Part 40 - سِر

402 9 1
                                    

بغض النظر عن مدى سوء الأمور ، سيتلو العاصفة هدوء ، لذلك لا تتخلى عن كل شيء وانت تخوض في العاصفة. فلطالما كان هناك ربيع بعد الشتاء، ولطالما اشرقت الشمس بعد الغروب، لكن لتكن يقناً وفطناً فالشروق سيتلوه غروب والغررب يتلوه شروق كحال الدنيا، كحال الجميع...
"لقد احضرتك الى هنا لنتكلم" "عن ماذا؟" "سنعقدُ اتفاقاً، بل لنقل سننتقل الى المرحلة الثالثة من لعبتنا، لكن في هذه المرحلة يجب ان تكون انت في طرفي، على الاقل في نظر عائلتك" "يوك، انسى ذلك، لن يحدث" "لتنسى ابناءك اذاً، او اخوتك او كلاهما" صمت قليلاً واقترب من صالح واضعاً الطرف الحاد من عكازه باتجاهه "انظر وركز، اسمعني جيداً وفكر جيداً واتخذ قرارك تبعاً لذلك..." ادار شاشة الحاسوب ليعرض فيديو يتلوه كلام، ما ان انهاه صالح حتى اتسعت عيناه ونظر الكوبين وهتف "بو نيه!" رد الاخر "كما ترى، ما قرارك اذاً؟" نظر لساعته واكمل امامك عشر ثواني لتعطيني قراراً، تسعة، ثمانية... ثلاثة" قاطعه الاخر "اتفقنا"....
سابقاً ...
يجلس اندريا بجوار صالح الذي ينام بلا حول امامه، انخفضت حرارته قليلاً لكن وضعه لم يتحسن كثيراً، فُتح الباب ودخل عدد من الرجال، طالبين من الطبيب القدوم معهم، "هيا سيأتي سيدي ليرى ضيفه، وانت ستبقى معنا لفترة قصيرة" الا ان الاخر رفض تماماً "مستحيل، الرجل مريض لن اتركه لوحده يحتاج العناية..." قاطعه احد الرجال موجهاً سلاحه الى رأسه، "قلت سنخرج" استيقظ صالح على جلبتهم واعتدل جالساً "اندي، ارجوك، لا تجادل، لا تخاطر بروحك، هيا لتزيل هذه واذهب معهم، حتى نخرج من هنا خلال وقت اسرع" اومئ الاخر فيما اقترب ليزيل المحلول من يد مريضه "لا تتعب نفسك، لن استطيع اسعافك هنا" ابتسم الاخر مجيباً "لا تقلق" واعتدل في جلسته فيما خرج اندريا من المكان مع دخول اكوبين، يمشي بخيلاء ارعبت الضيف، طويل القامة، منتصب القامة، هادئ بل شديد البرودة، يرتدي قناعاً يحمل ابتسامةً مرعبة ويخفي وجهه في ذات الوقت، وفي يديه قفازات جلدية، يحمل عصاً بيده، لا يتعكز عليها لكن يبدو وكأنها جزء من شخصيته، اشار بيده للرجال بالخروج، فيما جلب كرسي ووضعه امام صالح، وجلس فارداً نفسه واضعاً قدماً فوق الاخرى، "لتنهض وتجلس جيداً صالح افندي" كان الاخر ينظر اليه بطرف عيناه، يبدو وكأنه لا يعيره اي قيمة، بينما في واقع الحال، يدقق في كل شبر وكل حركة ونظرة في من امامه، اعتدل وبقي مكانه "ماذا تريد؟" ضحك الاخر مجيباً ببرودة فيما يلعب بقطعة نقود معدنية بين اصابعه "لنتعرف" "على اساس انك لا تعرف من انا ومن اكون!" ابتسم الاخر متمتماً "اعرف، لكنك لا تبدو بحال جيدة" رفع الاخر حاجبيه "يوك لست" واكمل ساخراً "على اساس انك لم تخطفني من سرير المشفى!" عادت نبرته للجدية حين قال "لهذا اختصر ماذا تريد؟" نظر الاخر للارض واعاد نظره الى صالح واكمل بلهجةٍ شديدة الجدية "سنعقد اتفاقاً" رمى الاخر ظهره على الجدار خلفه، ورد ساخراً "في أحلامك" اقترب اكوبين ووجه عصاه الى صالح بل غرزها في كتفه لحد انها آلمته "هل تظن اني احضرتك الى هنا لنتكلم ونتبادل الهوم؟ انا سأتكلم وانت ستنصت" رد صالح متذمراً "الى ماذا؟" سحب الاخر عصاه فيما فرك الاخر مكانها متألماً "سنعقدُ اتفاقاً، بل لنقل سننتقل الى المرحلة الثالثة من لعبتنا، لكن في هذه المرحلة يجب ان تكون انت في طرفي، على الاقل في نظر عائلتك" ضحك صالح ورد نافياً "يوك، انسى ذلك، لن يحدث" ليأتيه جوابٌ جذب انتباهه رد اكوبين حين قال "لتنسى ابناءك اذاً، او اخوتك او كلهم، جميعهم" صمت قليلاً واقترب من صالح واضعاً الطرف الحاد من عكازه باتجاهه "اسمعني جيداً وفكر جيداً وتتخذ قرارك تبعاً لذلك..." ادار شاشة الحاسوب ليعرض فيديو يتلوه كلام، ما ان انهاه صالح حتى اتسعت عيناه ونظر الكوبين "بو نيه!" "كما ترى، ما قرارك اذاً؟" نظر لساعته واكمل امامك عشر ثواني لتعطيني قراراً، تسعة، ثمانية... ثلاثة" قاطعه الاخر "اتفقنا"....
مرت عد دقائق حتى خرج اكوبين مشيراً لاندريا ليدخل الى مريضه، فيما اكمل طريقه اليه "لن يموت، ورقم اخيه كهرمان مسجل على الهاتف" تأتأ الاخر خوفاً فيما ارتجفت يده "ت تمام" وانسحب سريعاً الى داخل الغرفة حيث يبقى صالح "صالح تكلم معي" رد الاخر بتعب "لا تقلق لازلت حياً" كان قد ساء حاله اكثر، اقترب منه ليلاحظ ازرقاق شفتيه مع شحوب وجهه، يتكلم معه لكن الاخر بالكاد يستجيب، نفسه مؤلم وقصير سريع وغير منتظم، جسده استبدل الحمى ببردٍ يعلن بداية استسلامه لتلك العدوى، "صالح تكلم معي" نظر له الاخر مجيباً "اين نحن؟" واعاد سؤاله قائلاً "هل رأيت اين ذهبت امي" استوعب اندريا بان مريضه يهذي فاخرج الهاتف الذي اعطاه اياه اكوبين فوراً، واتصل بكهرمان الذي رد سريعاً "الو.." "كهرمان؟" "ايفيت، اندريا؟ هل انتما بخير؟" رد الاخر مجيباً "انا بخير، لكن صالح ليس كذلك، لقد ارسلت لك العنوان هلا اتيت مع سيارة اسعاف، لتكن مجهزة بجهاز تنفس اصطناعي، وضع صالح سيء جداً" "انا في الطريق فوراً" اغلق الهاتف واشار لاخوته "ياماش ابقى هنا، آبي هيا بسرعة، قال لنحضر اسعاف معنا" هتف فيما خرجا من الغرفةِ سريعاً...
اقل من نصف ساعة، وصل الاخوة مع الاسعاف "لتبدأوا عملكم واعطوني انبوب تنفس اصطناعي فهو لا يستطيع التنفس بنفرده" كان الاخر فاقداً لوعيه بين يدي الطبيب والمسعفين، بدى كجسداً بلا روح، اقترب جومالي ليبعده اندريا "ليس الان جومالي" "لكن!" "لنوصله للمشفى ويستقر وضعه اولاً، ثم نفعل ما تريد، خلال لحظات انطلقت سيارة الاسعاف ليلحق بهم اخوته، وانتهى بهم الامر خلف الباب يراقبان ما يحدث في قسم الطوارئ، ثم امام العناية المكثفة، بعد مرور ساعات خرج اندريا من الغرفة "ادعوا الله ان نكون وصلنا وتدخلنا بالوقت المناسب والا قد نفقده لا سمح الله، لقد وضعناه تحت التخدير، على جهاز تنفس اصطناعي، يعني بمعنى اخر وضعناه في غيبوبة طبية، سنبقيه على هذا الحال لمدة يومين او ثلاثة، وان لم يتحسن قد تتمدد تلك المدة الى فترة اطول" تبادل النظرات مع جومالي وسأل بنبرة مكسورة "هل يعلم؟ اقصد ادريس بابا؟" اومئ جومالي ايجاباً فيما ربت على كتف اندريا "سيأتي بعد قليل، اساساً يخرجونه اليوم" صمت للحظة ورفع نظره ليلاقي نظر اندريا "المهم الان، هل انت بخير؟ بعد كل ما حدث!" ابتسم مكملاً "يعني صالح معتاد على هذه الدراما في حياته، اما انت فلا دخل لك" هز الاخر رأسه نافياً فيما لمعت الدموع في عينيه "يوك، لست بخير، لاذهب للبيت وارتاح قليلاً، وابقوا عينكم على اخيكم" التفت ليذهب ليسمع كهرمان "شكراً لك اندريا، حقاً لو كان شخصاً اخر لما تحملنا كل هذه الفترة، واعتذر عن ما حدث، لكن هلا تخبرنا ما حدث قبل ان تذهب؟ ان لم يكن عبئاً عليك، (حسن نبرته قليلاً لكي يريح من امامه) وافهم ان كنت لا تريد الكلام الان" نظر الاخر بتوهانٍ قليلاً ورد "اخذني معه حتى لا يتدهور وضع صالح كثيراً، اراد الحديث معه، لكن لا اعرف عن ماذا، فقط، يعني لا يريد اي شيء مني بشكل شخصي" تنهد واكمل "احدثكم بالتفاصيل غداً" وانطلق مبتعداً عنه ليقاطع طريقه ادريس الذي اتى بصحبة ياماش وجيلاسون، واوقفه قليلاً "هل انت بخير يا بني؟" اومئ الاخر "بقدر الامكان" اقترب منه ضاماً اياه معتذراً عن ما مر به هذا الشاب بسببهم، واكمل "جيلاسون، بني، ستبقى انت وميكي بجوار اندريا طوال الوقت" رد الاخر رافضاً "ليبقى احدهم على الاقل بجوارك، لن تشعر بهم" "كما تريد ادريس بابا" وانصرف برفقة جيلاسون قاصداً بيته..
"ما حاله؟" سأل ادريس وهو يراقب من الباب الزجاجي ابنه الذي عاد ليرقد فوق ذات السرير بذات الغرفة مجدداً، تبادل جومالي النظرات مع والده "لتجلس واشرح لك" رد ادريس غاضباً "ماذا ستشرح حباً بالله" صمت واكمل نبرة عالية "هل ستشرح لي كيف خُطف وهو امانةٌ لديكم؟ لو كان بصحته كنت قلت خطأه لكنه كان في فراش المشفى، خُطف من فراش المشفى، تركته مع اخيه الاكبر والان انظر الى اين قادت الامور!" لم يجب جومالي بل قرر احتواء غضب ابيه، وجلس جانباً فيما بقي ادريس يحدق في زجاج تلك الغرفة، اقترب ياماش وجلس بجوار جومالي ماسحاً على ذراعه "انه قلق فقط، لا تأخذ على خاطرك" "بل محق، فلو لم نتركه بلا حماية ولوحده لما حدث ما حدث" ربت الاخر على كتف الاكبر وجلس قبالته "آبي، لا تلم نفسك، فهذا لن يفيدك او يفيد اي منا في هذه الفترة" نهض قائلاً " انا سأرى سليم واعود، فكل من اخيه وابنه في العناية المكثفة وهو يجلس مكانه لا يستطيع فعل اي شيء" اومئ له كهرمان فيما لم يلتفت ادريس لهم حتى، وبقي يتابع ابنه من مكانه...
ثلاث ايامٍ مرت بصعوبة، لكنها مرت بالنهاية، خرج سليم من المشفى، لكن اكين لازال على حاله وضعه لا يتحسن ولا يسوء، ثابت يعيش على الاجهزة، اصابته تركزت بالجهاز العصبي مما يقلل فرص نجاته، وان نجى لا احد يعلم ان كان سيعود لحياته الطبيعية، وان عاد كم سيحتاج من الوقت حتى يعود، سيعيش سليم في دوامة احتمالية فقدان ابنه، فاصبح لا يفارقه، في الطرف الاخر من المكان، يجلس ادريس بجوار  ابنه بل عزيزه، "هيا يا بني سيحاولون ازالة هذه الالات عنك اليوم، لتحارب وتأخذ نَفَسك بنَفْسك" قاطعه دخول اندريا "مساء الخير ادريس عمجا" "مساء الخير يا بني، كيف حالك اليوم؟" "افضل الحمدلله" ابتسم واشار لادريس "سأوقف التخدير عنه لنرى ان كان سيستيقظ" رد ادريس مستغرباً "هل سيستيقظ فوراً؟" "يوك، نحن خففنا هيار التخدير منذ الامس، لذا سيحتاج بعض الوقت، من بضع دقائق الى نصف ساعة او اكثر حتى" حضر اندريا الدواء جانباً ووضعه في انبوب المغذي الخاص بمريضه، وجلس بجاور ادريس يلهيه حتى يستيقظ صالح "امجا، تعلم ان وضعه تحسن، لهذا سنزيله عن الاجهزة" اومئ الاخر برأسه ليكمل اندي "انخفض تعداد خلايا الدم البيضاء، وارتفع مستوى الاوكسجين ، حتى الصور نتيجتها جيدة، يعني سننقله الليلة الى غرفةٍ خاصة،  ونكمل باقي علاجه وهو بوعيه، ثم يذهب الى البيت" ابتسم ادريس مجيباً "الحمدالله، نجى هذه المرةَ ايضاً" تنهد بارتياح واكمل متسائلاً "ارجو اننا لا نعطل عملك" ابتسم الاخر مجيباً "يوك، انهيت عملي وسلمت مرضاي لطبيبٍ اخر واستفردت بمريض واحد اليوم، قررت البقاء بجواره الى حين استعادته لوعيه"  "سلمت يا بني" انهى كلامه مع دخول باقي ابناءه، فنهض ادريس مشيراً لسليم ليجلس مكانه الا ان الاخر ابى، تعالت اصواتهم بين نقاشاتٍ بلا هدف وضحك يعاكس مرارة الوضع الذي يمرون به، "ماذا تفعلون هنا جميعاً! ليس من المفترض وجود اكثر من زائرٍ هنا، ليس خمسة وطبيب؟" دخلت الممرضة الى الغرفة لتتفقد مريضها فيما اعترضت على عدد زواره، ليجيب اندريا "لا عليكي انهم اخوته، وسنخرج بعد قليل، اساساً سيُنقل المريض الى قسم آخَر اخِر النهار" اومئت الاخرى مجيبةً "لأترككم على راحتكم اذاً" "شكراً" وخرجت فيما التفت اندريا الى مريضه وبدأ يقلق لعدم استيقاظه...
مرت ساعة، بلا نتيجة، على حاله غارقاً في عالم لا ثاني له فيه، اقترب جومالي متسائلاً "اليس من المفترض ان ينهض؟ لقد مر ساعة كاملة منذ اعطيته مضاد التخدير" اومئ اندريا مجيباً "قد يأخذ الامر ساعات، لا تستبق الامور" لكن كلامه زاد القلق في قلب جومالي الذي امسك بيد اخيه وضغط عليها، "هيا صالح، يكفيك نوماً" لكن الاخر لم يستجب، فضغط على يده ثم فرك عقلة سبابته في عظمة متوسط صدر الاخر، ذلك مؤلم لدرجة انه يوقظ النائم، مرة ومرتين وفي الثالثة "ستؤذيه" هتف ياماش ليجيب جومالي "يوك" ثم تغيرت ملامحه للارتياح "واخيراً! كم اطلت يا هذا!" نهض اندريا مقترباً من صالح "حقاً كم اطلت! لا تنهض الا بطريقة جومالي" طلب من الجميع الابتعاد قليلاً فيما ازال انبوب التنفس من حلق مريضه، الذي سعل فور اخراجه، نظر حوله بتوهان وسأل بصوت مبحوح "ماذا حدث؟" ضحك اندريا مجيباً "الا تذكر؟" رد الاخر "لقد خُطفنا سوية ثم كل شيء ضبابيي" "طبيعي، لن تتذكر جميع التفاصيل فور استيقاظك من تحت التخدير" انهى سلسلة فحوصاته واخذ عينة دماء واكمل وهو يخرج "اولاً الحمدلله على سلامتك، ثانياً، سننقلك لقسمٍ اخر مسموح فيه الزيارة ونستكمل علاجك ليومين او ثلاثة" تذمر الاخر مجيباً "هل سأبقى هنا ليومين اخرين؟" ليأتيه جواب من كهرمان "استيقظت لتوك يا بني، اثر المخدر لم يزل من جسدك بعد! ستبقى يومين او شهر ان احتاج الامر، لا تمتحنا باستمرار" "يا..." "اصمت واستمع، لم ترى كيف بقي ابي بجوارك اربع وعشرون ساعةً في اليوم، منذ اخرجوه من المشفى، وهو لم يترك طرفك، اساساً سنصفي حساباتنا فور خروجك، ألا يكفي انك خُطفت..." قاطعه سليم "للمرة الالف" واكمل جومالي "ماذا يعني ان تأخذ طبيبك معك؟" ضحك اندريا وحال تهدئة الموجودين "تمام لا تضغطوا عليه خرج من غيبوبة ولازال تأثير المخدر يسري في جسده، انه مشوش ويهذي لا اكثر" اتجه للباب قائلاً "ليبقى واحدٌ منكم فقط يا سادة والا يطردوننا من المشفى سوياً" وخرج، ليقترب ادريس من جوار ابنه الذي بدأ يستوعب لتوه "غيبوبة؟" اومئ ادريس فيما رغرغت عينيه بدمع الفرح "منذ اختطافك خمس ايام، وفي غيبوبك اربعة" تنهد صالح مجيباً "بسيطة اذا كانت فقط خمسة ايام، ظننت انكم تتكلمون عن وقت اطو.." قاطعه صفعة من جومالي على كتفه "صوص لان، انت لا تعرف كيف مرت علينا تلك الايام" قاطعهم ادريس "على مهلك، استيقظ لتوه وصوته بالكاد يخرج، هيا  انت لتسترح قليلاً، ونحن نعود مساءً" اقترب مقبلاً جبهته "لا تجبر نفسك اولوم" ثم اشار لياماش ليبقى والباقي الى البيت، وقبل خروجهم هتف جومالي مهدداً ياماش "ان تحركت من جواره سأحاسبك انا هذه المرة، اخر مرة تركتك بجواره لم نجد منه الا هاتفه.." قاطعه ياماش مجيباً "تمام آبي تعلمت درسي اساساً" وراقبهم فيما خرجوا من الغرفة، لينتقل لجوار صالح وجلس بقربه، يراقب الاخر الذي اعتدل في فراشه والتعب واضح على معالمه "لتنام قليلاً" "الا يكفي اربع ايام؟" أبتسم الاخر مجيباً "خذ ما تحتاج لتستعيد عافيتك" اغمض الاخر عيناه ينوي النوم، ليفتح عينيه بعد ذلك بلحظة ع ياماش الذي يحدق به من قرب، ويمسح على شعره "(سعل) لان ماذا تفعل؟ تقول نم ثم تقترب مني كالجني!" اتاه رد من الاصغر "دائماً ما  تتصنع القوة بلا سبب! بلا هدف! وانا لا افهم لما!" تنهد وجلس مكانه واكمل "انت مريض جداً هذه الفترة، لدرجة انهم احتاجوا ان يضعوك على اجهزة تنفس لتبقى حياً، استيقظت من التخدير وازالوا تلك الانابيب من فمك وحلقك، حسناً، لكن باباناولو واضح ان هذا لوحده مؤلم لدرجة انه اتعب صوتك، غالباً جرح حنجرتك او ما شابه، فغالباً الكلام مؤلم، لكنك تحاول ان تظهر الامر وكأنك بخير، وكأن بعوضة لسعتك فقط، انظر مثلاً الان، خرجت من فم الموت مجددًا، لم تتعافى بعد، جسدك مرهق، وتظن النوم عقاب، يا بابناولو اعطي جسدك حقه، انت انسان بنهاية المطاف، لا تحمل نفسك فوق طاقتك، رجاءً" ارتسمت معالم غريبة على وجه صالح الذي بدى وكأنه استوعب لتوه حقيقة كلام ياماش، فابتسم مجيباً بل ساخراً "حسناً، تريدني ان اتدلل عليكم اذاً؟" ضحك ياماش "ليس الى تلك الدرجة" اعتدل مكانه مبتعداً عن ابن ابيه "لترتاح الان، قبل ان ينقلوك لغرفةٍ اخرى لاحقاً، وسيأتي الجميع..." كان الاخر قد غفى اساساً قبل ان ينهي ياماش كلامه، فارتسمت ابتسامة حزينة على وجه الاخر واعتدل مكانه لا يعرف كيف سينتهي هذا الامر...
"بابا نيردة ديديم؟ اين ابي يا جدي" يسير قصير القامة بجوار جدة ممسكاً بيده، "انه في الداخل هيا لندخل ونراه" "اولور (ممكن)"، فُتح الباب، ودخلا "مساء الخير اولوم" رد ادريس فيما رفع جونيور لجوار ابيه "انظر من احضرت لك" ليستقبل الاخر ابنه بالاحضان، "ماذا تفعل هنا بابا؟" ابتسم الاخر مجيباً "لانني مريض قليلاً" هتف الاصغر "قليلاً، بابا انت غائب عن البيت منذ (يرفع اصابعه العشرة) كعدد اصابعي" ضحك الاخر مجيباً "يوك كعدد اصابع يدٍ واحدة لا اكثر" "كم يعني؟" "خمس ايام" شرد للحظة واكمل "يا بابا انت تمرض كثيراً، يعني لا احد يمرض مثلك في البيت كله" صمت صالح فيما ضحك ادريس مجيباً "لان والدك يتدلل علينا فقط، وهذا ليس جيداً" التفت جونيور الى والده وبنبرة حادة "لماذا تدلل هكذا على جدي انك تتعبه!" نظر صالح لوالده يطلب المساعدة من لسان ابنه، ليأتيه الرد من الباب عندما وجد اخوته يضحكون عليه "وجدت من يشبهك اذا!" هتف جومالي وهو يقترب من جونيور الذي يحاول النزول عن السرير لكن لم يستطع لعلو المكان، "هوب، الى اين تذهب يا ابن اخي؟" هتف الاخر معانقاً عمه "جومااالي امجاا" "نعم يا روح عمك" "اخبر ابي ان يعود الى البيت، تأخر كثيراً" ضحك الاخر فيما اتى رد مغتاظ من صالح "لان اولوم، احترم من امامك قليلاً" رد الصغير "حتى لم تشتري لي هدية" تذمر صالح متمتماً "الم يشرح له احد ما معنى المرض!" فاجاب والده "اعرف فانا مرضت تلك المرة لكن لم اختفي من البيت" ثم استدار الى عمه "هيا لنذهب ونشتري دمية" مد كهرمان يديه لجونيور "هيا لتذهب معي" الا انه تشبث بجومالي "يوك اذهب مع جومالي امجا فقط" تذمر كهرمان مجيباً "ابن ابيه، نسخة طبق الاصل، لسان طويل وعلقة تتعلق بجومالي وابي فقط" "سمعتك امجا، ان اشتريت لي حلوى ودمية اتي معك" ضحك كهرمان "مخادع، حسناً تعال نشتري لك ما تريد" حمله وهم خارجاً ليوقفه صوت صالح "سيفسده دلالكم هذا" فسمع جواب ادريس  الذي اسكته "على مبدأك فستفسد انت ايضاً" "هَ ما دخل هذا انا رجل بالغ وهو طفل" "بل كلاكما اطفال" "يا بابا!.." قاطعهم جومالي مبتسماً "هذا جيد، جدالك هذا علامة خير على انك تشفى" صمت وابتسم مكملاً "لتحضر نفسك" "احضر نفسي لاجل ماذا؟" رد ادريس "سيضربك بسبب ما حدث ولانك اختطفت مجدداً" واكمل جومالي "وهذه المرة اقحمت طبيبك بالامر! ما دخله بمصائبك!" صمت صالح ونظر لوالده الذي اعتدل في جلسته وكأنه يخبره انه لن يتدخل، تنهد بتعب مجيباً "على مهلك آبي، لاشفى ونتفاهم" رد الاخر ساخراً "ومتى ستشفى؟" واكمل باستنكار "منذ عرفتك وانت زبون دائم لهذا المشفى" ضحك الاخر مستهزءاً "وهل هذا يحدث بارادتي! في كل مرة يحصل لي شيء تعاتبوني وكأنه قراري" عبس واعتدل في سريره تحت غطاءه منزعجاً  منهم "اريد ان ارتاح قليلاً، هلا خرجتم من هنا" "لاان ساليه..." الا ان الاخر قاطعه الاخر "رجاءً آبي، انا متعب لتتركوني انام قليلاً" اشار ادريس لجومالي "هيا لنخرج" همس الاخر مجيباً "هل حقاً زعل مني!" "اتركه ليرتاح قليلاً" وخرجا من الغرفة فيما بقي الاخر يحدق بالسقف، يتفكر فيما طلبه منه اكوبين، وكيف سيفعله، تبعاته، يعرف ان ما سيحدث سيقلب الامور رأساً على عقب وان لم يفعل فسيجازف بالكثير وقد يخسر ايضاً...
في كافتيريا المشفى، التقى ياماش بوالده وبقية اخوته "اين سليم؟" رد كهرمان "بجوار اكين كالعادة" ابتسم بحزن واكمل استفساره "كيف اصبح اكين؟" "على حاله" صمت للحظةٍ واكمل متسائلاً "ولماذا لا يوجد احد بجوار صالح؟" اتاه رد من صوت صغير "انه يتدلل على جدي" ضحك ياماش مجيباً "حتى انت انقلبت على ابيك!" واقترب منه مكملاً "عندما تراه ثانيةً ستعتذر منه والا يغضب منك، وغضبه منك ليس جيداً" رد الاخر ببراءة "حاضر امجا" نظر ياماش لاخوته "بو نيه، بدل ان نربيه على بر والده، نقلبه ضده! ما هذا! صالح معه حق بتذمره منكم" نفث الهواء واكمل "لم يجب اي منكم لماذا لا يوجد احد منكم بجوار صالح؟" رد جومالي متذمراً "طردنا قليل الادب، طرد الجميع" ابتسم ياماش مجيباً "ولماذا يا ترى!" رد ادريس "ثقلنا عليه بالكلام قليلاً، لتذهب وتبقى بجواره ونحن سنذهب للبيت" "حاضر بابا" تركهم وصعد الى جوار ابن ابيه فيما اخذ ادريس من بقي بجواره والى البيت...
في مكان اخر يتطرف المدينة، في مصحةٍ عقلية ذات حديقة كبيرة تطل على البحر من بعد مسافة جيدة، تقبع هناك بل تتداوى هناك سلطان، تجلس في طرف الحديقة تحدق في امواج البحر التي تتسابق لتلتقي بطرف الشاطئ، اقترب رجل وجلس بجوارها "الخطة بدأت في قيد التنفيذ" التفت اليه متسائلةً "هل قبل بالامر؟" ابتسم الاخر معتدلاً في جلسته يرتدي نظاراتٍ شمسية ويناظر السماء "لم يكن بيده حيلة، انتي تعرفين العرض اساساً" ابتسمت الاخرى "جيد" نهضت من مكانه قاصدةً المغادرة لتلتفت مجدداً للخلف، ونطقت "والطبيب؟" "دبرت امره، سيكلم كهرمان، يعتبر الطرف الطري بينهم" "بالضبط" استدرات لتكمل طريقها ليوقفها صوته حين هتف "انتي معتوهةٌ اكثر مني" "في الجينات غالباً" ضحك الاخر بخفة وهو يراقب انسحاب الاخرى ليتمتم بذاته "معتوهة، رمت بابناءها وحفيدها في النار، وبلا سبب"...
