تمر الايام لتشفى جروح عميقة جداً ، لكن اثرها لن يزول و سيبقى يذكرك بألم الجرح كأنه حصل للتو ...
جومالي : ماذا هناك بيبي ! يلتفت ليرى صالح بالكاد يقف يتكئ بثقله ع الاشقر الذي بجانبه ليخاف و يسرع لغرفة الطبيب ...
بينما كان يفقد وعيه ببطئ يشعر ياماش بثقل جسده الذي يرتكز عليه لينزله ببطئ ع الارض ،ليصرخ : آبي بسرعة ... صااالح ، افتح عينيك ، ابقى معي ، يضرب ع وجهه بخفة "صالح ارجوك، لا تخفني هكذا !" لكن الاخر يستسلم بتعب جسده ليختفي صوت ابن ابيه و تسود رؤيته تماماً ...
يعود جومالي مع الطبيب : ماذا حدث ؟
ياماش : لا اعرف لا اعرف (بينما لازال متشبثاً بصالح كأنه يخاف ان يتركه و يذهب)
جومالي : لقد كان شاحباً طوال اليوم و فقد وعيه فجأة ابتعد قليلاً بيبي ، اعطني لاحمله و ندخله للغرفة ... بينما اشار لهم الطبيب للغرفة المجاورة لهم ،و التي لحسن الحظ كانت فارغة ...
بعد مرور تقريباً نصف ساعة يعود لوعيه ليجد نفسه في سرير المشفى و سيروم بذراعه و اسلاك جهاز تخطيط القلب ع صدره و يجد ياماش يجلس قبالته ع كرسي ممسكاً بيده يبتسم بهدوء "مرحباً بك مجدداً فارتولو" قالها ياماش ممازحاً ليرد الاخر متعباً "فارتولو! ماذا عن ابن ابي! و ايضاً ماذا حدث ؟"
ياماش بينما يشعر بغصة في صدره : ماذا حدث ! ها ؟ لقد فقدت وعيك و سقط بين يدي يا هذا هل تعرف ما الذي مررت به ! لتهتم بنفسك قليلاً تركض هنا و هناك و تفكك قنابل ! هل فقدت عقلك ام ماذا ! انظر لحالك لم تتحمل الضغط ! لم تعد كالسابق يا هذا (لتلين نبرته) ارحم نفسك و صحتك يا ... ليقاطعهم دخول جومالي مع الطبيب : مرحباً بعودتك ، الم اقل ان تبتعد عن الضغوطات و ان لا ترهق نفسك !
صالح بتعب: قلت والله قلت لكن ليس باليد حيله ...
جومالي : اييه ! اذاً ماذا اردت ان تقول ؟
الطبيب يتنهد و يكمل : اسمعني جيداً ، الندبة في قلبك ، تؤثر ع عمله ، يعني اصبح لا يضخ الدم بالكفاءة ذاتها .. مما يؤدي لانخفاض ضغطك و اضطراب بنبضاته .. لذلك سنبقيك الليلة هنا لنراقب وضعك مع الدواء الذي سنعطيك اياه ليزيد كفاءة قوة الضخ بقلبك ..
ياماش بقلق : سيكون بخير ؟ هذا ليس خطيراً يعني لن يؤثر ع حياته !
الطبيب : ليلتزم بدواءه و تعليماتنا ثم نرى ع الاقل نحتاج لمراقبته الفترة القادمة
تلتقي نظرات صالح و ياماش الذي يربت ع صدره "ليهدأ هذا قليلاً بابناولو ..."
ياماش ممازحاً يحاول تغيير جو الغرفة: انظر الي اصبت برصاصتين ايضاً لكن لا ضرر حصل لي ...
ليقول الطبيب: انت نجوت ببضع سنتيمترات من ان تواجه مصيره .. ثم ان رصاصة سلاح عادي بحجم عقلة الاصبع لن يكون ضررها كرصاصة قناص طولها كطول اصبع في يدك ، المهم اناك لم اعد ولا اعد احداً انه سيعود كما كان ، سيلتزم بادوية و موازين حياة جديدة و سيتفادى الكثير و القليل حتى يبقى بينكم ... يعني سيتأقلم مع وضعه ... المهم ان يتكلم او يعطي اشارة عندما يشعر بانه ليس بخير (يحل الصمت قليلاً) بماذا شعرت قبل ان تفقد الوعي !
