتسم ادريس الذي فتح باب المنزل فيما كان ثلاثتهم يتجادلون، يتخيل فقط اجتماع الخمسة تحت نفس السقف، "هيا ستهطل الامطار بعد قليل، ادخلو الي البيت، تتشاجرون كالاطفال تماماً" اعتذر ثلاثتهم من والدهم ودخلو البيت، ليجدو مائدة العشاء جاهزه "اولوم ماذا تحمل بيدك؟" رفع صالح ابنه وقبله ليجده يحمل بعضاً من الطعام الذي سرقه من احد الصحون، ويأكله بالخفية "انا جائع بابا، وانتم تأخرتم، صعدت هنا (مشيراً الى الكرسي) ثم اخذت هذا، انه لذيذ هل تجربه" واعطى جزئاً من يده الى والده "اكلك يا هذا" "يوك بابا انا لست طعاماً اخبرت جومالي امجا هذا مسبقاً، كان يريد اكلي هو ايضاً، هل تأكلون الاطفال يا ابي؟" فاجبه ادريس "ما رأيك يا حفيدي؟" "لا اعرف يا جدي" قبله واعاده لوالده "لا نأكل الاطفال يا بني لكننا نحبك لتلك الدرجة يا بني" ابتسم الاخر وعانق والده بالمقابل فيما جلس صالح بجوار سعادات، وتناولت العائلة طعامهم، وجلسو سوياً "اعطوني احفادي وكل منكم الى عمله" قالها ادريس فيما نظر اليه ابناءه باستغراب "حقاً لم اجلس معهم منذ مدة، اين اكين اساساً وكيف حال كاراجا ايضاً؟" اجابه سليم "اكين ذهب مع والدته لزيادة كاراجا، وكاراجا.." قاطعه جومالي "بابا هذا يريد تزويج ابنته من ازار، بدون حفل او ما شابه" اجاب ادريس "هل الفتاة و الشاب موافقين ع تزويجهم؟" "اجل بابا" "ليجمعهم الله ع الخير اذا" مسح جومالي ع وجهه "لكن بابا! لنعرف من هذا الشاب اصله فصله وما شابه، ليتقدم لها ونعطي، يعني عاداتنا وتقاليدنا..." "ممكن ايضاً لتعطوهم خبر، متى عطلة الفصل عندها؟" اجاب سليم "بعد اسبوعين" "جيد نرتب حينها"...
حل صباح اليوم التالي، واستيقظ كهرمان ع برودة دلو من الثلج سقطت ع جسده ورأسه، استيقظ شاهقاً بصوت عالي "جونايدين عارف باي" قالها صالح الذي يقف عند باب الزنزانة وهو يشعل النيران في داخل برميل حديدي، فرد جومالي "انا لا يعجبني هذا الاسم، لنناديك بكهرمان" احضر كرسي وجلس امامه "اذاً كهرمان اخبرني بهمك لارى" ابتسم الاخر ولم يخرج اي صوت ليكمل جومالي "صالح هل تستطيع جلب هذا الشيء الى هنا (مشيراً للبرميل) الجو بارد هنا" اجاب صالح "لا انه ساخن جداً" واقترب بعد ان احضر سيخاً حديداً واعطاه لجومالي الذي قربه من وجه كهرمان "هل ستتكلم ام ماذا؟" واقترب اكثر "ماذا تريد يا هذا!" لم يتكلم الاخر فزرع جومالي السيخ ع صدره فيما صرخ الاخر المه وسمعه من كان ع بعد اميال، نهض واقترب من النار ماداً يديه ليتدفأ قليلاً قائلاً "سأنتظر هنا قليلاً حتى تفكر ان كان الامر يستحق ام لا" ثم التفت الى صالح "هل سليم جاهز؟" اومئ الاخر "سيكون هنا خلال دقائق" "جيد، هيا دورك، اي يد ستحرق؟" رفع الاخر يده اليسرى "ذاتها" "حسناً" كان جومالي يتألم لألم كهرمان لكن ينتقم من عارف ذلك الجندي الذي تم تجنيده بدون معرفته بحقيقة الامر، سحب جومالي سيخاً اخر واعطاه لصالح "لقد اصبح جاهزاً" تبادل كلاهما الانظار، كان واضحاً ان كلاهما لا يرغب بذلك، لكنهما مجبران، اومئ جومالي لصالح ان يذهب، رفع الاخر ذلك السيخ واقترب من كهرمان الذي ضم يده ع الفور فضحك الاخر مشيراً لجومالي "يبدو انه يخاف" اقترب جومالي مربتاً ع ذراع الاصغر وسحب يد الاخر ليضع صالح ذلك السيخ بباطنها، وصرخة اعلى من سابقتها علت في الارجاء، "هل اتخذت قراراً ام لا؟" سأل جومالي بينما شتمه الاخر "**** لك ولذلك ال**** الاصغر، ماذا تريدان يا هذا!" فرد جومالي بصفعة ع فمه "لا تشتم يا هذا لا**** والا *****"، فيما كان ثالثهم يمسج اذنيه "**** عليك ثقبت طبلة اذني! هل ينقصني اعاقات يا هذا!" "هل انت بخير؟" سأل جومالي فرد صالح عليه بصوت عالي "ها! لم اسمع!" ابتسم الاخر واعاد نظره لكهرمان "يا هذا اطلقت عليه و احتجزته وخدرته وحرقت يده والان اصبته بالطرش! هل تعي كم من الديون ستدفعها له!" ابتعد عنه واكمل كلامه "لتشاهد فلماً الان" تماماً مع وصول سليم الذي يحمل حاسوباً ويرافقه فرحات، الذي تجمد تماماً فور رؤية كهرمان "فرحات هيا لنحاول اقناعه بهويته" وضعو طاولة والحاسوب فوقها، ووضعو مرآة بجانبه "جيد ع الاقل لم تقتربا من وجهه" قالها سليم فيما رد جومالي "لم نفعل له شيء بعد" نقل نظره لصالح "يده وصدره!" فلم يجب الاخر ليرد جومالي "لا يسمعك، هذا ال*** صرخ في وسط اذنه، لا يسمع اي شيء الان" اقترب منهما مجيباً "يوك، اسمع لكن الاصوات بعيدة، افتح هذا الان، لنرى ماذا حضرتم، ونشاهده معه" "حياتنا سابقاً" "اعرف لكني لم اكن موجوداً حينها بينكم" "هااا صحيح نسيت ذلك.." "هل تعودتم علي لتلك الدرجة" "اجل جنم" قاطعهم كهرمان "لا اريد مقاطعة رومانسيتكم هناك لكن **** تتجمد هنا، ماذا تريدون مني؟" اقترب صالح وصرخ باذنه "ياماش نارديه! اين ابن ابي يا هذا!" وابتعد قليلاً واكمل قائلاً "العين بالعين كما تعرف، لا تقلق سآخذ انتقامي منك، لكن لتأخذ وقتاً لتفهم ما نشرحه له منذ عقود" انهى كلامه عندما شغل سليم فيديو يحتوي صور وفيديوهات لكهرمان منذ نعومة اضافره حتى شبابه، شاهد كل شيء وهو يرفض النظر حتى، يرفض الفكرة ان احدهم استغله، اخرج صالح من جيبه شريط ادوية مكتوب عليه اسم ( Scolpolamine وعدة اسماء اخرى) واتجه الى فرحات "لتبحث لي لماذا يستعمل هذا الدواء" "حاضر آبي، عاد ليكمل الفيلم كما يدعوه هو وجلس بجوار اخوته...
