الفصل السابع عشر

515 36 0
                                    

الفصل السابع عشر

مرت الأيام رتيبة على الجميع عدا شبابهم، انشغل شاهين بإنهاء عمله كي يتفرغ لعروسه التي ستزف له خلال أيام، لا يزال غير مصدق انه سيتزوج بهذه السرعة فجده لم يدع مجالا لأي تأجيل فقد فاجأه بتجهيز حتى لرحلة شهر عسله!
لم يكن هذا الأمر ما شغل باله لكن ما أرقه حقا هو علاقته السابقة بهالة، كيف سيتعامل مع الأمر وهل سيخبر علياء عنها خاصة انه يعلم أن والدتها تعلم بالأمر فهو لم ينس حديثها معه يوم خطبته لابنتها
-يجب أن تعلم شاهين انك اخذت إحدى عيناي فعلياء صدقني كماء العين رائق لا يشوبه شيء واذا ما تعكر فسد
-صدقيني ساعدتني بها
-اعلم انك ستفعل فعلياء ليست كهالة شاهين
رغم صدمته بعلمها بالأمر وموافقتها على الزواج رغم ذلك الا انها اوضحت تماما موقفها
-أنا اعلم جيدا ان ابنتي ستتزوج من عائلة الهيثم كلها وليس انت فقط، كما اعلم جيدا من انت يا شاهين واعلم من هي هالة
-صدقيني انا...
-ما شفع لك عندي انك كنت متزوج بها، رغم اعتراضي على زواجكما السري الذي لم يعلمه الكثيرون
-هل ماهي هي من اخبرتك بالأمر؟
-وهل تعتقد أن ابنة المحمدي ستوشي بأسرار غيرها؟، ما أعلمه انا علمته بالصدفة شاهين، لكن صدقني ابنتي اذا ما حزنت يوما سترى من هي عالية المحمدي
ابتسم حينها فكم ذكرته بابنة أخيها بكبريائها ووزنها للأمور لكنه لا يعلم هل يخفى الأمر خاصة وأن هالة قد تزوجت بالفعل ام يكتم الأمر

تحاشي الجميع التعامل معه بهذه الايام، تصاعد غضبه للغاية منذ خطبته على ابنة الفايد، فايد أخرى ستخطو لحياته كسابقتها، عملت معه وستصبح زوجته لكن الفارق انه مجبر على القبول
طرقت الباب ودخلت لتجده جالس عابسا يدقق بملف ما موضوع امامه
-صباح الخير رائد
تجمد للحظات قبل أن يرفع رأسه وينظر لها ويعاود النظر بالورق أمامه وهو يجيبها باقتضاب
-صباح الخير علا
طرب قلبها لسماع اسمها من بين شفتيه فهي لم تعتاده بعد، تقدمت وجلست بالكرسي المقابل لمكتبه وظلت تتابعه بهدوء ونظرات والهة
خصلات شعره التي ظهرت بها بضع الشعيرات البيضاء، عيناه الحادتين التي ينظر بها للورق بتركيز شديد وقد عقص حاجبيه
شفتاه التي ضمها معا غافلا عن المسكينة التي تاهت بتفاصيل كاملة كأنه كائن غريب آت من كوكب آخر ليسحرها
رفع بصره قليلا ليراها تنظر له نظرة يعلمها جيدا، تلك اللمعة  كم نظر بهما لكنه ابدا لم يراهما بأعين مسلطة عليه، خجلها الذي لون وجنتيها حين وعت لنفسها لتخفض بصرها بارتباك جعله يلعن بداخله لم كان عليها ان تكون شبيهة لها، لم سيكون عليها تحمل وزر غيرها معه
-رائد
-ماذا تريدين علا؟
-لقد طلبت مني والدتي ان ادعو لتناول الغداء معنا اليوم
-حسنا
-هل انتظرك لنذهب معا ام ستلحق بي؟
-لا، سأنتهي من العمل ولدي موعد بالخارج سانهيه والحق بك
حزنت من رده فكم تمنت ان يخبرها انه سيسعد بمرافقتها لكنها دائما ما تجد منه الصد، منذ حفل خطبتهم الذي مر سريعا حين تحجج بتعبه وغادر مسرعا
-حسنا رائد لكن لا تتأخر فشاهين سيحضر و...
-ماذا؟
-شاهين خطيب علياء سيحضر هو الآخر
لم تفهم سبب عداءه الشديد لشاهين الهيثم رغم ما سمعته عن كونه صديق مقرب لثائر شقيقه، كانت تظن ان سبب عصبيته هو خطبتهم التي ربما أجبره والده عليها فهو حديث مال بالنهاية كما فعل والدها حين اعترضت والدتها على الزيجتين، لكنها كلما ذكر شاهين تغضن وجهه وحاول الا يجتمع مع بمكان ابدا وهو ما تأكدت منه الان حين سمعت اعتذاره عن الحضور
-ولكن رائد والدتي...
قاطعها بصرامة شديدة جفلت لها
-قلت اعتذري لها علا، وسأمر بكم بوقت لاحق لاعتذر منها بنفسي
غادرت المكتب دون أن تزيد حرفا واحدا فيكفيها اهدارا لكرامتها معه فيبدو ان ظنها انها ستستطيع ان تغيره وتصلح ما افسدته ابنة عمها ما هي إلا احلام وردية رسمتها

رواية( بين مخالب الصقور ٢) / براثن الشاهين( للكاتبة / ايمان المغازى)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن