Part 42 - سلامٌ وسكينة

266 9 6
                                    

السلام والعافية : (Safe and sound)
العائلة تستطيع ان توصلك لاي شيء، يمكنها أن تريك ما تريد أن تراه، ويأخذونك إلى حيث تريد أن تكون، حتى لو انطبقت السماء على الارض، المهم ان تتاكد من انكم ستكونون سالمين بأمان وبصحة جيدة
يمكنني ملء كوبك، وأنت تعلم أن نهر عطاءهم لن يتبخر، المهم ان يكون الجميع سالمين معافيين، بأمان وبصحة جيدة (بأمان معافى)..
لقد مر الكثير على ذلك المقهى الصغير ذو الباب الزجاجي العتيق، مر الكثيرمن افراح والكثير من احزان، من احتفالات ومصائب منذ زمن ادريس الى زمن ابناءه الان، بالضبط حيث جمعهم مجدداً ومعهم ايمي في ذات المكان، هدوء لا يكسره الا صوت المعلقة التي ترتطم في اطراف كأس الشاي الذي في يد ياماش، "لان اهدا اكلت رأسي" هتف جومالي فيما قلد صوت المعلقة، واكمل "اذاً اين توقفنا ليلة امس" رد صالح "ستعود والدتكم الى البيت" "ألا زلت تهذي!" اقترب صالح وجلس بجوار جومالي "يوك آبي، انا لا اهذي، هي ام بالنهاية وانتم ابناءها، دعني لا اكون عائقاً بينكم" كان ادريس ينقل نظراته بينهم "صالح، هل تعرف عقبات كلامك هذا! الا تذكر ما حدث، يوم شرب جومالي كأسك المسموم! وكاد يتسبب بمصيبة لولا لطف الله!" "اتذكر اتذكر، لازال مكان سكينته يؤلمني الى هذا اليوم" نظر جومالي لصالح منزعجاً ليسمع الاخر يكمل كلامه "انا جاد، لنجرب، وان لم يفلح الامر نعود لنقطتنا هذه" كان كهرمان يستمع لكلامهم فيما يشعر بحماس مخلوط بريبة غريبة، "هل اعطي خبراً للطبيب؟" سأل والده ليجيب الاخر "ليس الان، لأفكر بالموضوع، لا تستمع لهذا (مشيراً لصالح) فهو كالقشة ان نفخ عليه احد ما سيقع" رد الاخر منزعجاً "يا! هل هذا ما خرج معك!" اومئ ادريس "اجل هذا ما خرج معي، لافكر بالامر ان كان ممكناً ام لا" "ابقى انا في بيتي اول عدة ايام، ثم اعود الى البيت" "قلت سأفكر هذا الامر، هذا يعني اصمت واترك القرار لي" تجهم الاخر واعتدل في جلسته ليقترب ياماش هامساً في اذنه "لتختصر قليلاً بابناولو" نهض الاخر ليخرج قليلاً ليلحقه صوت والده "لا تخرج من باب المقهى" تجهم مجدداً وعاد ليجلس في طرف المقهى متمتماً "هل انا طفل لتقوموا بحبسي! توبة يا ربي" اخرج هاتفه باحثاً عن رقمٍ سجله حديثاً تحت اسم (عزرائيل) وكتب في رسالة قصيرة "لتقوم بخطة ب، والا لن يحصل ما تريد" ما كاد يغلق الشاشة حتى وصل الرد "قيد التنفيذ، احسنت صنعاً" ضغط ع قبضته، محاولاً تناسي تواصله مع عدوهم، عاد ياماش وجلس بجواره هامساً بصوت خافت "هيا لنخرج من هنا" "الى اين! الا ترى يراقبون حركتي اينما اذهب" "ارى ارى، لنجد سبباً ونذهب" صمت قليلاً واكمل "وجدتها، ..." وما كاد ان يكمل الا ان قاطعهم وصول اتصال لجومالي من المشفى، هل اكين، لا لماذا سيتصلون بعمه ووالده موجود، لربما شيء يخص كاراجا! لا ايضاً زوجها ووالدها موجودان، نظر جومالي حوله الجميع موجود، رفع السماعة مجيباً "الو" "سيد جومالي كوشوفالي ؟" "اجل" "اتكلم معك من قسم الاسعاف والطوارئ، اتصل بك لاجل السيدة سلطان كوشوفالي" "هل حصل شيء؟" "اجل، لقد اصيبت بوعكةٍ صحية، وساء حالها كثيرًا" نهض فيما ارتسم الخوف على معالمه، واكمل بنبرة مرتجفة "ماذا حصل؟" "غالباً سكتة قلبية، لكن لم يتضح اي شيء بعد، ومن الافضل ان يأتي احد منكم ليبقى هنا" اغلقت الخط فيما صمت الاخر، ليقابله سؤال من اخوته "ماذا هناك؟" رد جومالي فيما نهض "امي، اصيبت بنوبة قلبية، واخذوها للمشفى" رد كهرمان هاتفاً "نيه! متى وكيف؟"فيما اشار ادريس لهم ليذهبوا "لتذهبوا وتروا ما الامر، وتعطونا خبراً" لحظات وبقي صالح ووالده وايمي فقط في المقهى، فيما عم هدوء مريب على ذلك المكان...
