الفصل الثالث

730 44 1
                                    

الفصل الثالث

قصر عاد ضياؤه مرة أخرى وانكشفت غمامة الحزن عنه، زاد أفراده وزادت أيام سعادتهم
انطلقت عائشة تركض كعادتها متخطية الجميع كي تصل لأختها التي عادت اخيرا بعد غياب اسابيع، ارتمت بأحضانها وهي تعاتبها على غيابها الطويل ذلك
-اشتقت لك ماهي، لم غبت كل هذا
ابتسمت ماهي وشدت من احتضان اختها وهي تبرر موقفها
-اعتذر ولكن الزفاف أقترب وكان يجب على أن انهي بعض الأمور قبل الإجازة
حفاوة قوبل بها آدم الجابر ولم لا وهو زوج ابنتهم المحبوب الذي أنقذها من الموت منذ أشهر بسيطة، حضر الجميع لاستقبالهم بباب القصر
احتضنته عائشة بحب أموي عبرت به عن مدى امتنانها له
-أنرت قصر المحمدي آدم
توالت الترحيبات من الجميع بالنسب الجديد وابنتهم الغائبة عنهم بجسدها والحاضرة بقلوبهم دائما، شمل التم بعد غياب سنوات
************



      

************
غزال شاردة زارت أرضه منذ أشهر وتركت خلفها أثرا لن يمحى بسهولة، غادرت تاركة إياه منتظرا بطلته التي لم يشغل باله بلقائها من قبل، كانت حياته أكثر من ممتلئة بالنساء فلم يكن بحاجة للتفكير بقلبه أما الآن فهو منتظر أن تتسلل إحداهن إلى قلبه وتسلبه إياه ولكن التحدي الآن من هي التي ستستطيع فعل ذلك؟!
طرقات على باب مكتبه تبعه دخول مساعده الشخصي
-سيد شاهين، لقد اتصل السيد محمود ليبلغنا بحضور المسئول الجديد عن ملف الشراكة بين مجموعته وخاصتنا
-ومن هو؟
-السيدة علياء الفايد
سيدة فايد أخرى ستأتيه، تأفف حين تذكر هالة وما حدث بينهما، لام نفسه على ما آلت إليه الأمور خاصة بعد زواجها من أكمل الرشيدي، زواج علم أنه عقاب لها على ما أقحمت نفسها به معه
-حسنا، ومتى ستحضر؟!
-بالغد
اومأ لمساعده وعاود التدقيق بالأوراق الموضوعة أمامه إلى أن قاطعه رنين هاتفه النقال هذه المرة
-كيف حالك سيد شاهين؟
أبتسم حين سمع صوتها، فهو أعتقد أن المتصل هو خطيب اخته الصغرى لكنها دائما تفاجئه تلك الغزال
-غزال العرب الشاردة
تعالت ضحكاته حين سمع شهقتها المعترضة على وصفه لها وإتباعها لها باعتراض وتحذير
-احذر سيد شاهين فآدم لن يعجبه غزلك هذا
-اذا ابن الجابر يغار؟
-آه شاهين فهو غيور
تحمحمت بجدية زائفة واردفت حديثها
-والآن لقد أتصلت كي أدعوك لزفافي شخصيا فدعوة الزفاف ستصل قصركم  بصحبة شقيقي
-ألن أراك؟
تمتمات معترضة تبعها صوت رجولي ساخط
-بالطبع سترانا سيد شاهين قبل عودتنا أنا وزوجتي
أُنهيت المكالمة فجأة مما جعله يقهقه على عصفوري الحب، فعلى ما يبدو أن ابن الجابر لا زال يتذكر مطاردته لغزاله ولم يعجبه حديثها معه

************
منذ حضور ابنة زوجها وهي تتجنب الالتقاء بها، اعتكفت بغرفتها لا تريد أن تختلط بأحدا منهم، قد لا تكون حاقدة على الصغيرة فهي الوحيدة التي نجت من وكر الصقور ورفضت الوقوع بشباكهم لكنها تظل ابنة المحمدي زوجها الذي خدعها لسنوات وهي ما زالت ساخطة عليهم بسبب ذلك، انتهت معاناته لتبدأ معاناتها هي حتى تنتقم منهم لأخيها وشقيقتها من قبله
----------------
تركته وانصرفت تلهي نفسها عن غيرته تلك، رغم كونه محق إلا أن شاهين لم يكن أبدا ببالها كي يغار منه لتلك الدرجة، جلست بجوار حوض السباحة كي تهدئ غضبها قليلا لكنه أبدا لم يكن ليتركها
-إذا ما زلت مرحبة بعبارات الغزل منه!
لم تجبه وأكتفت بالصمت فهي تعلم أنه يغار كثيرا خاصة من شاهين الهيثم فهو لم ينس تلك الليلة التي كاد شاهين يقبلها بها والتي كانت سببا لدفعه للاعتراف لها بحبه
جلس مقابل لها وهام ببحور عسلها وراحت كلمات العاشق تنساب من فمه
-أعشقك ملاكي، انتظرت سنوات لأُسمعك إياها وما كنت لأترك أُذنيك تسمع الغزل من غيري خاصة من يجيد استخدام الكلمات يا غزالة العرب
ابتسمت على كلماته المتهكمة تلك فهو حقا طبيبها
-مهما اسمعوني كلمات آدم فلن تقارن بخاصتك، وإن أمطروني شعرا وأهدوني غزل العالم
هدأت عاصفة غضبه وتحولت لهيام ينضح من عينيه وأقترب منها بشوق وهو يهمس بهيام
-أحبك خاصتي
-اعشقك دكتوري
لم تكد تنطقها حتى غيبها معه بقبلة رقيقة بث بها عشقه وفصلتهما عما حولهما فقد ارتاحت نفوسهم أخيرا وانتهت سنوات وحدتهما

رواية( بين مخالب الصقور ٢) / براثن الشاهين( للكاتبة / ايمان المغازى)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن