الفصل الرابع والعشرون
جلست عالية ترتاح قليلا فشهور حملها الأولى مرت بسلام ، مسدت بطنها بيديها بحنية وهي تخاطب صغيرها
-لقد اقترب لقاؤنا صغيري اتمنى أن تشبه والدك كي يكون لدي صقر صغير
نبهتها ضحكات ثائر الذي استند بكتفه على الحائط وظل ينظر لها بهيام يطل من عيناه
تسارعت ضربات قلبها فهي مازالت تصاب بالاضطراب كلما رأته حتى باتت تتساءل متى ستعتاد وسامته هذه؟
اقترب منها وانحني يقبل جبينها وهو يهمس لها بكلماته المعتادة التي يقولها لها كلما عاد من مزرعته التي تأخذ غالبية وقته
-لقد اشتقت لك عالية
-وأنا أيضا ثائر يبدو أن ضرتي قد افلتتك مبكرا عن موعدك
-ضرتك!
-نعم، مزرعتك العزيزة سيد ثائر
-حبيبتي أنت تعلمين أنني لن اسمح لأحد بالاهتمام بها فأنت تعلمين قيمتها لدي
ربتت على كفيه
-اعلم ثائر انا امازحك فقط، فأنا أيضا أعشقها ولولا حملي لأتيت معك بكل مرة كي لا تبتعد عن ناظريرفع كفها لفمه وقبله بحب وهي يدعو الله أن لا يحرمه إياها فهي قد عوضته سنين امضاها وحيدا حتى أتت هي وملئت حياته كلها بقلبها الكبير الذي جعل الجميع يغرم بها حقا
-لقد اتصلت بي ماهي اليوم
-حقا كيف حال العروس؟
تنهدت عالية وهي تقص عليه ما يحدث مع ابن خالها وشقيقتها منذ ليلة زفافهم حتى الايام الفائت، لم تكن عادة ماهي ان تخبر أحدا حول ما يحدث معها لكن عالية مقربة منها ومن زوجها مما جعلها تطلب مشورتها
-يا إلهي، شقيقتك قوية حقا كيف تحملت خبرا كهذا بيوم عرسها
-ماهي لطالما كانت عاقلة لكن ما حيرها حقا تصرفات آدم
-لا، فهو يحاول أن يجنبها مشاكله ظنا منه انها لا تستحق كل هذا التعقيد ببداية حياتها معه
-حقا!
-نعم، اجعليها تنهي عقابها ذلك وتعود للتحدث معه فالمسكين لابد أن عقله قد ذهب
ضحكت عالية وهي تتخيل مظهر آدم المشعث وذقنه الغير حليقة بسبب هجر زوجته
-يا إلهي آدم لقد نلت جزاؤك حقا على يد هذه الصغيرةطلبت من بنات عمتها أن يحضرن خبيرة التجميل لها بالمنزل لتعمل على تجهيزها قبل الزفاف بفترة وسط سعادة الجميع الذين ظنوا أن الامور بينها وبين خطيبها قد استقرت، لكن ما فاجئ علا هو قرار عائشة بقص شعرها!
-هل جننت عائشة فهاشم سيفقد عقله فأكثر ما يعشقه بك هو شعرك
ابتسمت عائشة ساخرة وأمرت المرأة أن تنفذ طلبها فهذا ما جعلها بالأساس تصمم على فعل هذا هو عشق هاشم لخصلاتها الطويلة
التي لطالما تغزل بهاهمست علا للخبيرة بأن تماطل قليلا حتى تعود هي وخرجت على عجل تبحث عن هاشم فهو الوحيد القادر على جعلها تتراجع عن قرارها هذا
-هاشم انجدني عائشة قررت قص شعرها
-ماذا!
صاح بها وقفز من مقعده يذرع الأرض حتى وصل لغرفتها وأمر الجميع بالمغادرة، نسي ما حدث، نسي بعدها عنه ولم يفكر فقط غير بشيء واحد انها ستفرط بآخر شيء بقى له منها
-ما الذى تفعلينه عائشة؟اجابته بلا مبالاة
-اقص شعري
-ومن سمح لك بهذا؟
-ومن له أن يسمح أو لا؟
-أنا، فهذا اخر شيء تبق لي منك
-لا لم يتبق شيء هاشم ولا تنس ان هذه الخصلات فردت على فراش رجل آخر
استفذته كلماتها فما كان منه إلا أن امسك بالمقص وجمع خصلاتها بيديه وقصها للمنتصف وسط تفاجئها الذي لم تستطع أن تخفيه
حين انتهى رمي المقص أرضا ورفع خصلاتها أمام وجهها وهو يهدر بها
-والآن قد عاقبت نفسي بحرماني منه بيدي
غادر الغرفة وتركها لا تقو على الوقوف حتى وانهار وهي تبكي على ما وصل اليه حالها فحتى تظاهرها بالقوة الذي لطالما اتقنته لم تعد قادرة عليه الآن
ربتت علا على كتفها وهي تراها بهذا الشكل، خصلات شعرها التي امتازت بها عنهن جميعا قد قصت بطريقة فظيعة وهي لا تعلم مال الذي حدث لقد جلبت هاشم ليقوفها وحين خرج كانت خصلاتها المقصوصة بيديه وهو مغادر!
-ما الذى يحدث عائشة؟ لم كل هذا العناد!
-لقد خسرته علا
-لا، فهو يعشقك فتاتي ربما لم يحب أن يراك تقفين أمامه بعناد هكذا، والآن هيا لنجعل ساري تضبط خصلاتك المقصوصة هذه لقصة مغرية ستجعلك تنتقمين منه
سكتت عائشة فابنة عمتها لا تعلم ما يحدث، لقد قطع بيده آخر خيط يربطهما، فشعرها الذي قصه كان يحمل الكثير من الذكريات لهما والآن حرمت منه، كانت تعاند وقد قررت التراجع لكنه انهي الأمر الآن، يبدو أنها ستظل خاسرة طيلة الوقت
أنت تقرأ
رواية( بين مخالب الصقور ٢) / براثن الشاهين( للكاتبة / ايمان المغازى)
Chick-Lit: بين مخالب الصقور ٢ براثن الشاهين كر وفر، عشق ونفور، مشاعر تعطي دون حدود واخرى قانطة بنعمة العشق أفلت الغزال من وكر الصقور، ولكن الهيثم على وشك اقتناص عصفور آخر يغرد في علياءه فهل ستفلت هي الأخرى ام ستقع ببراثن الشاهين هدوء عم حياتهم لأشهر جاعلا من...