"آبي هذا يستعمل لتخدير الضحايا، ولا يتذكر الضحية اي شيء من ما حصل قبل وخلال الحادث اي شيء، من اين احضرته؟" "لا يهم الان، هل يوجد مضاد له؟" بحث الاخر عن مضاد له "يوجد واعطى صالح اسمه ليثني الاخر عليه "احسنت فرحات" "العفو"... "اعود لاحقاً" همس في اذن الاكبر وخرج ليصرخ الاخر "الى اين؟" "لن اتاخر" خرج واتجه الى صيدلية بالحي وسأل الصيدلاني عن الدواء واعراضه وعن المضاد، الذي تصادف وجوده بالصيدلية، سأل عن كيفية اعطاءه والجرعة، واخذ ما اراد وعاد الى تلك الزنزانة القديمة، ليجد والده هناك ايضاً، اقترب واخرج المحقن مع الدواء، جهزه واعطاه لجومالي "كانو يعطونه ادوية تساعد ع غسيل الادمغة، وهذا المضاد" نظر له الجميع باستغراب، كانت نظرات كهرمان قد اختلفت، وكأنه بدأ يصدق، لم يقاوم حتى عند اعطاءه الدواء، لم يحرك ساكناً، فكو قيده واعطوه طعامه وتركو ذات الفيديو يعيد نفسه ع شاشة الحاسوب امام الزنزانة، وهو يجلس مقابلها، "هل خرجت هكذا! الجو شديد البرودة بالخارج!" "اجل بابا، لم ابتعد وذهبت بالسيارة" "الا يوجد معك سترة او شيء يدفئك؟" "يوك نسيته بالمقهى" "احسنت ان مرضت الان لا تشتكي يا صالح" نظر الاخر باستحياء الى والده، ولم يجب...
في صباح اليوم التالي عاد ثلاثتهم مجدداً، الى تلك الزنزانة ليجدو كهرمان يجلس في طرفها ممسكاً برأسه، فقد داهمه الصداع طوال الليل ولم ينم، يتصارع مع افكاره وماضيه الذي لا يذكر منه اي شيء، مستقبله، وحاضره الذي يغرق فيه تدريجيا، رفع رأسه ع صوت فتح القفل ليجد سليم امامه فدفعه جانباً وامسك بصالح من ياقته ساحباً اياه لجهة الجدار خارج الزنزانة، "لان كله بسببك، هذا كله بسببك! كان يجب ان اتركك تموت ع حافة ذلك الميناء" امسك بعنقه واحكم السيطرة عليه، وشد بقبضته ع الاخر، فيما يتخبط صالح بين يديه لا يستطيع الدفاع عن نفسه، ينقطع نفسه، نهض سليم مترنحاً فقد رماه كهرمان باتجاه القضبان، نهض ممسكاً بجبهته التي تنزف بغزارة، حاول تخليص صالح لكن قواه لم تسعفه، فصرخ باعلى صوته ع جومالي "آبي اين انت تعال بسرعة"، مد صالح يده لجانبه عله يجد شيئاً يضرب كهرمان به، لكن عبثاً لم يجد سوى الجدار، بدأت قواه تخور، وبدأت الاصوات تختلط، في ذات اللحظة التي وصل بها جومالي الذي سرعان ما ضرب كهرمان بسلاحك ع مؤخرة رأسه، ورماه داخل تلك الزنزانة، واغلق الباب باحكام واتجه لاخوته، "ماذا حدث! هل انتما بخير؟" سحب سليم الذي ينزف دماً واجلسه ع الكرسي واتجه الى صالح الذي يسعل بشده وفتح زجاجة مياه واعطاه اياها ليشرب قليلاً، وجد قطعة قماش ليوقف نزيف الاخر، كان يقلب نظره بينهما، خائف ع كليهما، "هل انتما بخير؟" سأل بنبرة قلقة جداً، ليجيبه سليم "انا بخير، فقط جرح صغير" "كل هذه الدماء من جرح صغير! هيا الى المشفى كلاكما، صالح اجبني انت ايضاً" كان الاخر يحاول استجماع نفسه قليلاً قبل ان ينطق اخيراً بصوت خافت "بخير الان" لم يرتح قلب الاخر فأخذ كلاهما الى المشفى ثم الى البيت حيث استقبلهم ادريس قلقاً من حالك ابناءه "بابا هذا اثر كهرمان، سأجعله يدفع ثمن كل هذا! لم يتبقى طريقة الا وجربناها معه، حتى انظر رسم اصابعه ع عنقي" مسح ادريس ع علامات الاصابع التي ع عنق ابنه "لا تتكلم كثيراً صوتك بالكاد يخرج" اومئ الاخر موافقاً، فيما هم جومالي للخروج والعودة "الى اين؟" سأل ادريس ليجيبه جومالي بنبرة واضح فيها الغضب "الى كهرمان افندي، لارى الى اين سيؤدي طريقنا معه" نهض ادريس ممسكاً بمسبحته "سآتي معك، وانتما ايضاً هيا" نظر جومالي له باستغراب "تمام، بابا فهمت قدومك، لكن لما سيأتيان؟ كاد يقتلهما" ابتسم ادريس مجيباً بهدوء لاذكرك بما فعلته انت ذات مرة، تلك السكين التي غرزتها بهذا، او ما فعلته بياماش، اكين وحتى سليم، مسح جومالي ع رأسه مجيباً والده "كنت تحت تأثير سم ****" "وهو ذات الشيء، تحت تأثير ادوية سامة، لنذهب ونراه لعله هدأ قليلاً"...