في ذلك المشفى وعلى باب قسطرة القلب، يقف ابناءها الخمسة، مهما حصل وكيفما دارت الدنيا، تبقى سلطان امهم، وهم ابناء رحمها، "هل من خبر؟" سأل سليم عندما وصل الى حيث اخوته، ليهز كهرمان رأسه نافياً، لكن سرعان ما اتى الخبر، حيث لم تمر نصف ساعة حتى خرج احدهم اليهم بخبر "بخير، وضعا مستقر، سننقلها لغرفتها بعد قليل" تبع كلامه القليل من الهدوء والكثير من الصمت، دوامات ترمي كل من الاخوة في جرف يختلف عن الاخر، هي بحالٍ جيدة، متعبة قليلاً لكن يبدو انها سعيدة برؤيتهم حولها، في اليوم الثالث اجتمعوا في مكتب الطبيب الذي طلب حضور ادريس خصوصاً "تسببت النوبة القلبية بضرر جاد في عضلة القلب، يعني باللغة السهلة فقط 30% من عضلة القلب تعمل بشكل طبيعي والباقي لا، مما قد يؤثر على جودة الحياة" رد ادريس "يعني؟" "تكلمت مع طبيبها الذي كان يعالجها في مشفى الأمراض النفسية، ووضعنا خطتين للعلاج، واحدة في ذات المصحة، والاخرى والتي نفضلها، هو ان تكمل علاجها في بيئة تساعد في ذلك" رد جومالي "تقصد البيت" اومئ الطبيب فيما تبادل جميعهم النظرات، "لكن هناك خطر على حياة ابني الخامس" "لتدارك الامر، يجب ان يتم فصلهم اول يومين وبقاء احدكم بينهم" كان ابناءه ينظرون اليه عله يعطيهم جواباً بالموافقة، فنظر ادريس للارض مجيباً "كم تصرون، حسناً ليحصل، لكن سيبقى صالح تحت وصاية الجميع" رد جومالي "انا ابقى معه في منزله اول فترة" رفض ادريس مجيباً "انت في المنزل، انا لا أستطيع الاجتماع بها في ذات البيت الان" اومئ الاخر "كما تريد" وخرجوا من المكتب ليفترق كهرمان الى امه وسليم الى ابنه، وبقي الاخران مع والدهم، تسأل جومالي "واين صالح؟ الم يأتي معك يا ابي؟" اومئ الاخر "بلا، لكنه ذهب ليرى اندريا" رد جومالي قلقاً "هل حصل شيء؟" "يوك، يعني فحوصاته الروتينية" "اها فهمت، لاذهب واراه اذاً، فيما نرتب لخروج امي اليوم ايضاً" "ممكن" انسحب ادريس ليلحق بسليم، ليطمئن على حفيده...
في مكتب اندريا، دخل صالح حاملاً كوبين من القهوة، اعطى واحداً لطبيبه وابقى على الاخر فيما جلس مكانه على الكرسي مقابل اندي يرتشف القهوة "شكراً" "العفو، ايه ماذا خرج معك؟" رد الاخر بنبرة غريبة "لاول مرة تكون فحوصاتك جيدة هكذا" "ولماذا تتكلم وكأن الامر لا يعجبك؟ ام يجب ان نبقى في فراش المشفى حتى يعجب الطاقم الطبي، توبة يا ربي، انتم اساساً تكسبون رزقكم بمرضنا" ضحك الاخر مجيباً "قلت ذلك مستغرباً كونك تعشق المصائب، فقط لا غير" رد الاخر متذمراً "الا يكفي اخوتي وانت ايضاً!" ونهض قاصداً الخروج ليوقفه ضحك الآخر مجيباً "الى اين؟ اصبحت حساساً جداً مؤخراً صالح" امسك الاخر بيد الباب "اذهب، ما هذا كلكم تتنمرون علي" نظر له اندريا بجديه "ما بالك؟" عاد الاخر ليجلس مكانه "لا شيء" نظر له اندريا بقلق "هل انت متأكد؟" تنهد الاخر مجيباً "لا لست" "ماذا هناك؟" "سأخبرك، لاني قد أحتاج مساعدتك في شيء ما" نهض مغلقاً الباب بالمفتاح، وعاد ليجلس مقابل طبيبه "هل تذكر لقائنا مع اكوبين" "تقصد اختطافنا وانت من التقى به" "يعني، اجل ذلك اليوم" واكمل "طلب اكوبين مني شيء سيبعثر الاجواء قليلاً" اعتدل اندريا جالساً "ماذا طلب اكوبين؟" "اعطني ورقة وقلم" ابعد جميع الملفات الموجودة ما على مكتب الطبيب وبدأ شرح ما طلبه اكوبين...
في غرفة المشفى، تجلس سلطان على الكرسي الجانبي وبالقرب منها كهرمان، تتحسس وجنتيه كأنها تراه للمرة الاولى امامه "انت حي" اومئ الاخر ايجاباً "اجل" "فارتولو الم يقتلك؟" "لا لم يفعل، ثم اسمه صالح" "مهما يكن، المهم انك هنا" تبتسم في وجهه وكأنها ترى نجوم السماء تتساقط على الارض، حتى دخل باقي ابناءها دون ان تستوعب ذلك، "هيا انتهى وقت الزيارة" هتف جومالي لكهرمان ليسمع والدته تتكلم معه "الا زلت غاضباً مني؟" اكتفى الاخر بابتسامة مصطنعة وبقي مكانه تظاهر بانه لم يسمع اي شيء، لتعود الاخرى وتكمل "اعتذر يا جومالي، لم اكن بوعيي عندما فعلت ذلك، لم اقصد ايذاك هكذا" ضحك الاخر فيما رد ياماش "بالطبع لم تقصدي، لم تقصدي ايذاءنا نحن، فنحن ابناء رحمك، لكن قصدتي ايذاء صالح، هو من يجب ان يسمع اعتذارك" ردت الاخرى بنبرة مترددة وغيرت الموضوع "اعلم ذلك، لماذا لم يأتي والدكم؟" رد سليم "انه عند اكين" لترد الاخرى بقلق "وما بال اكين؟" تنهد سليم وجلس على الكرسي ممسكاً بمكان اصابته فهو لم يشفى تماماً بعد، وبدأ شرح حال ابنه كونه يعلم ان والدته لا تعلم بما حدث، وشرح كل شيء منذ البداية، كانت الاخرى تتفاعل مع كل حدث، وكأنه حدث للتو، تبدو طبيعية اكثر من السابق، ربما تتصنع، وربما حقاً ما كان بها هو خلل في هرمونات دماغها فقط.
في حديقة المشفى، يجلس ادريس يحتسي الشاي مع ايمي، فيما كان شارداً في عالمٍ اخر "الن تذهب لرؤيتها، انها ام اولادك بالنهاية" "يوك، لا اريد رؤيتها، ليس الان" "وما قررت بشأنها؟" وضع ادريس كأسه على الطاولة "لا استطيع الرفض، خاصةً بعد ما حدث، وصالح لا يعارض، مع اني لا اخاف بل ارتعب من تبعات هذا الامر، اشعر وكأن هناك مصيبة ستأتي الينا، ونحن سنأخذها بالاحضان" "تفائل خيراً يا ادريس، لربما ستتحن الامور وتتقبل سلطان وجوده" "ان شاء الله" حاول تغيير الموضوع مع قدوم صالح "اين انت الى الان؟" نظر صالح لوالده "عند اندريا" "وبماذا كنت تشغله عن عمله؟" "الم اجري بعض الفحوصات لاجلك ذلك" واكمل متذمراً "متى ستتوقفون عن معاملتي كالطفل توبة يا ربي، لقد اصبحت رجلاً منذ زمن طويل، حتى انني لا اتذكر كوني طفلاً" ارتسم على وجه والده علامات الحزن ليجيبه ايمي "اولوم، والدك يقلق عليك فقط، ثم لما لا فهو لم يكن جزءاً من حياتك حتى فترة متأخرة، لا تأخذ الامر بحساسية زائدة" اومئ الاخر متفهماً وجلس بجوار ابيه معتذراً "اعتذر بابا" "على ماذا؟" "على كوني سبباً يتسبب بارتفاع ضغطك" اغمض الاخر عيناه ضاغطاً على فكيه "صالح" "ها بابا" "انهض من جواري" "لماذا؟ (اكمل عندما اخذ من طعام ايمي ووضعه في فمه فيما كان الاخر يراقب) شي بابا، صحيح هل اخذت قرارك بعد؟ بخصوص سلطان هانم؟" "ما هذا!" رد الاخر ببرودة ممزوجة باستغراب "عن ماذا تتكلم بابا؟ ماذا ما هذا" نظر ادريس لايمي ليجد الاخر يضحك واعاد نظره لابنه "هل يعجبك اصطناع الغباء؟ كادت تتسبب بموتك، وانت تقول لتعود الى البيت، هل تريد سحب مشنقتك بيدك؟" "يوك، ليس هكذا، بابا، انا عشت الم فقدان الام والعيش بدون ام، لا اريد هذا لاخوتي وهي على بعد بضع كيلومترات.." قاطعة ادريس الذي نهض غاضباً "لتفعلوا ما تريدون، لكن، ها انا احذرك، ان حصل لك شيء بسببها فانا لن اتدخل، اكتب على قبرك مات بسبب غباءه" انهى كلامه وذهب ليلتفت صالح لايمي "لماذا هو غاضبٌ هكذا؟" "هل تسمع اذنك ما يخرج من فمك صالح افندي؟ هيا اعطاكم حرية التصرف، لنرى ما سيخرج من يدكم، هيا نحن سنعود الى الحفرة" نهض وبقي صالح خلفهم ابتلع ريقه ونظر للسماء متمتماً بدعاء يطلب العون من الله، رفع هاتفه فيما ارسل رسالة فحواها ان الخطة تجري حسب المطلوب...