صالح الذي تبادل نظراته مع جومالي هذه المرة بينما الاخر قلق لكنه غاضب ايضاً يفكر قليلاً بما سيقوله ثم يقرر ان يقول ما حصل فعلاً فلا فائدة من تغيير الحقائق الان :كنت كأني اطوف فوق الماء لا اشعر بخطواتي ع الارض التي كانت تتحرك في عدة اتجاهات ، ثم ساء الوضع اكثر عندما خرجنا من عند ابي غثيان و خفقان سريع ... ثم ابتعد صوتهم لمكان اخر و استيقظت هنا ...
جومالي بغضب مكتوم : منذ متى !
صالح : بعد ان خرجنا من المستودع ..
جومالي : و لم تتكلم ! برافو (بينما ينهض من مكانه مصفقاً )... ماذا سأخبر ابي الان ! خرجت من عنده ماشياً ع قدميك و الان ملقح بالفراش !
ياماش: الحقيقة ، اخبره ما حصل، لن يغضب منا (يحول نظره لصالح) لا اعرف عنك صراحة ، لكن سيطلب نقلك لغرفته..
جومالي الذي هم مغادراً للغرفة يمسح ع وجهه "اللهم احفظ لي عقلي" و يدخل غرفة والدهم الذي تفحصه بعينيه جيداً باحثاً عن ابنيه الاخرين ..
جومالي : قبل ان تسأل ، عليك ان تعلم ابنك المدلل لا يخبرنا عندما يسوء وضعه ، انه لا يشتكي ابداً يا ابي ...
ادريس : هل حصل شيء !
جومالي : فقد وعيه قبل ان نصل غرفة الطبيب ، و قالو انهم سيبقونه اليوم للمراقبة
تتغير ملامح ادريس للقلق :ما به؟ ماذا حصل؟
جومالي : لا اعرف بلحظة وجدته بين يدي ياماش فاقداً للوعي و كلاهما ارضاً ، و الطبيب يقول بسبب وضعه الصحي لم يتحمل هذه الضغوطات ...
ادريس: اوف بنم اولوم ! كم ان حظ هذا الفتى سيء! لينقلونه الى هنا، ليبقى تحت ناظري ...
جومالي : سأكلم طبيبه اذاً
ادريس : حسناً و بعد نقله خذ اخويك و اذهبو للبيت ارتاحا قليلاً جرحك لازال جديداً.
جومالي :لكن !ليرد ادريس "لا اريد اعتراض"
........................................
يحل الليل يستيقظ ادريس فزعاً بعد منتصف الليل من كابوس رآى فيه كهرمان يطلب مساعدته لكنه لم يستطع فعل شيء هذا الكابوس يتكرر منذ تلك الليلة التي قتل فيها ابنه ، ربما كان ضميره يذكره بانه لم يحمي ابنه، ينهض ليشرب الماء فيسمع الاخر يتمتم بكلام غير مفهوم "هايير ، ابتعد ، لا تفعل ... لم افعل... لا تفعل انت " يمرر يده ع شعره محاولاً ايقاظه "لم انت مبتل (متعرق)هكذا! و حرارتك مرتفعة! صالح ... صااالح ، اولوم " ليستيقظ الاخر فزعاً مبعداً والده بردة فعل تلقائية ، ينتبه لوالده امامه "اعتذر ... لم اؤذيك اليس كذلك !"
ادريس الذي لازال ممسكاً بذراع صالح : لم تفعل ، ليسأل بعدها بما كنت تحلم ! هل انت بخير ؟ بينما يتركه ليحضر كأس ماء...
صالح : بخير، لا يهمك، فقط ذكريات سيئة تلاحقني بالكوابيس ليلاً ...يعطيه الكأس "هيا استعذ بالله و اشرب هذه و عد للنوم" بينما جلس ع كرسي بجانبه ، "صالح ، ستعد لي غرفة في منزلك "
لينظر الاخر باستغراب "هل ستبقى معنا!"