كان يدور في تلك الغرفة وهو يمسك برأسه ويتمتم بكلام غير مسموع، حتى قاطعه ادريس "كيف اصبحت يا قطعة الاسد" توقف ونطق بمكانه دون ان يلتفت الى الخلف "ب بابا!" استدار مواجهاً اياه فيما فتح ادريس الزنزانة ودخل اليه "ابقو بالخارج" قالها مشيراً للباقين، فيما وقف امام كهرمان الذي نظر لثلاثتهم "الم تكن انت بالسجن؟" مشيراً لجومالي، فيما ارتسمت علامات الاستفهام ع وجه صالح الذي نطق قائلاً "قبل قليل كدت تقتلنا والان بدأت تتذكر! اساساً لم اتوقع ان يعمل الدواء بهذه السرعة، لكن الصيدلي قال امهله ١٢ ساعة وسيبدأ مفعول الدواء يختفي من جسده ويعود لعقله خلال ايام" اقترب من الزنزانة فيما سأل كهرمان "فهمت الجميع لكن ماذا يفعل فارتولو بينكم" فاجابه جومالي ساخراً "ساليه اسمه صالح، يمكنك القول انه اخونا من جهة الاب فقط" نظر كهرمان له ولوالده باستغراب وشرد لعالم اخر، قاطعه جومالي الذي وقف امام كهرمان وبجانبه صالح وسأل بصوت جهوري "هل تذكرتنا الان كهرمان افندي؟" فاجاب الاخر "اجل آبي، لكن عقلي يذهب ويعود" كانت الدموع قد تجمعت ع طرف عينه، كأنه تذكر حقاً، فلم يجد الا صفعة اوقعته ارضاً، وصوت تبعها "هذه لانك مت، والباقي نكمله عندما تعود اليك ذاكرتك" تقدم صالح مستهزأً "يا ابي ستفقده ذاكرته ان ضربته هكذا" لم ينهي جملته ليأكل لكمة من اخيه هو ايضاً "وهذه بسبب تهورك وموتك انت ايضاً" ليبتعد الاخر متذمراً "وانا ما دخلي! لماذا تضربني!" ليصرخ الاخر به "لانك معتوه يا هذا، معتوووه! لازال جوفي يغلي عليك ومنك ومن تصرفاتك المجنونة، بالكاد امسك نفسي" انهى جومالي جملته ليجد الاخر يقف بالقرب من والدهم، كأنه طفل يلتجئ الى والده يشكو اليه اخاه الكبير ابتسم متمتماً بجوفه "اقسم بالله انك طفل يا هذا! ومدلل ابيه ايضاً"... علا صوت كهرمان متسائلاً "ماذا كنتم تقولون؟ ابن عشيقة والدنا وياماش وما شابه" لفتت جملته صالح الذي نهض واتجه الى تلك الزنزانة ساحباً كهرمان من ياقته وبصوت مبحوح وغاضب "لا تدخل والدتي بالامر والا صنعت من وجهك خريطة تركيا، ثم انها قصة طويلة يا كهرمان، الان اخبرنا اين ياماش؟" تقدم كهرمان باتجاهه فيما تراجع الاخر للوراء قليلاً "ماذا تريد منه؟" "انه مفقود ويجب ان ننقذه" "لا اثق بك" "لان والله اضربك الان! اين ابن ابي؟ اي **** انت يا هذا!" رفع صالح نظراته بغضب بالاخر وحاول الدخول ليمسك به جومالي "أهدأ صالح" "يا آبي هذا سيفقدني عقلي، حاول قتلي بشتى الطرق والان لا يخبرنا بمكان ياماش!" ابتسم كهرمان قائلاً بنبرة ساخرة "حتماً تتشابهان" التفت اليه كلاهما حيث اكمل "ايفيت كلاهما، عصبيين ولسانكما **** ما شاء الله" فأجابه جومالي بغضب "لان اضربك والله اصنع منك كبة نية ماذا