Part 4 - لماذا سأعود انا

522 16 0
                                    


بارت ٤
المصائب لا تأتي وحدة تلوى الاخرى ، فهذه بالذات تجمع جميع أقرباءها وتأتي .كاد يخسر اثنين و هذا الثالث من ابناءه بمدة قصيرة ...
يستيقظ سليم بغرفة مشفى ذات رائحة مواد تعقيم ، يستجمع نفسه قليلاً و ينظر حوله ليجد صالح يقف امام النافذة ينظر للخارج وهو يضع يده بجيبه ، ليقول " كارديش" بنبرة غريبة ..
صالح باستهزاء: ماذا الم يعجبك وجودي سليم : لا ليس كذلك لكن الم تكن بغيبوبة ؟ ام اني انا من دخل غيبوبة ؟
صالح : ماذا تهذي ؟ لا لم تدخل غيبوبة ، فقط نمت قليلاً ..
سليم : نمت ! ماذا حدث ؟
صالح : الا تذكر؟ تعرضت لحادث ..
سليم : سنا ! كانت معي ، هل هي بخير ؟
صالح : بخير ، لا تقلق ... هل انت بخير ؟
سليم : بخير ، لا اشعر بشيء اساساً ، ليصمت قليلاً و يسأل باستغراب شديد " لماذا لا اشعر بشيء ؟"
يقترب صالح من سليم واضعاً يداً ع كف سليم و الاخرى ماسحاً جبهة الاخر ورأسه برقه : سليم ، كارديش انت تهذي فعلاً الان ...
سليم : و انت ! هل انت بخير ؟
صالح : بخير لا سوء بي ...
سليم : لكنك اصبت !
صالح : ماذا ؟
ينظر لصالح الذي كانت الدماء تملئ ملابسه يغمض عينيه و يفتحها ليجد الدماء قد اختفت و يكمل : اصابتك كانت خطيرة جداً ، حتى انك نزفت كثيراً ! انني احلم اليس كذلك ؟ انت لست حقيقياً ...
صالح ينظر باستغراب ، يضع يده ع ملابسه لكن لا يجد الدماء التي اشار لها سليم ...
صالح ممازحاً : هل تعاطيت شيئاً !
سليم : نيه !
يضحك صالح و يقترب منه : هيا لنخرج و نتكلم قليلاً...
بالكاد يغمض سليم عيناه للحظة ليجد نفسه بالشارع و صالح لازال بقربه ...
سليم : حدث هنا ؟
صالح : ايفيت ... سليم عليك العودة بسرعة ... لا تتركهم انهم بحاجتك ...
سليم : ماذا عنك ؟
صالح : ماذا عني ؟
سليم : الن تعود ؟
صالح : لماذا سأعود انا يا سليم ؟
سليم : ماذا يعني لماذا ساعود ! لاجل عائلتك ، لاجل ابنك ، لازال صغيراً جداً ، انه بحاجتك ... لا تحرمه من ذلك ...
صالح : امه بجانبه ... سيكون بخير ... و عن آي عائلة نتحدث هنا !
سليم باستغراب و قلق : و الى اين ستذهب ؟
صالح : لا اعرف ... لكن يجب ان تعود انت الان ... بقيت بعض الامور عالقة سأقوم بحلها ثم اقرر ان كنت سأعود ...
لازال صالح امامه لكن يتغير صوته لصوت ياماش الباكي لتتلاشى صورة صالح من امام سليم : سليم استيقظ رجاءً لا استطيع تحمل كل هذا.
يفتح عينيه بخفوت رؤيته ضبابية ، يركز قليلاً ليرى ياماش امامه يعانق يده و السرير سوياً و بصوت خافت : ياماش !
يرفع ياماش رأسه و ينظر لسليم بعيون شديدة الاحمرار ، دمع عينيه الذي لم ينشف ع حال اخوته ليرحب اخيراً بعودة صديقه و شقيقه ..ياماش بصوت هامس " سليم" و يعانقه بقوة تكاد تقطع نفسه ...
سليم : ياماش ستخنقني ...