ادريس بنبرة حزينة "وضعك لا يعجبني"
صالح : انا بخير ، هذه الكوابيس ليست شيء جديد ...
ادريس ينظر بحزن : ليس الكوابيس فقط ! انظر صحتك ليست بخير تماماً ،لابقى فوق رأسك ليرتاح قلبي ، هيا نتكلم بالامر صباحاً ، هيا عد للنوم، بينما ينادي الممرضة لتعطيه دواء يخفض حرارته و يسهر ع رأسه حتى يتحسن حاله ... تمر عدة ساعات ليستيقظ مجدداً ليجد والده فوق رأسه يغير الكمادات ، كانت وضعه استقر قليلاً ، ليقول بصوت خافت : بابا
ادريس : ماذا هناك يا بني ؟
صالح : شي ، سلمت ع كل شيء
ادريس : ع ماذا ؟ ليبتسم قائلاً "هل بدأت تهذي بسبب الحمى ؟
صالح : سلمت لانك تقبلت وجودي و تطفلي بحياتكم ... مع اني سلبتكم اخي ، كهرمان آبي، و تدمع عيناه بينما يتكلم ...
ادريس: يبدو انت تهذي فعلاً ، هيا عد للنوم نتكلم صباحاً ...
صالح : بابا سأخبرك بشيء ولكن ليبقى بيننا ، اقترب لأهمسه باذنك ...
ادريس : لا احد هنا يا بني ..
صالح : للحائط اذنان يا ابي ...
يفتح عيونه باوسع ما يكون بينما يستمع لما يقوله ابنه : ماذا تقول !
صالح : والله هذا ما حدث ...
.......................................
يحل الصباح و كان وضعهما قد تحسن يأتي ياماش ليخرج كلاهما من المشفى يأتي الطبيب ليتكلم معهم قبل ان يخرجو ...
صالح : عذراً تعاملنا كثيراً مع بعضنا و نعرف اسمك دكتور يلماز لكن ما اسمك الاول ؟
الطبيب : اندرو ، اندريا لاكون واضحاً
ليبتسم صالح : اي نوع من الاسماء هذا ! ليس تركياً...
الطبيب : لا بل ايطالي فقد ولدت هناك و كبرت بين هنا و هناك ...
ياماش : جميل جداً، و هل استقريت هنا ؟
الطبيب : اجل ، زوجتي و ابنائي من هنا ، نذهب الاجازات هناك ...
ليمازحهم صالح : ارايتم لست وحدي من نشأ خارج البلاد ...
لتتغير ملامح وجه ادريس و ياماش للحزن فيكمل صالح "امزح امزح لا تعبسو "
اندريا : اين نشأت ؟
صالح : هذه حكاية ليوم اخر ، هل نخرج الان ؟
اندريا : اجل تستطيع ، دواءك ثم دواءك ثم ابتعد عن الدراما حالياً ..
ادريس : اندريا ، اردت ان اسألك عن سبب الحمى التي يتعرض لها منذ عدة ايام ؟
اندريا : التهاب حلق فقط ، لكن بسبب ادويته مناعته ضعيفة ،لهذا طال مرضه و لم يعطي اعراض حتى ... فقط حمى ..
ادريس لاندريا "شكراً كثيراً لك يا بني " ليخرج كلاهما من المشفى يسأل ياماش "الى بيتنا اليس كذلك ؟"
صالح : لا لن اذهب الى هناك ..
ادريس : لا الى بيته الذي فوق بيتنا ...
ياماش : لكن ... بابا ! كيف سيبقى بعيداً بحالته هذه ! ليبقى امام اعيننا ...
صالح ببرود : و ما بها حالتي ؟ الا تعجبك !
ياماش : لم اعني هذا ، لكن لست انا من فقد وعيه يوم امس ...
صالح : اييه ياماش ! و ما سبب ذلك ؟
ياماش ينظر باستغراب : هل اتكلم مع صالح ام فارتولو !
صالح : ياماش اخرج من رأسي ...
ياماش بهمس : واضح انه فارتولو ...