عودةً الى المشفى، دخل ياماش بهدوء الى غرفة اخيه ليجده يحدق في سقفية الغرفة شارداً في عالمٍ اخر، حتى انه لم يلحظ دخوله، اقترب متحسساً جبهة الاخر متفقداً اياه، ليجفل الاخر "متى اتيت؟" ابتسم ياماش "قبل لحظة، كيف اصبحت الان، باباناولو؟" "بخير" "حقاً! اذاً في اي بحر غرقت سفنك؟" نظر الاخر له بعدم فهم "ماذا؟" "ساليه، انت لم تلاحظ دخولي الغرفة حتى، ما الذي يشغل بالك؟" واكمل ممازحاً "لا تقل انك متضايق من ابي وجومالي آبي" اعتدل صالح جالساً متنهداً بل زافراً جزءً من المعارك التي تدور بداخله "يوك بشي ياماش" اجابه الاخر "يوك، بك شيء، تنهيدتك هذه لم تأتي من الفراغ، هل اكوبين؟" رفع صالح نظره ليلتقي مع ياماش "ماذا اراد منك؟" ازاح صالح نظره للطرف واجاب بخفوت "لنتكلم بهذا لاحقاً، لاشرح الامر مرةً واحدة" اقترب ياماش وجلس بجواره ممسكاً يده "هل انت متأكد؟ يعني لتفرغ قليلاً مما يجول في صدرك، واضح انك لست على ما يرام" تنهد الاخر مجدداً ولم يجب، "اووف بابناولو، انا متعب بل مرهق من كمية المصائب التي سقطت ولازالت تتساقط فوق رؤوسنا، لا نخرج من واحدة الا لنسقط بالاخرى، لا اخرج من هذا المشفى الا لادخله من بابه الاخر، وان لم اكن انا، فيدخله احدكم، انظر لحال اكين، الفتى لم يرى زهرة شبابه بعد، سليم دفن زوجته ويكاد يدفن ابنه وابنته لا يستطيع رؤيتها لضمان امانها، نحن يعني انا وانت، لنا من كل مصيبة نصيب، وبعد ذلك يتم تهزيئنا، لم ينتهي الامر بجومالي آبي فقط، بل سلطوا ادريس علي، طفل في الثانية من عمره" ابتسم بحزن "يمضي وقتاً معكم اكثر من قضاءه معي، وانا والده" ضحك ياماش "بالنهاية انه ابنك مهما حصل، مهما تدخل اخوتي في حياته، لازال يتصرف مثلك" صمت للحظةٍ واكمل "هل انزعجت من تصرفات ابنك؟ فانت تتصرف مثله، طويل لسان وعديم تربية، وتبين انك حساس ايضاً" قطب الاخر حاجبيه فيما نطق "هل انت بصفي ام بصفهم!" "بصفك طبعاً، بابناولو انت تهذي فقط، مصاب بالحمى وتفكر بكل شيءٍ بلا هدف، تفكر في التفاصيل زيادة عن اللازم" تذمر الاخر "لست مصاباً بالحمى!" "بلا بلا، و اسمعني، لماذا تظنني هربت من الحفرة؟ لان هذه المصائب هي حياتنا حتى قبل مجيئك، لهذا لا تقلق انت فقط بذات نحسنا يمكن اكثر قليلاً فقط" انهى كلامه مع دخول الممرضة "احضرت دواءك" انهت عملها و قصدك الباب لخارج لتصطدم بكهرمان الذي دخل لتوه وتسقط ارضاً "اعتذر لم اقصد" مد يده لها لتنهض الاخرى "لا مشكلة" دخل كل من سليم و جومالي خلفه "كيف حال مريضنا؟ الذي اخذ على باله منا، ومتى يخرج؟" ردت الممرضة "بخير، حرارته مرتفعة قليلاً لكن لا شيء يدعو للقلق، سيمر الطبيب اندريا خلال صباحاً ، وهو يستطيع الإجابة على اسئلتكم" اقترب جومالي من صالح "ماذا تقول حمى وما شابه! هل عدنا للبداية!" رد ياماش "يوك، يعني سيكون بخير، ليرتاح فقط" ليعيد جومالي نظره الى صالح "يا اولوم، لا تقل انك اخذت على خاطرك، والا اضربك والله" نظر الاخر لجومالي مجيباً "انا متعب الان..." قاطعه الاخر "لان صالح والله اضربك، لا تتصرف بثقل هكذا" بقي الاخر يحدق بالاكبر لتلين نبرة جومالي حين لاحظ التعب الذي ارتسم على معالم وجه الاصغر "انت حقاً متعب" تنهد الاخر "وماذا اقول لك منذ ساعات وانت لازلت تثرثر وتصرخ فوق رأسي، اساساً رأسي سينفجر من الصداع" عم الصمت للحظات حيث لاحظ صالح نظرات اخوته له "ما بك صالح؟ هل انت منزعج منا ام من مرضك! لربما بسبب لقاءك باكوبين" سأل كهرمان لينظر له الاخر عند ذكر اكوبين، ففهم اخوته سبب حالته تلك، "ماذا اراد.." بدأ جومالي سؤاله ليقاطعه سليم "ليس الان آبي، ليعود الى البيت ونناقش كل شيء بهدوء، ليستعيد عافيته" اومئ الاخر فيما جلس على الكرسي بجوار رأس صالح يداعب شعره، وقسم على اخوته المهام للحراسة، فقد لاحظوا حركة غير طبيعية في المشفى، بقوا على تلك الحال حتى حل الصباح مع دخول اندريا "اووه الجميع هنا!، ابناء كوشوفالي جميعاً! اهلاً وسهلاً" اقترب من مريضه وفحصه جيداً "كيف اصبحت الان صالح؟" رد الاخر "على قيد الحياة، ماذا عنك؟" ابتسم الاخر بدفئ "انا بخير ايضاً، اذاً، كنت سأبقيك هنا لليلة الغد، لكن بما ان وضعك يتحسن، ولسببٍ اخر قررت ان أخرجك الان، وسنكمل علاجك بادوية في البيت" لمعت عينا صالح ليكمل اندريا "اولاً تكمل كورس المضاد الحيوي والادوية الاخرى لمدة اسبوع، ثانياً سترتاح بالبيت بقدر المستطاع، ثالثاً ارجو ان لا تعود محمولاً بين ايدي اخوتك كالعادة كارديش" نظر الى اخوك صالح "رابعاً يوجد رجال غريبون بالمشفى، لهذا اخرج صالح في هذه الساعة" ليومئ له كهرمان الذي خرج من الغرفة فوراً "اعرف، اترك الامر لي" اطمئن عليه وعاد بعد لحظات معطياً اياه تقرير الخروج، والى البيت كان محطة ابناء الكوشوفالي، فتح ياماش الباب ليجد والده يستعد للخروج "الى اين بابا؟" وما كاد ان يجيب حتى لمح صالح بين اخوته الاكبر، فتنهد براحة "واخيراً!" ارتسمت على محياه ابتسامه يعانق به ابناءه الخمسة، "الن تدخلنا بابا!" سأل صالح ليلاقيه والده بعناق "لا تجلعني اعيش هذا مجدداً" تركه واشار للبقية "لن يضعني ايٌ منكم بذات الموقف مجدداً، هل سمعتم!" "لا اعدك بشيء بابا، فانت تعرف حالي ذاتاً لكن سأحاول قصار جهدي"، ابتعد ادريس من طريقهم فيما لاحقت نظراته اسوده الخمسة بجوار بعضهم البعض...
اجتمعت تلك العائلة في غرفة المعيشة بهدوء، مع ساعات المساء، يجلس الجميع في ذات الغرفة، الاطفال بالمنتصف، يعلو صوتهم مع صوت الكبار، يجلس احدهم بهدوء بجوار ابيه، فيما ارتفع رنين هاتف كهرمان الذي انسحب الى طرف الغرفة ليتكلم "الو" "كهرمان كوشوفالي؟" "اجل من حضرتك؟" "انا الطبيب رسلان، احدثك من مشفى الامراض العقلية بخصوص سلطان كوشوفالي، والدتك اليس كذلك؟" "اجل، هل حدث شيء؟" "يوك، فقط اردت ان نحدد موعداً لنلتقي، ونناقش حالة والدتك، هل يناسبك غداً صباحا؟" "اجل" "جيد نلتقي حينها" اغلق الخط وشرد قليلاً، يفكر في سبب اتصال الطبيب في ساعة المساء تلك وعن سبب الاتصال، لكن قطع سلسلة افكاره صوت سيارة الشرطة التي توقفت امام البيت، حيث طرق الباب بعدها سريعاً، فزع الجميع الى باب البيت ليجدوا ضابط شرطة خلفه "سيد جومالي كوشوفالي انت رهن الاعتقال"، تجمد صالح مكانه مترنحاً بل مرتجفاً فيما يراقب تلك الاصفاد تجد مكانها على رسغي اخيه الاكبر، علا صوت كهرمان الذي  كان يناقش الشرطي عن سبب الاعتقال، يريد ان يفهم ما يحصل لكن لا احد يقول اي شيء، تزعجه اضواء تلك السيارات، الضجيج الذي يحيط به، ما يخيفه حقاً هو سحب رجال الشرطة لاخيه جومالي بعيداً، وما كاد ان يلحقهم حتى اوقفه ادريس...

سيل دماء  <•••>حيث تعيش القصص. اكتشف الآن