ياماش يبتعد معتذراً : اعتذر ،و اخيراً (يتنفس بعمق) استيقظ احدكما ...
سليم : ماذا حدث ؟
ياماش : الا تذكر ؟
سليم يفكر قليلاً و يتذكر تفاصيل الحادث و كيف انقلبت بهم عدة مرات : هل سنا بخير ؟
ياماش : بخير بخير لا تقلق ...
سليم : كم مضى وقت ع الحادث ؟
ياماش : يومان تقريباً ...
سليم : اوف ! يسكت قليلاً ليسأل ، كيف اصبح صالح ؟
ياماش : ع حاله .. حاول الاطباء ازالة الاجهزة عنه لكنه لم يستجب ، ( يتكلم بغصة تكاد تقتلع قلبه ) لم يستطع التنفس بمفرده فاعادو وضعه ع الاجهزة ، سيحاولون مجدداً لاحقاً ... سليم ، وضع صالح لا يعجبني ، كأنه استسلم ، لا يقاوم ...
سليم يتنهد بعد ان تذكر ما رآه عندما كان فاقداً لوعيه و يتذكر كلمات صالح " لماذا سأعود انا يا سليم ؟" و يكمل : اصابته كانت بالغة جداً يا ياماش سيحتاج وقت ليستجمع نفسه و طاقته و صحته ليستيقظ...
ياماش : ليكن ، ليأخذ وقته لكن ليعود ، عائلته بحاجته ، ابنه سعادات ابلا، انا، بابا، لقد هرم الرجل خلال اسبوع ...
سليم : ليعطيه الله القوة كاد يخسر ثلاث ابناء في اقل من اسبوعين ... صحيح ، لماذا انت وحدك هنا ؟
ياماش : ذهبو قبل قليل بقيت سعادات بجانب صالح و انا هنا ، سيأتي جومالي بعد قليل ... لقد اتعبتك و تكلمنا كثيراً ، سأتركك لترتاح ..
بعد عدة ساعات يأتي جومالي و معه عدة رجال بهدف نقل سليم الى المشفى الحفرة والذي يبقى به صالح ... و حدث بالفعل ...
-فلاش باك -
وصل جومالي و ادريس للمشفى خلال دقائق ، مع ان المشفى كان بعيد ، لا يعرف جومالي كيف قاد سيارته للمشفى كيف و اين ركنها ، ليركض للاستقبال بحثاً عن شقيقه و زوجة شقيقه الاخر ...
ليجد سنا تجلس ع طرف احد اسرة غرفة الطوارئ ليركض اليها ...
جومالي : زوجة اخي ، هل انتي بخير ؟ سليم ، هل هو بخير ؟ اين هو ؟
سنا و هي تمسك كتفها بالم : انا بخير فقط رضوض ، لكنهم اخذو سليم لغرفة العمليات ، قالو شيء كسر في الحوض و نزيف داخلي ، لم افهم ...
ادريس يمسح ع جرح جبينها : انتي بخير اليس كذلك ؟
سنا بعيون تدمع من شدة الخوف : بخير الحمدلله...
ادريس يعطيها هاتفه : اتصلي ع ياماش و طمئنيه سيموت الفتى من قلقه ...
سنا : لنطمئن ع سليم اولاً
ادريس : ليسمع صوتك ، خرج من المشفى حديثاً ، لا يجب ان يتوتر ...
سنا : حسناً بابا ، و تتصل بياماش الذي يحوم حول نفسه بالبيت ...و يطمئن قلبه قليلاً "ابقني ع اطلاع ع وضع سليم رجاءً ، تكفينا مصيبتنا في صالح!" "حسناً ، ياماش ، لا تتعب نفسك رجاءً ، لا تقلقني عليك" " كيف لا اقلق و اخوتي يواجهون الموت !" "ستفعل ! لن تدمر نفسك الان لانهم سيحتاجونك ""ايه تمام يصمت قليلاً ليكمل ، الحمدالله ع وجودك في حياتي ، انتبهي ع نفسك ، احبك كثيراً""و انا احبك اكتر يا رجل"
تمر ٣ ساعات ، ليخرج الطبيب متوجهاً لادريس و جومالي و سنا " زال البأس " "سلمت"
جومالي : كيف وضعه ؟
الطبيب : سيكون بخير ، لكن اصابته صعبة قليلاً ...