ادريس : بالكاد اقنعته بان يبقى بالبيت المجاور لنا ... لا تتشاجرا ، اوجعتما رأسي ..
بعد مرور عدة دقائق يصلون للبيت لينزل ادريس "ياماش اوصل اخاك لبيته و تعال سأحتاج مساعدتك في شيء"
يدخل ادريس للبيت لتستقبله الفتيات و سلطان "الحمدلله ع سلامتك يا جدي" "زال البأس" "هيا لنساعدك بالصعود للغرفة لترتاح" يعانق حفيداته ،ليرد ع سلطان "حضري لي ملابس في حقيبة"
كاراجا : الى اين ستسافر يا جدي
ليضحك ادريس : لن اسافر الى اي مكان لكن سأبقى ببيت عمك صالح لبضعة ايام ..
سلطان: و لماذا! الا يكفيك انه انتقل الى جوارنا مجدداً، ابناءك هنا الافضل ان تبقى هنا
ادريس : و هو ابني ايضاً
سلطان : هل لانك عرفته من عدة اشهر اصبح ابنك و ستبقى معه ! بينما ابناءك الذين ربيتهم هنا!
ليصرخ ادريس : سلطان احترمي نفسك ، انتي من تسبب بابعاده عني كل تلك السنوات.
سلطان : فعلت ذلك لحماية عائلتي ...
يرفع يده يكاد يضربها ، ليقاطعهم سليم الذي كان قد سمع جميع حوارهم :انا سأبقى هناك الليلة ايضاً قلقت عليه ليلة امس ...
ادريس ينظر لسلطان : استلمي ، حتى ابناءك اختارو جانبه... تحدق سلطان بكلاهما بحقدٍ كبير ...لتتمتم بصوت خافت و نبرة حاقدة "سنرى من سيبقى بجانبه"
...........................................
يصل ياماش و صالح للبيت لتستقبلهم سعادات التي فتحت الباب قبلهم و تعانق صالح بقوة تكاد توقعه و يميل كلاهما للخلف، ليضحك صالح "على مهلك كز"
سعادات : و اخيراً ، عدت الينا ..
لتترك صالح و تمسك يده و تقف امامه تنظر اليه فقط ، كانها في حلم لا تريد الاستيقاظ منه ، وليفها عاد اليها بعد غياب طويل "لقد مرت ٣ شهور يا صالح ، احسست بانها ٣ عقود ، كان وقتاً طويلاً صعباً"
صالح :نحن بخير الان ، مضى و انتهى ، هيا لندخل ، الن تأتي يا ياماش (الذي كان يقف بجانبهم و ينظر لمكان اخر) هل خجلت الان !
ياماش :اممم شي سأذهب لابي لقد طلب مني الحضور لمساعدته ..
سعادات : يبدو ان بابا مصر ع قراره ..
صالح : اي قرار ؟
ياماش : سيفتح طريق من بيته الى بيتنا
صالح باندهاش : نيه ! كيف ؟
ياماش : لا تسألني لا اعرف شيئاً
ينظر لسعادات التي اكملت :كان ابي يعرف انك لن تقبل ان تعيش في البيت الكبير معه او حتى الصغير التابع له فقام ابي بمساعدة الشباب بفتح طريق من هنا الى هناك ، حتى يفكر ان يدمج الحدائق... بينما ينظر صالح اليها باستغراب [هل فعلاً سيفعل ادريس كوشوفالي كل هذا لاجله !]
يمر اليوم ليحل المساء مع قدوم ادريس و ابناءه "السلام عليكم يا ابنتي"
سعادات : و عليكم السلام ، ادخلو البيت بيتكم...
ياماش ينظر للبيت : متى حدث كل هذا ! لقد تغير جميع الاثاث ...
سعادات : في فترة حجركم .. يعني كنت ع تواصل مع صالح ...
ياماش : جميل و اين صالح ؟
سعادات : نام قبل قليل ...
سليم :نائم ؟
لتضحك سعادات : تركته يلاعب ادريس و عندما عدت وجدتهما نائمان بحضن بعضهما البعض ...
سليم : هيا اذاً يا ياماش الى البيت قبل ان تقصف امي هذا البيت بمدفعية ...
ياماش : هل تطردني ! كأنه بيتك لان .الن تأتي انت ؟
سليم : سأبقى هنا اليوم ، هيا اراك صباحاً
بينما يتجه ادريس لغرفة صالح و ينظر لهم من شق الباب ليبتسم و يكمل طريقه للغرفة التي جهزتها سعادات له في البيت ..
يدخل ياماش للبيت بهدوء ليرى جومالي يجلس ع الشرفة مقابل امهم ..
جومالي : انييم ، حباً بالله اتركي هذا الامر الان ، عاد الفتى من الموت ...
سلطان : هذا من تدافع عنه قتل شقيقك ، من مات شقيقك و هذا لا تستطيع تسميته بنصف الشقيق حتى ...
جومالي يفرك وجهه : انيه لا اريد ان اتكلم في هذا الموضوع الان انا مدين له ...
يقاطعهم دخول ياماش : مساء الخير
جومالي: مساء النور ، اين ابي و سليم ؟
سلطان : سيبقان هناك عنده اذاً !
جومالي : سيبقيان ببيت صالح !
ياماش: ايفيت ، حتى ابي سيبقى فترة ...
جومالي : جيد ليطمئن قلبه قليلاً ...
سلطان تستمع ولا يعجبها الامر ، تتعجب لتقبلهم جميعاً له "ماذا فعل لهم هذا الرجل!"
ياماش : شي آبي هلا اتيت قليلاً
جومالي : ماذا هناك ؟
ياماش : ماذا سنفعل بشيتو ، لنذهب لزيارته
جومالي : الان !
ياماش : ايفيت لن يطول الامر ، يجب ان نفك شفرته ، اساساً سمعت اشاعة غالباً صحيحة، محسون يبحث عنه ويريد قتله...
جومالي : حقاً ! اريد مشاهدة هذا ...ليقتلا بعضهما و نرتاح نحن ...
تمر دقائق ليصل كلاهما للزنزانة "سلام عليكم ايها ****" قالها جومالي لحظة رؤيته لشيتو بينما دخلا ليقيدانه ع كرسي حديد و يوصلونه بكهرباء بكميات قليلة لكن مؤلمة ، يحل الصباح و هنا يعذبانه ليقول ياماش "لم انم بسببك يا هذا، هل ستتكلم ام احضره ليأخذ روحك، هل ترسل المرء لقتل والده ! " ... يقترب جومالي حاملاً محقن مليء "سألت طبيب صالح عن مصل الحقيقة و يبدو انه فعلاً موجود، حتى انه اعطاني اسمه، حسب ما قاله فان هذا الدواء يجعل الكذب صعباً جداً" ليكمل ياماش "كم يحتاج ليعطي مفعول ؟" "دقائق"
ياماش : و لما لم نستعمله من البداية ، يا آبي سأموت من النعس.
جومالي : لننتظر و نرى ...
تمر ساعة يكون شيتو قد تحول الى راديو فجاوب ع كل اسئلتهم ، لكن لم يصلو الى شيء واضح ، غير ان هناك واحد من الحملات السود انفصل عنهم بعد ان حرضهم ليأخذو الحفرة و تسبب بالمجازر التي حصلت ... "ياماش غالباً له يد بالموضوع" ليرد جومالي "لكن لم نعرف من هو ، قال انه من السهل ان يندس بيننا و هناك ختمهم ع يده، ماذا سنفعل به ؟"
ياماش : اتركه لي لكن ستستدرج محسون و نضعهما في قفص و نشاهدهم ينهيا بعضهما لا طاقة لي لمحاربة كلاهما .. نحن سنشاهد فقط ...
...........................................
بعد مرور عدة اسابيع ... يحل الصباح ليستيقظ ياماش فزعاً ع صوت اسلحة ع مدخل باب بيتهم يهددونه ان لم يخرج بانهم سيقتلون الجميع ...
تقف جميع النساء في جهة و اخوته في جهة اخرى محاصرين من كل الجهات ... "ان لم تفعل سيموت الجميع" صوت غريب يأتي من مكان بعيد ، ليأتي احدهم و يبدأ بالاطلاق تحت اقدام سنا ...
ياماش : ماذا يحدث ؟ من انت !
يقف امامه شخص غريب لكنه مألوف ، و صوته مألوف لكنه يرتدي قناع يقترب من ادريس و يدفعه ليواجه يماش ، بينما يتم سحب ابناءه الاخرين ع جهة مقابلة لهم مكبلين يديهم لخلف ظهرهم و معصومي العينين يضربوهم ليقعو ع ركبهم و الاسلحة في رؤوسهم...
ياماش يصرخ : اتركوهم ، من انت و ماذا تريد !
الرجل : اريد حقي ، بل انتقامي ! يا انا يا انتم و يأمر احد رجاله بالاطلاق ، ليطلقو ع سليم و يقع ارضاً امامهم ...
ياماش يصرخ باسم سليم "ماذا فعلت يا **** ! لما فعلت هذا ؟"
الرجل : امامك خياران ، ان تطلق عليه و يؤشر ع ادريس ، و الخيار الاخر ان اطلق ع اخوتك و انت تربي ابنائهم ... و يعطي سلاح لياماش قائلاً "الاختيار لك"
ياماش يحمل السلاح و يده ترتجف "هايير هايير هذا غير حقيقي ، هذا لا يحصل" يرفع يديه محاولاً ايقاف صفير اذنيه "لن اقتل ابي لن يحصل" ليسمع صوت رصاصة اخرى اردت صالح ميتاً ارضاً برصاصة في رأسه ينتبه ان سليم لازال يتنفس ليطلقو عليه مجدداً رصاصةً قاتله ...
بقي واحد فقط من اخوته ، ماذا يفعل ! ماذا سيفعل والده ام شقيقه الكبير "اطلق يا بني اساساً لا استطيع البقاء حياً مع الم كهذا " ليقول ادريس "لا استطيع مشاهدة ابناءي يموتون هكذا و انا عاجز لا استطيع القيام بشيء"
ليضغط ياماش ع الزناد بينما يغلق عينيه لينهض بالسرير فزعاً و يجد سنا نائمةً بجانبه و الشمس بدأت تدخل الغرفة و تعكس في عينيه "الحمدالله كان حلماً فقط ،الحمدالله" يتجه للمطبخ ليشرب الماء و يرى سليم يجلس بالخارج و بيده مغلف اسود اخر "صباح الخير ، ما هذا مجدداً" مؤشراً ع المغلف ...
سليم : وجدته امام المقهى في طريقي بالعودة للبيت ، فيه صورة لابي و هو لازال شاباً و معه مليحة حسب ما فهمت لكن انظر هناك دائرة ع هذا الشخص لا ادري ما قصته ، المشكلة في ما مكتوب هنا "ستدفع الثمن باولادك ، اخذت والدي مني و سآخذ الثمن غالياً منك ، لا تخاف لن اقتلهم لكن ..."
ياماش : لكن ماذا !
سليم : لا اعرف ترك ثلاث نقاط و انهى رسالته ، كأنه يقول اترك هذا لمخيلتكم
ياماش يمسح ع رأسه و رقبته : اووف اوووف
سليم : كيف سنخبر والدي ؟
جومالي كان قد اتى للتو : ستخبره بماذا ؟
سليم يعطيه المغلف ليقرأه و ترتسم ع وجهه علامات الصدمة ليقول بغضب : من هذا ! من يتجرأ ان يهدد والدي هكذا !
ياماش: لا نعرف ،لا نعرف ،هل نذهب لمليحة عليشو يعرف مكانها ربما تعرف شيئاً ما
جومالي : هيا لنذهب
سليم : اليس باكراً قليلاً ع زيارة الناس ؟
ياماش : لنرى ماذا تقول ثم نتجه لابي ... يجب ان يرى الصورة و الرسالة ..