تريد يا هذا! تارة معنا وتارة علينا، اختر صفك! كهرمان ام عارف؟" "كهرمان، او عارف، ربما بالمنتصف، حقاً لا اعرف، ثم يوجد فتاة تدعى ايفسون، اخذت ياماش وعملت عليه جيداً، ما اعرفه انه تقريباً فقد عقله، وربما جعلته يدمن الممنوعات، وبالتأكيد يظن انه قتل والده" هتف صالح بصوت خافت فيما لفت انتباههم "العنوان اين هو؟" "ليس بعيداً، في طرف الغابة في بيت محكم الاغلاق، العنوان بهاتفي، في اخر رسالة بيننا" اخرج صالح الهاتف سريعاً ووجد العنوان وارسله الى هاتفه وهاتف سليم ليوقفه كهرمان قائلاً "لا يجب ان تذهب انت معهم" "ولماذا يا ترى؟" "انه بحالة عقلية غير مستقرة بتاتاً" "اييه وماذا يعني هذا! تقول لي وضعه ليس جيداً، ثم تقول لا تذهب!" "انه يظنك ميتاً" "وان يكن! الجميع ظن اني ميت، وها انا حي ارزق امامكم" اكمل سليم "كهرمان محق انت ابقى هنا ونحن نذهب، لا نريد ان يعطي رد فعل غير متوقعة عند رؤيتك، ليراك هنا حتى نسيطر عليه ان جن جنونه..." "هيا لنذهب اذاً" قالها جومالي مشيراً لسليم، بينما تركو صالح وادريس بجانب كهرمان" "ما قصتك اذاً؟" سأل كهرمان قاصداً صالح الذي اشر ع حلقه "لا يوجد صوت بسببك" وعاد ليجلس ع الاريكة بينما دخل ادريس الى غرفة ذلك الاربعيني الذي لازال شبه تائه فذاكرته تذهب وتعود لا يسيطر ع افكاره حتى..
في طرف تلك الغابة وتحديداً داخل ذلك البيت جلس ياماش يعد الساعات ينتظر قدوم تلك المشؤومة، فقد مر يومين ع ذهابها، فُتح الباب اخيراً ودخلت واتجهت الى غرفتها، انتظرها ياماش طويلًا حتى وصلت اليه، "اين كنتي؟" سأل بنبرة خافتة لتجيبه الاخرى وقد بدى واضحاً السكر في نبرتها "كنت في الجحيم، يريدون اخذك مني" فزع قلب ياماش ليجيب بخوف "من؟ والى اين؟" فاجابته الاخرى بينما مسحت ع وجهه بلطف "لن اسمح بذلك" ثم نظرت له "هل انت جائع لاني اتضور جوعاً" لم تنتظر اجابة حتى قامت بطلب الطعام من المطعم، "لم اتوقع انها سكيرة هكذا" قالها فارتولو ساخراً من حالها، فيما رد ياماش "ولا انا، لكن هذا لمصلحتنا اليس كذلك؟" أومئ فارتولو بالايجاب واكمل "استغل فرصتك جيداً يا عازف الروك اند رول" ... وبالفعل وصل الطعام واستلمه ياماش وهمس للرجل الاخر "ارسل الموقع لهذا الرقم واكتب ياماش كوشوفالي ، ارجوك بسرعة" ودخل بسرعة بعد ان نادت عليه الاخرى، وزع الطعام بينهما وسكب بعضاً من الصودا لكل منهما، وتأكد من وضع بودرة الحبوب في كأسها، تماشى معها حتى تناولا الطعام، وتبادلا الكلام، وبدأت الاخرى تذهب في عالمٍ اخر، سمع صوت قرينه الدائم "احسنت واخيراً تحركت يا هذا!" ابتسم الاخر مجيباً "لندعو ان يمر الامر على خير" تركها تضيع داخل عالمها وحاول الخروج من البيت، ليجدها امامه، تجادلا قليلاً، فهددته