مضت ثلاث ايام وعادت سلطان سيدة قصرها، انسحب صالح لبيته، وبقي بجواره ابناءه وسعادات وميدات، كان يجلس على الشرفة يحتسي قهوته، وفي المقابل بيت والده، يرى سلطان تروي الزرع وكأنها لم تغب عن المكان ابداً "اخرجتك من بيت والدك مجدداً اليس كذلك؟" اتى صوت اخيه الاكبر من جواره واكمل "كأسك برد وهو على الحافة هكذا" ابتسم الاخر مجيباً "اعرف، انه الثاني اساساً" "لازال الوقت باكراً" نظر صالح لساعة يده "لماذا استيقظت في هذه الساعة، ولماذا انت هنا اساساً" صمت الاخر ونظر لصالح "اتيت للاطمئنان على اخي، كيف حاله يا ترى؟" رد الاخر ساخراً "يستمتع بالهدوء دون شجار وتدخل اخوته الذين لحقوا به الى بيته" الا ان الاكبر ابقى نبرته جادةً متجاهلاً اخيه "حقاً صالح كيف تتقبل انت هذا الامر، اعرف انت من كان يشجع، لكن انت اكثر من تضرر من وجودها حوله" نظر صالح لاخيه وجلس فيما اجاب اخيه "من انا حتى احرمكم من والدتكم آبي، الا ارى انا لهفة كهرمان عليها، اشتياقكم لها، هل انا اعمى حتى لا ارى! آبي، انها والدتكم، هي اقرب مني اليكم، لتبروا بها، ونجد حلاً لي لاحقاً" ابتسم جومالي وجلس مقابل اخيه "وانت تعود لصف لاعب الاحتياط!" ضحك الاخر فيما رفع كتفيه "مكاني لطالما كان هناك، لن يفرق معي كثيراً" "لا تتكلم هكذا" "اننكر كون هذا هو الحقيقة؟، اي يكن، لقد جعت هيا لنذهب ونحضر خبزاً ساخناً للافطار" حمل سترته وخرج فيما راقب جومالي طريقه، تقهره حاله، لكن كلامه حقيقة، فحياته تترجم الحقائق التي ينطقها...
بعد ايام، وعلى مائدة الافطار "ياماش اولوم، لتنادي اخيك وعائلته لنتناول الافطار سوية، التفت اليها الجميع "من تقصدين؟" سأل جومالي لتجيب الاخرى "صالح، من سيكون، والدك عنده اساساً لتناديهم سوية" نظر الموجودين لبعضهم فيما نهض ياماش منطلقاً الى بيت صالح "امي تنتظركم على الافطار" ليرد صالح فوراً بتردد "هل انت متأكد؟" "اجل هذا ما قالته" نظر كلاهما لادريس ليجيب "كما اخبرتك بالضبط يا صالح، ان حصل لأيٍ منكم شيء انا لا دخل لي" تدخلت سعادات مجيبةً فيما مسحت يديها من اثار صابون غسيل الاطباق "لكننا تناولنا افطارنا للتو" عادوا ليحدقوا في وجوه بعض ليقاطعهم ادريس انا لاخذ الاولاد ونذهب للحديقة وانتم حلو امركم بينكم" اكملت سعادات "لنذهب اذاً، هيا" تردد صالح ليدفعه ياماش امامه، حتى وجد نفسه امام سلطان، جلس بجوار ياماش، فيما اقتربت سعادات من المرأة التي ربتها (ربتها لتكون شغالة البيت😒) "متى ستعود الى البيت مع ابناءك؟" سألت سلطان وهي تنتظر اجابةً من صالح "يوماً ما" رد الاخر فيما يشعر من داخله انه يود الهرب لكن شيء ما يربطه لربما يجاول خنقه ايضاً، استمر حالهم هكذا لعدة اسابيع، قبل ان ينشئ جومالي مدخلاً مشتركاً لغرفته وغرفة صالح، ثم مدخل غرفهم، يريد ان يضمن عدم دخول اي شخص الى غرفة اخيه والعبث بشيء، فهو بذاته لا يضمن امه، فكان لابد من اخذ جميع الاحتياطات، واصر على جلب اخيه لجواره، ليبقي عينه عليه، فلا يرتاح قلبه بابتعاد ابن ابيه من امامه.