ادريس : يعني ؟
الطبيب : لقد تعرض لعدة كسور منها كسر في الحوض مزق احدى اوردته مما ادى لنزيف ، استطعنا السيطرة ع وضعه حالياً ، سيبقى بالعناية ل٢٤ ساعة ع الاقل و لنرى بعدها ما سيحدث ... لكن بشكل عام كسر من هذا النوع سيعيق حركته لفترة و سيحتاج المعونة و المساعدة في حياته اليومية لفترة قد تتجاوز الشهر حتى يستعيد قوته ليقف و يمشي مجدداً بنفسه ... زال البأس مجدداً
جومالي : هل نستطيع نقله الى مشفى اخر ؟
الطبيب : ليس الان لتمر ٢٤ ساعة ع الاقل ..
جومالي : ليبقيا بنفس المشفى ، حتى لا ننقسم نحن ، جزء بالشرق و جزء بالغرب، يومئ ادريس بالقبول ...
-نهاية الفلاش باك -
يمر اسبوع اخر ، جروح ياماش تعافت ، صالح لم يتحسن وضعه كما هو ، سليم بدأ يتحرك قليلاً لكنه لا يستطيع الوقوف و يقول الطبيب انه لن يخرج من المشفى قبل ان يستطيع الوقوف وحده دون مساعدة احد ...
و يمر اسبوع اخر ، الغريب ان الوضع مستقر جداً بالحفرة ، هذا الهدوء بالعادة يحدث قبل عاصفة فقط ...
بعد مرور اربع اسابيع تقريباً ع الحادث ،
ياماش في المشفى برفقة والده متجهين لغرفة الطبيب المسؤول عن حالة صالح ... الذين كان قد استدعاهم مسبقاً ، بينما جومالي برفقة سليم ، و تبقى النساء بالبيت قدر المستطاع لاجل حمايتهم ...
ياماش: السلام عليكم ، الطبيب : و عليكم السلام ...
ياماش : لماذا استدعيتنا ؟ هل هناك تطور ؟
الطبيب : سأختصر كلامي ، الاخبار جيدة ، بعد غيبوبة دامت فوق ال ٣٠ يوماً و اخيراً بدأ يعطي ردة فعل ، لقد ازلنا الاجهزة عنه و وقفنا الادوية المنومة ... سننتظره الان ...
ادريس : لم يستيقظ اذاً ؟
الطبيب : لا لم يستيقظ بعد ... لكن عندما يحصل ذلك يجب ان نلتقي مجدداً فحياته لن تكون كالسابق ...
يخرج كلاهما من الغرفة تائهين بين مشاعر الفرحة و الحزن ، يفرحان لتحسن حاله قليلاً ام يحزنان لكونه في غيبوبة منذ اسابيع !
ياماش يوصل والده لعند سليم بينما يتجه لغرفة صالح ، اختفت الاجهزة التي ملئت الغرفة ، بقي فقد انبوب الاكسجين في انفه و المحلول لازال موصولاً بانبوب الذي يدخل صدره ... و اجهزة المراقبة ذات الاسلاك لازالت ع صدره ايضاً ...
"لقد كنت بنفس حالته هذه و انا بأسوأ حالاتي ، بينما هو هكذا بعدما ان تحسن وضعه !" ياماش يكلم نفسه ، يتقدم و يقف بالقرب من الاخر ، يمسح ع رأسه و يرتب شعره الذي اصبح طويلاً ثم يمسك بيده و يشد عليها "صالح ، لقد نمت كثيراً يا هذا ! ، هيا افتح تلك العينين لنرى" " ان كنت تسمعني حرك يدك او شد ع يدي ولو قليلًا ، ( بينما يبدأ بالبكاء ) إفعل شيئًا ، لا تتركنا هكذا لا نعرف ان كنت ستعود ام انك ستذهب ... " لكن لا رد من الاخر ...