بقتل نفسها، والله اطلق ع نفسي ان حاولت الهرب" التفت الاخر وابتسم مجيباً "ع اساس سيفرق كتيراً!" وهم خارج البيت، لقد نسي تماماً ذلك السوار الذي وضع في يده وقدمه، اساساً لا يعرف ماذا يفعل، كان يظن انه جهاز تعقب فقط، لم يهتم كثيراً لذلك كونها تعرف مكان عائلته اساساً، لن يهم موقعه فهو عائد الى هناك... خطى الى خارج البيت، خطوة والثانية ثم سقط ارضاً... شعر بذلك السوار يبث الكهرباء في كامل جسده جعله كأنه مشلول، مؤلم جداً، تأكدت من انه فقد وعيه وسحبته الى الداخل، وتركته في وسط الغرفة و سقطت بجانبه فيما اخذت الجرعة مفعولها في جسدها، وفي طرف الغرفة كان هناك شمعة قد اشعلتها ايفسون بوقت سابق، علها تعطر المكان قليلاً، لكنها تسببت بحريق سيغير معالم المكان وليس رائحته فقط..
سبق ذلك وصول رسالة الى هاتف سليم فيها ذات الموقع وتلاها كلام ياماش، "آبي اننا بالطريق الصحيح" "تمام تشوجوك دقائق ونكون هناك" وبالفعل خلال خمس دقائق ركنو السيارة خارج ذلك المنزل وتسللو للداخل، استغربو عدم وجود حرس او حماية حول البيت او حتى داخله، وصلا عند الباب وكانت مفتوحاً فهي لم تغلقه عندما عادت قبل عدة ساعات ودخلا الى البيت، ذلك الهدوء وانعدام الناس والباب المفتوح كان يدل ع عدم وجود اي كائن هنا، اخرج كلاهما سلاحه ومشيا في طريقهم، يبحثان هنا وهناك لكن لا اثر، لا احد هنا، لفتهم رائحة حريق بالمكان، "هل تشم الرائحة؟" سأل سليم ليجيبه جومالي "من الجهة الاخرى" وانطلقا سريعاً الى الطرف الاخر من البناء، وكانت النيران قد بدأت تأكل اطراف تلك الغرفة التي بقي فيها ياماش وايفسون، تقدم كلا الاخوين الى الداخل حتى لمح سليم طرف جسد مرمي ع الارض فاقترب بسرعة وصرخ منادياً الاكبر "آبي، وجدته" اندفع جومالي سريعاً باتجاه سليم ليجد اصغرهم فاقداً لوعيه ع الارض بلا حركة وكأنه جسد بلا روح، تفقداه "انه حي، هيا" التقفه سريعاً و سحباه لخارج البيت وما ان خطو خارج المنزل حتى احس كلاهما بصعقة كهرباء اسقطت جسد ياماش من بين يديهم ارضاً، لم يفهما ماذا حدث، فحاولا مجدداً لكن النتيجة ذاتها، كان الدخان يحيط بهم، ويتسرب الى اجسادهم، خطرت ع بال سليم احتمالية وجود شيء يحفز الكهرباء فسحب جسد ياماش وابقى ذارعه بالداخل، فلم يتحفر السوار ولم يصدر كهرباء، لكن هذا ليس حلاً لهذه المشكلة، "يجب ازالة السوار" هتف سليم قاصداً جومالي الذي حاول خلعه بيده فصعقه السوار مجدداً "تباً هذا الشيء مؤلم، لكن ياماش لم يستيقظ حتى" اقترب منه وحرك رأسه بيده "بيبي! لان افتح عينيك يا هذا!" "ابقى معه سأعود" قالها سليم مندفعاً للداخل بحث مطولاً حتى وجد زوج قفازاتٍ مطاطية ووضع إحداها بيده والاخرى بيد ياماش مشكلةً عازل بين يده