يتجهون اليها و تستقبلهم و يتحدثون طويلاً ، بمختصر جلستهم اخبرتهم باسم الرجل و الحادثة ، لكنها لا تعرف ان كان له عائلة ، لان من يحقد و ينتقم هكذا عادةً يكون من فرد عائلة او ما شابه ... ليعودو الى الحفرة و الى منزل صالح تحديداً ... ليفتح صالح لهم الباب : هل حلمتم بنا ؟
جومالي بغضب : صباح الخير ليرد صالح "صباح الخير" ياماش : اجل ...
صالح باستهزاء : حقاً !
ياماش : الن تدخلنا !
صالح : استغفر الله ادخلو...الفطور جاهز اساساً ... هيا ليدخلو رادين الصباح "صباح الخير" فترد سعادات : صباح الخير
ياماش : يااا اشتقت لطعامك يا اختي ...
سعادات ممازحةً له : اشتقت للطعام و لم تشتق لي سيد ياماش!
ياماش :سامحك الله ابلا ،اين ادريس جونيور!
ادريس : لازال نائماً ذاك المشاغب ...
جومالي : هل يشاغب كثيراً ويزعجك كأبيه !
صالح : تؤ تؤ تؤ ، لا تذهب هناك آبي ..
ادريس بينما يبتسم : من سيشبه غير والده ! يتسلق سريره و يخرج و هو يتعثر ليدخل غرفتي في منتصف الليل ممسكاً بدميته ...
سعادات : يتركنا و يذهب لابي ...
يمر الوقت ليجلس الاخوة مع والدهم ليخرج سليم المغلف قائلاً : بابًا وجدت هذا ع مقعدك بالمقهى ...
ليكمل ياماش : يبدو انه من يستهدفنا
ليدقق صالح بالصورة : هل يتهيأ لي ام انه يشبه يوجال !
سليم : يوك ارتك !
ياماش بعد ان دقق بالصورة : عنده وجهة نظر ، هناك شبه ...
جومالي : ماذا يعني هذا !
ياماش : سنراقب تحركاته بدون ان يعرف اننا نشك به ثم نرى ...
ياماش : صحيح ستأتون جميعاً للعشاء الليلة (مؤكداً ع صالح بنظره)
ادريس : بالتأكيد سيأتي الجميع ...
سليم :سيكون ع شرف خروج اكين من السجن
صالح ممازحاً: كأن هذا شيء يفتخر به
ياماش : كم مرة دخلته انت ؟
صالح : عدة مرات لكني لا افتخر بذلك
سليم :كيف شعور ان اكون خريج سجون يا آبي؟
جومالي : هل تريد ان تجرب يدي ؟
ليضحك الجميع و يكملون طعامهم ..
...............................
يجتمع كل افراد العائلة بالمساء ع طاولة الطعام ، مائدة طويلة تضم كل افراد العائلة والاصدقاء ، يجلس جومالي بجانب صالح قاصداً و يتناولون طعامهم بين تبادل ضحكات و نكات و كلام هنا و هناك ، ينتبه جومالي لنظرات والدته التي ستأكل ادريس الصغير ووالده اقلقه الوضع بينما يجلس ادريس في حضن والده ، ليمد يده لكأس العصير الخاص بصالح و اوقعه ع كلاهما..
صالح : ادريس يااا ! سعادات امسكي لاغسل ملابسي ... هل اصابتك انت ايضاً !
جومالي : قليلاً لكنك ابتللت تماماً ، يا لك من مشاكس ...
ينهضا ليغسلا ملابسهما و عادا كل منهم لمكانه ، اصواتهم عالية لكنها تضج بالضحك ، يقاطعهم صوت معلقة تدق ع الكأس ليختفي صوتهم مرة واحدة ...
ياماش : احم احم ، شي نسيت ما سأقول
ليضحك الجميع ...
ياماش : حسناً سأعلن اعلان هام جداً ، سأصبح اباً قريباً بينما يعانق كتفي سنا و هو يقف خلفها ، سنصبح اباً و اماً قريباً ..
لتتعالى اصوات التصفيق و التهاني و العناق بين الاخوة و نساءهم ووالدهم ...
صالح : اعرف ذاك منذ مدة ...
سنا تنظر لسعادات : لا يبقى فولةٌ في فمكما
ليومئ كلاهما برأسه بلا ...
سعادات : اصبحت بالشهر الرابع يا بنت
سليم : ماذا ! و هل تخبرنا الان !
ياماش : يعني حياتنا تمتلئ بالاكشن ، لم احد الوقت المناسب ، و هي اشترطت ان نخبركم سوياً و تذكر اصابات و كوارث و حجر صحي
ليضحك الباقي و يتبع صالح "ماذا نفعل نحب الاكشن"
كاراجا : بل هذه تسمى تراجيديا ، لو اكشن لم يكن ليصاب اي منكم ...
تمر الليلة بسلام و ينسحب صالح بعد ان نام ادريس بحضنه منادياً زوجته الى بيته ...
صالح : تصبحون ع خير
ادريس: لا تقفل الباب انا قادم بعد قليل ..
صالح : تمام و يذهب ..
جومالي : لما لا تبقى الليلة هنا يا ابي ؟ماذا يعني كل ليلة تنام في ببيت مختلف !
ينظر ادريس لسلطان ،و يكمل : هكذا افضل ،اطمئن عليه ، لا اريد ان يسوء حاله
ياماش :انه يبقى مطمئناً هكذا لنتركه ع راحته ..
يحل صباح اليوم التالي بينما انتهو من الافطار و خرجا للشرفة ليلفت انتباههم اصوات الصراخ القادمة من منزل العائلة، ليصرخ صالح ع ميدات ان يلحقه و يذهب راكضاً قبله ليجد ياماش فاقداً لوعيه في المطبخ و النساء حوله يحاولون انقاذه ، ليرى اكين لاحقاً و قد تدحرج عن الدرج ليصل اسفله غائباً عن الوعي و يلحقه جومالي الذي يحاول سليم السيطرة عليه لكن لا جدوى فيدفعه هو الاخر ليقع فوق ميدات بينما اتجه جومالي الى المطبخ و اخرج سكين مطبخ كبيرة و حادة و راح يلوح بها بالهواء باتجاه النساء ليجرح زوجته في يدها و يكاد يقطع عنق والدته ليوقف صالح الذي دفعه بعيداً عن النساء طالباً "اخرجن من هنا الى البيت الملحق و اغلقت الباب بسرعة و لتتصل احداكن بالاسعاف" ليخرجن ركضاً
صالح : ماذا يحدث لك ؟ آبي !
ليصرخ سليم : صالح انتبه بينما يسحبه جومالي ليهرب الاخر من بين يديه ...
سليم : هناك ليس بعقله ابداً ابتعد قبل ان يؤذيك ..
صالح : هل اخذ شيء ! واضح انه يهلوس..
لينطق الاخر باسم كهرمان بينما امسك صالح و ضربه بالحائط مشهراً السكين في وجهه "كهرمان لم يفعل" صالح ينظر للاخر بخوف يحاول تخليص نفسه لكن لا فائدة هذه المرة ليصرخ بسليم "افقده وعيه باي طريقة" بينما يحاول سليم ابعاد جومالي عن صالح و ازالة السكين من يده لكن الاخر يدفع سليم بعيداً ليقع ارضاً فوق الزجاج الذي كسره جومالي سابقاً ، ليعيد جومالي تركيزه لصالح و يغرز تلك السكين في جسده بينما يحاول الاخر الكلام بصوت متقطع "آبي ارجوك ،توقف" يقاطعهم صوت رصاصة خرجت من سلاح أدريس مستهدفةً احدى اقدام جومالي و صراخ بصوت عالي "جومااالي توقف، ماذا يحدث هنا!" ..
تمر اجزاء من الثانية ليسقط جومالي فاقداً لوعيه بعد ان ضربه جيلاسون بعد ان ع رأسه بحديدة وجدها خارجاً ...
ليهدأ الوضع قليلاً مع قدوم صوت الاسعاف التي انت عليها كاراجا ... يتقدم ادريس من ابناءه محاولاً ايقاظ ياماش الذي رسمت اصابع جومالي ع عنقه لكن عبثاً ، يتفقد نبضه ليجده لازال موجوداً مع ان نفسه غير منتظم و شفاه مائله للازرقاق....
يتبع —->