ينهمر الدمع من عيني ياماش " صالح ، لا تفعل ! لا اريد ان اعيش الم اخ اخر لي ! اعرف بالكاد عرفنا بعضنا، لكن لتبقى فقد اصبحت جزء لا يتجزأ من هذه العائلة المشؤومة... فلتنهض ، خلفك طفل لم يمشي بعد ، هل ستتركه و تذهب ؟"
يمسح دموعه بغضب " حسناً تصرف كأنك لا تسمع ، اساساً ليس غريباً ع فارتولو ! " يمسك يد النائم و يقبل جبهته و يخرج ...
يجد سنا قادمة باتجاهه : هل هناك تحسن !
ياماش يرفع حواجبه مجيباً بلا ...
سنا : لما ناداكم الطبيب اذا ؟
ياماش : لنتكلم خارجاً اشعر كأن المكان سيطبق علي ...
يخرجان و تحضر سنا شيء ليأكلاه ، لكن ياماش يرفض قائلاً " لا اشتهي فلتأكلي انتي"
سنا :لن اتناول شيئاً ان لم تأكل ، تصمت قليلاً لتكمل، لا تفعل بنفسك هذا ... لم يكن بمقدورك فعل شيء ...
ياماش يتنهد : اشعر بالعجز الشديد ،اوووف ، احدهما لا يستيقظ و الاخر لا يستطيع المشي بمفرده !
سنا : سيمضي يا ياماش و سيتحسن كلاهما ، صدقني ستمر الايام و ستعاير صالح بطول نومه ...
ليضحك الاخر : لن اسلم من لسانه بعدها ... ان اعطيته كلمة يعطينا عشرة ...
سنا : ليضحك وجهك قليلاً يا حبيبي
ياماش: احمد الله ع وجودك في حياتي ... كيف حاله ؟
سنا : من ؟
ياماش : صغيرنا ...
- فلاش باك -
في غرفة الطوارئ بينما يتم اسعافها ، تعود سنا لوعيها لتجد نفسها محاطةً باناس يلبسون الابيض " اين انا " لتقول الطبيبة : الحمد لله ع سلامتك ، هل تسمعينني ؟
بينما تمرر الضوء ع عينيها : ما اسمك ؟
سنا : اسمي ... سنا كوشوفالي..
الطبيبة : هل تعلمين اين انتي ؟
سنا : بالمشفى ع ما يبدو
الطبيبة : هل تذكرين ما حدث ؟
سنا : كنا بالسيارة و تنهض فجأة بتوتر و خوف ، سليم كان معي هل هو بخير ؟
الطبيبة : سنعتني بزوجك لا تقلقي ...
سنا : اخ زوجي ، شي ايتها الطبيبة ، من المحتمل ان اكون حامل يعني اجريت فحص و كان ايجابياً ...
الطبيبة : فهمت ، لا عليكي ، سأفحصك الان ... بعد مرور ساعة ، تأتي الطبيبة بالتقرير ...
الطبيبة : مبارك انتي حامل ، و كنتي محظوظة جدًا ، خرجتي باقل الاضرار من حادث كهذا ، خدش بجبينك و خلع كتف ، ابقي يدك دون حركة لمدة اسبوع ع الاقل ...
تأخذ التقرير و هي تبتسم كالبلهاء : شي ، ماذا عن سليم ؟
الطبيبة : اصابته داخلية اخذوه لغرفة العمليات ... لكنه سينجو ان شاء الله ، زال البأس ... بامكانك ان تخرجي ...
- نهاية الفلاش باك -
سنا : بل صغيرتنا اريد بنت ..
ياماش : ليكن سليماً و هذا يكفيني ...
سنا : هيا لنذهب عند سليم ، سمعت انه سيخرجونه اليوم او غداً ...
ياماش : حقاً ! و اخيراً خبر جيد ...
سنا : الا اكفيك انا ، ايييه !
ياماش يقبل جبينها و يضمها نحوه : يكفي يكفي ...
يدخلان لغرفة سليم ...
جومالي : كنا سنذهب ، لما تأخرتم هكذا !
ياماش : كنا عند صالح ..
جومالي يخفض نظره ارضاً و يتنهد : لا تغيير !
ياماش يومئ بلا ...
سليم متصنعاً العصبية : ايييه لا تعبسا هكذا سينهض و سيكون بخير و يؤشر بعينيه لسعادات التي تجلس جسداً بينهم بلا روح ،فروحها ترحل كل يوم لا تلتقي بحبيبها ...
يقترب ياماش منها و يقبل رأسها ، لينزل ع مستوى وجهها ليقابلا بعضهما : آبلا ، لا تفعلي هذا بنفسك ، انظري وجهك اصبح شاحباً ، لترفقي بنفسك و بطفلك ...
سعادات : كارديش ، لا استطيع ان اتنفس بعالم صالح ليس فيه ...
ياماش : لكنه لازال حياً ... لازال في هذا العالم سعادات : هايير ياماش ، صالح يضع قدم في هذا العالم و الاخرى عند امه ... يحاول ان يقرر لاي عالم ينتمي ... و لاكون صادقة هذا العالم آذاه كثيراً ...
ياماش : لا تقولي هذا يا اختي ... انظري هذا وحده يكفي لاعادته الينا و يحولا نظرهما لادريس الذي اختفى من مكانه ...
سعادات تخاف و تصاب بالهلع و تتسارع نبضات قلبها و تبدأ بالبحث بجنون و صراخ "اولوم ، اولوم ، ادريس" لتجده بين يدي سلطان التي تحاول تهدئتها ...
سلطان : إهداي يا ابنتي ، انه بخير لكنه بدأ يزحف ذهب باتجاه جده ...
سعادات : ماذا ! تدمع عينها و تأخذ ابنها لتضمه لصدرها ...
ادريس الذي كان يراقب ما يحدث و يتألم لألمهم : جومالي لتأخذ امك و النساء للبيت انا سأمر ع صالح سأعود مع احد الاولاد ...
جومالي : حسناً لكن سأعود ليبقى احد مع سليم و اخر عند صالح ، فقد عادو لمراقبتنا... ينظر لياماش ليبقى مع والدهم ، بينما يومئ الاخر بالموافقة ...
عند صالح ، يدخل ادريس و يقترب من ابنه، يمرر يده ع شعره ثم ع وجهه بهدوء ، ثم ع صدره ليقرأ بعض القران ثم يدعو له قليلاً ، يجلس بجانبه و يمسك بكف يده " صالح ، اولوم ، انا اعتذر ع كل ما حصل ، افكر كثيراً لاني قسيت عليك عندما كان يجب ان احتويك في الفترة الماضية ، فانت تختلف عن اخوتك ، فيك منهم جميعهم لكن قلبك هذا اكبرهم ، تغفر بسرعة ، لو كنت مكانك و عشت حياتك لفعلت ما فعلته انت و لكن لم اكن لاقف ، فما ذنبك لتعيش جهنم تصارع لتبقى حياً بينما من كان بعمرك كان اكبر همه شراء لعبة !" " اولوم ، ارجوك ، انظر ادريس كوشوفالي بذاته يترجاك ، افتح عيناك و عد الينا ، هيا " لكن لا رد ...
يشد مسكته ع يد ابنه و يقبل باطنها ، ثم جبينه " الله احفظه و اعده لنا " و يخرج ليجد ياماش خارجاً ، كان صالح قد حرك يده فور خروج والده لكنه لم يستيقظ بعد كأنه يطلب منه ان لا يذهب ...
بعد مرور عدة ساعات سليم و ياماش نائمان و جومالي يقف خارج الغرفة يشرب كوباً من الشاي و يتمشى ، لتجره خطواته ليجد نفسه امام غرفة صالح ... فيقرر ان يدخل ليجد شخصاً مقنعاً يقف بالداخل " من انت و ماذا تريد ؟"
يلتفت الاخر و لا يجيب ليعود و يكمل ما بدأ فيه ، يلاحظ جومالي ان الاخر يضع 💉 في المحلول المعلق ...
ليصرخ جومالي رافعاً سلاحه : توقف ، ابتعد عنه ، ليتقدم و يبعده قسراً لكن بعد فوات الان " ماذا فعلت ؟ ماذا اعطيته ! "
الرجل لا يجيب و يلكم جومالي يوقع سلاحه و يبعده ليرد جومالي اللكمة له ، يمسكه من رقبته و يحاول خنقه حتى فقد الاخر وعيه مع علو اصوات اجهزة المراقبة ...
يبتعد جومالي عنه و هو يردد " هايير ! صالح ! " و يصرخ " امداد ، بسرعة، لقد اعطاه شيء في المحلول "
تمر لحظات ، كان جومالي يقف بها كجسد بلا روح بينما يحيط بالاخر الاطباء و الممرضات يحاولون اسعافه فكان جل تركيزه معهم لدرجة انه كان يعد معهم عدد ضغطات cpr و عدد حقنات الادرينالين مرت دقائق كانها ساعات حتى استقر وضع الاخر ليأخذ نفساً عميقاً بعد ان اطمئن ان ابن ابيه بخير ...
يدخل ياماش الغرفة راكضاً مرعوباً متجاهلاً الطاقم الطبي بالغرفة "لقد سمعت ينادون ع السماعات التوجه لغرفة صالح ، ماذا حدث"
جومالي يؤشر ع الرجل المرمي خلفه ارضاً " وضع شيء ما في محلوله "
ياماش : نييه ! هل حاولو قتله ! مجدداً ! من الجيد لحاقك به ...
جومالي : لم الحق ، بالكاد انقذوه !
يتوجه الطبيب ناحيتهم و هو يخلع القفازات و ينظر لجومالي : فليخبرني احد ما بما حدث ؟ دخلت لاجدك تتصارع مع ذاك الرجل و المريض في وضع غير مستقر بتاتاً ، كدنا نعلن وفاته ...
جومالي: لا اعرف دخلت ووجدت هذا يحقن المحلول بشيء ، حتى انه كان قد انتهى ...
ياماش يقترب من صالح ممسكاً يده : ما وضعه ؟
الطبيب : سنراقبه لنرى ما هذه المادة و ما تأثيرها عليه ...
جومالي : لو سمحت لا تخبر احداً بامر هذا ( يؤشر ع الملثم ) سنتدبر نحن امره...
الطبيب : حسناً ، لكن لتعرفو بماذا حقن اخوكم ... و يخرج
يتصل جومالي بمتين ليأتي و يحضر معه عدد من شباب الحفرة للحماية حتى يحقق هو مع الاخر ، مرت عدة ساعات لكنه لم يخرج بنتيجة الا باسم الدواء الذي تسبب بتوقف قلب صالح ... يتركه بين يدي شباب الحفرة و يعود ليبقى هو بجانب صالح بينما كان يتساءل "لماذا يستهدفونك انت يا ترى !"
تمر الليلة و قبل ساعات الفجر جومالي يمشي بالغرفة ذهاباً و اياباً ليجذبه صوت مبحوح قليلاً لم يسمعه من زمن "لقد صرعتني بمشيك في نفس المكان"
يتوقف جومالي مكانه و يأخذ وقته ليستوعب ما سمعه و يلتفت باتجاه اخيه النائم ليجده ينظر باتجهاه " ص صالح !"
صالح بصوت متعب : افندم ، انه انا
يقترب جومالي غير مصدق لما يحدث : هل استيقظت يا هذا ! اخيراً ! يضع يده ع رأس الاخر ممسكاً بيده بعد ان تنهد تنهيدة ارتياح طويلة بينما ينظر له صالح مستغرباً ردة فعله هذه ، فهو بالكاد يتذكر ما حدث ...
صالح : ايفيت، هل نمت طويلاً
يومئ جومالي بنعم بعد تجمعت دموع الفرح بعينه ، ليسأله صالح : كم !
جومالي : طويلاً جداً ، لانادي الطبيب و ياماش سيطير فرحاً ... انت لا تتعب نفسك كثيراً ...

سيل دماء  <•••>حيث تعيش القصص. اكتشف الآن