والسوار، فالمطاط لا ينقل الكهرباء، سحب سكينه بيده التي يرتدي بها القفاز وقطع السوار بعد معركة معه لقوة المادة التي صنع منها، سحباه وانسحبا من حلقة الدخان الذي كانو يعيشون وسطه "لنذهب للمشفى آبي، ليعود لوعيه ونطمئن عليه ثم الى البيت، لاتصل واخبر ابي" كان سليم يجلس في الكرسي الخلفي من السيارة وياماش في حضنه، يمسح ع رأسه ووجهه يحاول ايقاظه، لكن عبثاً، وصلا المشفى سريعاً، وانزلاه سريعاً الى قسم الاسعاف، حملة جومالي وانطلق الى داخل ذلك المشفى، كأنه يحمل طفلاً لا رجلاً بالغاً يضمه الى صدره بقوة ويتمسك به كأنه سيطير من بين يديه، اخر قطعة من تلك الاحجية التي كادت تقضي عليهم جميعاً...
في تلك الزنزانة، حيث جلس ادريس بداخلها مع ابنه الذي لازال يتصارع عقله مع افكاره، يخوض حرباً لا احد يعلم عنها اي شيء، "هل انت بخير اولوم؟" سأل ادريس الذي خرج من الزنزانة الى ابنه الاخر "اييم بابا، فقط انتظر خبراً عن ياماش" كان ينتظر جواباً من اخوته ع احر من الجمر متوتر جداً، سمع والده يكمل "هل اشتقت له لهذا الحد؟" "اجل، بابا هل تتخيل ما يمر به، وما مر به! يعني عفواً انت حُبست خلف زجاج وانا كنت نائماً لا اعي ما يحصل حولي، لكن ياماش وقع بين يدي معتوهة لا عقل فيها.." ما ان انهى كلامه حتى رن هاتفه وقفز من مكانه مجيباً "ايفندم سليم، اين انتم؟" لتتغير نبرته للقلقة "اي مشفى؟ لماذا ذهبتم للمشفى؟ هل هو بخير؟" ليجيب الاخر "لا نعرف وجدناه فاقداً وعيه ولم يستيقظ بعد" "ماذا تعني لم يستيقظ، يا سليم حباً بالله اخبرني اين انتم لاتي واطمئن عليه" "لا يا صالح ابقى بالحفرة، مع كهرمان وابي، سنعلمكم بكل شيء فور علمنا، لن يفيد احد وجودكم هنا" "لكن سليم!" "صالح اجلس مكانك ولا تتسبب لنا بصداع انت الاخر" واغلق الخط فوراً، فيما استغرب صالح صرامة سليم واغلاقه الخط في وجهه "حتماً حصل شيء" التفت الى والده الذي اجابه "سنعرف عاجلاً ام اجلاً لكن لا تضغط عليهم" .... كان كلاهما يأتي ويذهب في مسارات مستقيمة امام باب الطوارئ، حتى خرج احدهم وسمح لهم بالدخول، كان ثالثهم يجلس بالسرير خائف جداً وما ان لمح اخوته حتى نهض سريعاً متناسياً كل ما رُبط به من اجهزة، واتجه لاخوته بلهفة طفل في الخامسة كان قد ضاع عن اهله، استقبله جومالي بالحضن الدافئ واعاده للسرير وهو يضمه الى صدره والاخر يبكي بشدة، يسمح صوت نحيبه من الغرف المجاورة "آبي!" "انا هنا بيبي، انا هنا، انت بامان" فيما دخل سليم ودموعه تشرح شوقه لصديق طفولته واخيه الاصغر وانضم الى العناق الذي استمر لربع ساعة، ليخرج صوت من اصغرهم "هل تعرفون اين ابي؟ لازال حياً اليس كذلك؟" اومئ سليم بالايجاب "انه بخير بقي بالبيت، لم نحضره معنا" هتف الاخر بحماس "حقاً! اتصل به لاسمع صوته" قاطعهم الطبيب الذي حضر وبيده اوراق الخروج "وصل بحالة اغماء، اعطيناه سوائل وتحسن وضعه، علاماته الحيوية جيدة، ولا اثر للدخان في جسده، يعني بامكانكم اخذه الى البيت.. لكن هناك اثر للمخدرات في فحوصاته، وغالباً دخلت حديثاً لجسده" "مخدرات!" "اجل للاسف، ان احتجتم مصح او ما شابه يوجد هذا المركز الذي قد يستقبل حالاتٍ شبيه له" قاطعه جومالي "دكتور باي، اسمعني، هذا الفتى لم يتعاطى بارادته، سنحل امره بيننا، اجبني الان هل اخي بخير؟" "اجل جسدياً بخير" خرج سليم ليخبر صالح عن حال ياماش "انه بخير سنذهب الى البيت، هيا اسبقونا الى هناك" انهى المكالمة لينضم اليه جومالي وهو يحدق بياماش "انه ليس بخير يا سليم، انه يحدق بتلك الزواية منذ ذهابك ويتكلم معها ايضاً!" "لقد قال كهرمان شيء عن انه فقد عقله، اوربما بسبب المخدرات، لكن حاله يقلقني" دخلا وهما يتناقشان بحالة الثالث، الذي اكمل "هل رأيت لقد نجحنا" فاجاب جومالي الذي يقف بجانبه "مع من تتكلم؟" تمتم الاخر باسم ابن ابيه، واكمل بصوت مسموع "هيا لنذهب"...
- فلاش باك-
قبل نحو سنتين، تم اصدار قرار تصفيه كهرمان، صدر من الصدر الاعلى اي من السيد الكبير، اسمه خليل، كان كهرمان قد اصاب عرقاً له، او تعمق اكثر مما ينبغي بقصته، "لننهي امره" كان قراراً اعطاه لمساعده الذي كانت مهمته ايجاد شخص ذو ثأر مع ادريس، وهو اساساً معروف "ابنه غير الشرعي مناسب جداً" وشخص طماع كبايكال، واخر جاسوس من وسطهم، وقد وجدو سليم، فشلت خطتهم بجعل فارتولو قاتل اخيه، حين تراجع صالح عن انتقامه، "لنجبره ع ذلك" واتم الخطة، واصبح الاخ قاتل اخيه، ارسل رجاله واطلقو ع كهرمان، لكن رصاصاتهم لم تخترق الطبقة الثانية من الجلد، صممت اساساً لذلك، الجروح تبدو حقيقية لكنها ليست عميقة، النزيف حقيقي، لكنه سيتوقف بالنهاية فجروحه ليست خطيرة، ربما يحتاج بضع غرز، ارسل طبيباً الى المشرحة، واخرجو كهرمان من الثلاجة، اعطوه دواءً يبقيه نائماً مشلولاً ويبطئ النبض والتنفس ايضاً، يبرد جسده ولا يتأقلم مع حرارة الغرفة، اعطوه جرعة تكفي ليومٍ كامل، غسله والده وكفنه، وبقي بالمشفى وقتاً يكفي لتبديل الجثث، بشخص اخر يشبه كهرمان الى حدٍ كبير، اخذو قربانهم وتركو اخر، دُفن مجهول الهوية مكان كهرمان، فيما تم تهريب الميت الحي الى طرف البلاد، عولجت جروحه، وحُبس لفترة ليست بقليلة، اعطوه ادوية تمسح الدماغ من مكانه وليس الذاكرة فقط، حتى اصبح عقله صفحة بيضاء، لا اثر لاحد فيها، ورسمو بها قصة جديدة وشخصية اخرى، اسموه بغير اسمه، قالو له اسمك عارف وقُتلت عائلتك ع يد ادريس، سنة كاملة من تلك الادوية واعادة الكلام بالكاد كانت تكفي لبرمجة دماغه كما يريدون..