بعد مرور فترة وجيزة، كانت سلطان تطل على حديقة المنزل باكراً، فترة ما قبل شروق الشمس في ذلك اليوم، لتجد كهرمان يجلس وحيداً هناك "صباح الخير اولوم" التفت ليجد والدته امامه، مسحت على كتفه وجلست بجواره "ما الذي يسرق النوم من عينيك؟" شرد الاخر للحظة واجاب "لا اعرف، استيقظت ولم استطع النوم، ذات الحال منذ فترة طويلة" "تحاول الهرب من شيء لكنك لا تستطيع، اليس كذلك؟" نظر الاخر باستغراب لتكمل سلطان "ماذا حصل لعائلتك يا كهرمان؟" شرد الاخر ولم يعي عن ماذا تتكلم والدته "اي عائلة؟" "زوجتك نيدرات، وابناءك اكشين واجار" شرد الاخر وكأن عقله لا يعمل، لا يتذكر اي من ما حدث، تماماً كما يحصل مع بضع حالات اضطراب بعد الصدمة حين يخبئ الدماغ ذكريات سيئة جداً ليحمي نفسه من عواقبها، شرد كهرمان، وكأنه بدأ يستوعب ما يحصل لتوه، لينطق بعدها باكياً "انيه! لقد قتلت ابنتي، لم كن اعرف، لم افكر حتى، لقد قتلت فتاة لم تكمل التاسعة عشر من عمرها، هل انا بلا رحمة لهذه الدرجة!" مسحت الاخرى على ظهره واكملت "انت فقط تهرب من حقيقة الامر ولا تواجه، بل لا تريد مواجهتها، لا تتجرأ على ذلك، تحتاح ان يصيغ لك احدنا ما حصل، وما صلتك به حتى تصدقه، وكأن عقلك يخبئ كل ذلك لانه يريد حمايتك، فحقيقة الامر انك لم تكن موجوداً لحماية زوجتك، لم تقم بحماية ابنك، وقتلت ابنتك، هذه هي الحقيقة يا بني ويجب ان تتعلم كيف تتعايش معها" نظر الاخر لها بتوهان "لكن.." "لا يوجد لكن، ما حدث قد حدث ولا يمكن تغييره، هذه هي الحقيقة التي تهرب منها، يجب ان تتقبلها حتى تستطيع النوم على الاقل" ربتت على كتفه ونهضت لينهض الاخر خلفها ببضع دقائق وخرج من البيت..
بضع ساعات مرت ودبت الحياة في ذلك البيت، اجتمع افراد تلك العائلة على ذات المائدة، فلا يسمع الا صوت طرق المعالق، ليقاطعهم صوت صراخ ياماش، الذي بدا وكأنه يشاهد مباراة وفريقه احرز هدفاً، دقائق وجلس مكانه على المائدة، ليسمع والده يتسائل "ما بالك تصرخ وكأنك وحدك بالبيت" ابتسم الاخر واكمل "يوك بشي، فقط سنرزق بطفل اخر" "ماذا!" هتف صالح ليكمل مهنئاً الاصغر "هل سيأتي ياماش اخر يبكي! ويكتمل الفريق، كيف سنحتمل بكاء ثلاثة منك!" ضحك الاخر مجيباً "كما نحتمل وجود ثلاثة نسخ كثيرة الكلام منك، ذات الشيء" ليتذمر الاخر "اساساً قلبتم الفتى علي، يحتاج تربية من جديد، كله بسبب جومالي آبي" رد جومالي عليه "لتربيه اذاً، الفتى يتنقل من يد الى اخرى" صمت الاخر وسعل محاولاً تغيير الموضوع "اذا ياماش افندي، ماذا ستفعل؟" نظر الاخر لوالده "بابا هل نستطيع اضافة طابق اخر الى البيت؟" نظر له ادريس بطرف عينيه مجيباً "اذا كان سيبكي كثيراً مثلك، لتأخذهم وتعيشو في الملحق" واكمل بجدية "لتسأل مهندساً وهو يرد عليك بجواب ان كان البناء يحتمل طابقاً اخراً" "لا مشكلة، نضع طابقاً فوق المكتب ونمده الى البيت، ونقسمه غرف للاطفال" رد جومالي "لان وهل البناء على مزاجك، لتستشر مهندساً وهو يدلك كيف توسع غرف للاطفال، اين كل من سليم وكهرمان؟" ردت سلطان "سليم لم يعد من المشفى بعد، وكهرمان خرح قبل بضع ساعات" "اها، فهمت، هيا لتستعد لنذهب للمشفى نحن ايضاً" ابتلع صالح ما في فمه مجيباً "لماذا؟" "فحوصاتك الدورية، ان تناسيت انت انا لن انسى، يجب ان تجري فحوصاتك كل فترة ونحن تأخرنا اساساً" "لكن، لا يجوز يجب ان اكون صائماً وانا لازلت اتناول طعام الافطار" "لان صالح، هل نذهب لتجري فحصاً للسكر والدهنيات!، فحوصاتك لا يلزمها صيام، هيا، اساساً افضل لن تصاب بالدوار بعدها" تذمر الاخر "لنذهب غداً" فاجابه والده "استمع لاخيك يا صالح" "لا تجادل" "اوف، تمام، كما تريد" وانطلقا فور انتهاء مائدة الافطار، فيما اتجهت النساء لمطعم الفقراء، وقفت سنا امام لافتة المكان "يجب ان نغير اسم هذا المكان، ليس لائقاً وكأننا نشهر بمن يتناول الطعام هنا، لنسميه مطعم عائشة او آكشين" لترد سلطان "ممكن، هيا لنفتتح المكان مجدداً ثم نرى"..
في المشفى، وبعد انهاء الفحوصات، اتجه كلا الاخوين الى قسم العناية المكثفة، توقف صالح فجأة ومنع جومالي من الاقتراب "انظر انها ذات الطبيبة" "اي طبيبة؟" "الا تذكر؟" "لا اذكر ماذا يا صالح للتكلم بوضوح، انها طبيبة اكين" "بالضبط، وتمضي الكثير من وقتها عند اكين عندما يكون سليم لوحدة هنا" "الى ماذا ترمي يا فتى؟" "هل ممكن انها؟.." قاطعه جومالي "اصمت لان، هل هذا وقت العشق! الفتى ابنه اصبح كحبة البطاطا لا ينهض من ذلك الفراش" "يا آبي! لا تتكلم هكذا، ماذا بطاطا وما شابه! هيا امشي لنذهب ونراه" "متى تصدر نتائج فحوصاتك؟" "غداً او بعده" "لماذا؟ لا تتاخر بهذا القدر بالعادة" "لان الفحص غير مستعجل" "اهااا، امشي امامي اذاً" وانطلقا بطريقهم الى حيث سليم "السلام عليكم" اومئ كل من سليم والطبيبة بجواره، مد صالح يده ليصافحها "هل انتي الطبيبة المسؤولة عن اكين؟" نفت الاخرى "يوك، لدي مريضة في الغرفة المجاورة، ابقى بجاورها عندما اكون متفرغة" "اها، ما اسم حضرتك؟" رفعت الاخرى بطاقة التعرف المعلقة على جيب لباسها "كارينا، كارينا يلماز" رد الاخر "صالح كوشوفالي" تغيرت ملامحها قليلاً لتهتف "ام انك صالح ذاك الذي اختطف اخي بسببه!" "لحظة من اخوكي؟" "اندريا، طبيبك" ضحك الاخر مجيباً "العاقل لا يجدنا والمجنون يعثر علينا بسهولة" ضحكت الاخرى "لا ادري من العاقل فينا انا ام انت!" تذمر صالح "حسبي الله، كنا بواحد واصبحنا باثنين، المهم هل من جديد بحال اكين؟" تنهد سليم فيما هز رأسه نافياً "لا جديد، بل يتوقعون ان تدوم هذه الغيبوبة لسنوات وليس اسابيع" تغيرت ملامح الاخوين فيما انسحبت كارينا "هل انت جاد؟" "هل هناك مزاح في هذا الموضوع؟ هذا ما قاله الطبيب قبل قليل" لن تكفي الكلمات لتعبر عن الخيبة التي حلت على ثلاثتهم ليحاول صالح تغيير الموضوع "منذ متى تعرف اخت اندريا؟" "عدة ايام" "هل هي عزباء؟" نظر سليم له لا يعلم هل يجيب ام لا، ليتصرف جومالي سريعاً "صالح، الى البيت قبل ان تتمادى اكثر" ثم التفت الى سليم "هل ستأتي؟" "يوك، ليس الان، لدي عمل بعد قليل ذاتاً" "تمام نلتقي بالبيت" مشى جومالي دافعاً صالح امامه "امشي، قال عزباء، الله الله وماذا تريد بحالتها الاجتماعية" "آبي، يعني سليم، تعلم حاله" "اعرف، اييه وماذا تريد بحاله؟" "يا آبي، يعني، هو وكارينا، كارينا وسليم، لربما" وشبك سبابتي يديه ببعض ليضحك جومالي مجيباً "توبة يا ربي، الفتى لم يتخطى ما حصل لعائشة وانت تريد ربطة باخرى، ومن اخت اندريا، مصر على توريط هذه العائلة في مشاكلنا" فتح باب السيارة لحظة وصولهم ودخل مكملاً "لم يبقى الا ان تعمل خطابة، لاحضر لك عدة أشياء حتى تصنع حجابات وشعوذة ايضاً، تربط هذا وتزوج ذاك" ضحك الاخر مجيباً "والله عمل مربح يا اخي، ننصب على الجميع ونجمع اموالهم" "لان انظر بماذا يفكر، اصمت ولا تتكلم" "لكن حقاً، هل نستثمر.." قاطعه الاخر فيما رمى ما وجده امامه عليه، ليقابله الاخر ضاحكاً...
بعد مرور عدة اسابيع، كل شيء يجري بسلاسة، لا توجد مشاكل الى الان، لا يجتمع صالح بسلطان الا بوجود احد اخوته او والده، وذات الشيء مع ابناءه، كان صوت النساء يأتي من الدرج الذي يتوسط البيت، فيما كان ياماش ينتظر بالاسفل "سنا، هيا سنتأخر" "انا قادمة" هتفت فيما كانت تتناقش مه سعادات لانها ستترك اياز في عهدتها خطت قدمها اول خطوة، ليعلق ثوبها في نتوء في الجدار، فتزل الخطوة الاخرى، وتسقط متدحرجةً على عدة درجات، تعالت اصوات النساء وخاصة صوت والدته فهرع ياماش سريعاً اذا حيث سنا، التي نهضت تشكو من قدمها "ماذا حدث! هل انتي بخير؟" هتف ياماش سريعاً فيما كانت الاخرى تمسك بكاحلها وقدمها "مؤلم" التفتت الى ياماش "لا اعرف، لكن قدمي تؤلمني جداً" وسرعان ما اتت سلطان وكانت قد حضرت نفسها "الى المشفى سريعاً يا بني" فحملها سريعاً والى المشفى، تحت انظار الجميع، لم يستوعب اي منهم ما حدث رغم ريبة الامر، ساعتين وعادوا الى البيت، كانت سنا ترتكز على ياماش، وتعرج من ساقها المصابة، اقترب ادريس قلقاً متفقداً اياها "هل انتي بخير يا ابنتي؟" اومئت الاخرى مجيباً "التوى كاحلي فقط، ويوجد شعر صغير في عظمة الكاحل" "والطفل؟" "بخير لا داعي للخوف فهو عنيد كوالده" "الحمدلله" مسح على كتفها واكمل "لتنتبهي لخطواتك يا ابنتي، لا ينقصنا حوادث، خاصة انك مسؤولة عن روحين وليس عن نفسك فقط" ضحكت الاخرى "علقت ملابسي بشيء لهذا حدث ما حدث" نظر ادريس لياماش "لتحل الامر، وتستعد للذهاب مع اخوتك" واكمل قاصداً النساء "لتعتنوا بها حتى تستعيد عافيتها" ردت سلطان سريعاً "سأبقيها تحت عيني، لا تقلق عليها" لم يجب ادريس واكتفى بهز رأسه، ثم التفت الى من بقي من ابناءه "هيا لنخرج ونرتب امر اللقاء مساء اليوم، ستذهبون اربعتكم" ليرد جومالي"لكن بابا الحي سيبقى فارغاً هكذا" "الا اكفي انا!، (نظر له بحدة) اتصل بكهرمان لترى اين اراضيه" واشار له فيما انطلق امامهم، كان صالح يراقب بهدوء، بل بريبة، يشعر وكأنه يعيش في مسرحية، تدور في عقله افكار كثيرة (هل حقاً كان دواء سيحل كل مشاكلنا؟ ام ان هناك لعبة تجري وانا لا اعلم بها، ثم انظر كيف عادت لتكون جزءً مهماً من حياة اخوتك، وتتعامل معك بسلاسة غريبة، انا حقاً لا افهم ما يحدث) ليخرجه من جموده جومالي ساحباً اياه "هيا لنذهب" ثم صرخ باعلى صوته "بيبي، هيا سنتأخر" صمت حين سمع صالح يتذمر "فجرت طبلة اذني" "اصبحت تسمع اذاً! اتكلم معك منذ مئة عام وانت شاردٌ في غطاء الطاولة" رد الاخر ساخراً "يوك، فقدت حاسة السمع حقاً" "حقاً، هيا لنذهب" "من سيأتي معنا؟" "انتما وانا وسليم" ليتسائل ياماش فيما يفتح باب البيت "وكهرمان آبي؟" "انه في مكان بعيد، قال ان امي ارسلته الى هناك لامر ما لن يلحق، وليعود ويبقى بالحي افضل" "ممكن" وانطلقوا الى المقهى حيث ينتظرهم ادريس...
"متى ستخرجون؟" سأل ايمي فيما يراقب ابناء ادريس يضعون خطة لتدبير احتياطات للحماية بقدر المستطاع، اجابه ياماش"الان" فيما نهض مع الباقين، وانطلقوا في طريقهم، "هل انت متأكد انك لا تريد الذهاب معهم؟" "هل اكذب واقول ان الوقت قد حان ليعتمدوا على نفسم، ام اذهب معهم واكون عبئاً عليهم نظراً لكبر عمري!" مسح ايمي على كتف ادريس واكمل متسائلاً "واين كهرمان؟" "قالوا ان لديه عمل، وما شابه"، في الطرف الاخر من الحفرة، طرقت سلطان باب غرفة ياماش مستأذنةً الدخول "سنا، كيف اصبحتي يا ابنتي؟" دخلت وهي تحمل شوربة وما شابه في يدها، لتبتسم الاخرى مجيبةً "بخير، الحمدلله" جلست سلطان بجوارها "ان احتجتِ الى شيء اخبريني فوراً" "تمام، شكراً لك" "العفو" ابتسمت فيما انسحبت من الغرفة...
في مكان قريب على الميناء، بدا وكأنه مهجور، او بعيد عن الحياة بشكل عام، اصطفت سيارات الاخوة على طرف المكان ينتظرون وصول الطرف الاخر، يعم الهدوء على المكان لدرجة انك ان رميت ابرة ستسمع رنينها، "سأذهب لاحضر شيئاً لنأكله" نظر جومالي الى صالح ورد "الان ليس وقت الطعام" تذمر الاخر "انا اتضور جوعاً" "من اين ستحضر الطعام نحن في مكان معزول عن العالم، إن انتبهت لذلك" "انتبهت، انزل واذهب لسيارة سليم وانا سأعود خلال دقائق، رأيت بقالة في مكانٍ ما في طريقنا" "لان صالح!" "هادي آبي، معك خياران تدعني اذهب لاكل شيئاً ما، او تتحمل هبوط السكر في جسدي، حتى ان اكلتك لن تعترض" نظر الاخر باستغراب "بدأت تتحول اذاً" "اها" ضحك جومالي وشغل السيارة "لنذهب سوية حتى لا تتأخر، لما لم تأكل قبل ان نخرج!" "لقد اعدوا السبانخ والبامية بالبيت، من في عقله يعد هذين الوجبتين سوياً! وانا اساساً لا اطيق اي منهما"... ربع ساعة وعادا الى المكان، ونصف ساعة اخرى حتى وصل من سيشترون الاسلحة منهم، ويرعان ما تم الاتفاق والتبادل، استلمو الاسلحة وانطلق جزء منهم بالبضاعة الى الحفرة، فيما بدأت زخات الرصاص تتساقط من كل حدبٍ وصوب، لكن الغريب انها لم تستهدفهم، بل استهدفت الخصم، فانسحبوا بهدوء الى طرف المكان، لازال المال في يد جومالي، وكيس رقائق الشيبس في يد صالح، ينظرون للاشتباك امامهم، في يدهم السلاح، والمال، وما امامهم فلم ترفيهي، انتظروا انتهاك الاشتباك وانسحاب الطرفين لينسحبوا هم ايضاً بعد ان جمعوا ما بقي ارضاً من الاسلحة...
مر اسبوعين اخرين، كانت سلطان ذراع كهرمان، ساعدته ليتخطى ما حصل، كانت قد ارسلته لشخص بل صديق قديم، مر بشيء يماثل الدوامة التي يغرق ابنها بداخلها، مما تسبب بازدياد قوة علاقته بوالدته، حتى ان علاقتها تحسنت مع الثلاثة الباقيين، فمراعاتها لسنا اي طرف ياماش، عدم ايذاءها لصالح كان طرف جومالي، ومتابعة وضع اكين والعناية به، بل طلبت ان يتم احضاره الى البيت لتعتني به، كان طرف سليم، لكن ما قربهم منها حقاً هو مرضها، تتعب بسرعة، وتسوء حالها بين الحين والاخر، ربما لن يطول بقاءها حقاً، ففي ذات مساء يجتمع الاخوة في القهوة يتبادلون الهموم فيما بينهم "اذاً فحوصاتك جيدة مجدداً" رد صالح وهو يحرك كأس الشاي "اخبرتك، كما ترى انا امامك" ابتسم ادريس مجيباً فيما مسح على كتف عزيزه "ليدم الله حالك من جيد الى افضل" "امين بابا"، اخرج كهرمان خريطة ووضعها امام ابيه، "هذا الجزء اكتمل، بقي الجزء القريب من مياه البحر، وينتهي المخطط" ليتساءل ادريس "متى افتتاح الحديقة اذا؟" فأجاب كهرمان "حديقة آكشين، خلال اسبوع، شي، بما ان يوم الام اقترب لنقيم احتفالاً هناك، في يوم الام، يعني افتتاح واحتفال، عصفورين بحجر" "ممكن" شرد صالح هنا قليلاً لينتبه له ياماش "ان لم تمانع بابناولو" رسم الاخر ابتسامة مصطنعة على وجهه "لا مانع لدي" "ممتاز"، وصل اشعار لهاتفه وفتحة ليجد رسالة تقول (اقترب موعدنا) كلمة كانت كافيةً لتخرجه من عالمه الى عالم اخر مليئ بالكوابيس، اختفى الصوت من حوله وحل مكانه صرير، اعتذر وانسحب من المكان وخرج من المقهى محاولاً السيطرة على أعصابه قليلاً..

سيل دماء  <•••>حيث تعيش القصص. اكتشف الآن