الفصل التاسع
فرح يلوح بالآفاق جعل قلوبهم ترقص على نوتة موحدة، سعادة عمت النفوس بزواج الصغيرة ولم شملهم بعد سنون غياب
حفل منتظر بفرح عارم بقلوبهم، زواج صغيرتهم التي لم يعلموا بوجودها غير من أشهر بسيطة كانت كفيلة بتغير عالمهم جميعا، قاعة احتفالات زينت بطريقة أسطورية، بداية من السقف الخيالي الذي جلب الليل بنجوم كرستالية بوضح النهار، وصولا للطاولات التي زينت بمفارش حريرية طرزت بخيط ذهبية وكما شقيقتها اصطف عدد من الطيارين بمدخل القاعة منتظرين حضور العروس التي حين أطلت متأبطة ذراع والدها حبست الأنفاس لرؤيتها، أعينها التي شابهت العسل الذائب بطبق حددت حروفه بالأسود فزادها سحرا، خصلاتها التي غزلت بحبات لؤلؤ على ظهرها مخفية باستحياء تحت طرحة من الشيفون المطرز بقطع ماسية رقيقة على الحواف وتناثرت على بقيتها بطول الثوب وصولا للأرضية خلفها التي غطاها طرف ثوبها لعدة امتار، ثوب رسم جسدها بحرفيه واتسع بداية من نهاية خصرها وصولا للنهاية، منكبيها اللتان تركا دون شيء غير بضع خصلات متناثرة من رأسها برقة وزين جيدها بعقد ماسي رقيق زاد بريقه بجمال بشرتها الرائقة، شفتها التي ابتسمت حين رأت أميرها منتظرا تسلمها من ابيها لتكن ملكا له، بدلته السوداء التي زادته وسامه وخصلاتهن البنيه التي صففت بعناية للخلف وابتسامه التي أفرج ثغره عنها حين رأي أعينها الباسم خلف حجابها
برقة تسلم يدها التي وضعها والدها بين يديه بعد تقبيله لجبينها وتمني أن يعيشوا بسعادة للأبد
ما ان امسك يدها رفعها لفمه يقبلها بحب ويضمها لصدره بوله
-مبارك لي اميرتي
-مبارك لي دكتوري
خفتت الأضواء وتوسط العروسين أرضية الرقص وعزفت مقطوعة رقيقة تولت عزفها عالية على الكمان صحبها خالد بالبيانو، انطلق العروسين بخطوات متناغمة أول رقصاتهم كزوجين، انفصلوا عن الجميع وتاها بعالمهم الذي لطالما هربا إليه وحدهما دون احد، عالم تغير طعم التواجد به حين انتميا كل منهما للآخر، فآدم وجد حواءه بغزاله وهي وجدت غايتها بطبيبها الراقص!
استمرت الرقصة للدقائق اصطفت خلالها فتيات العائلة بأثوابهن الزهرية حول العروسين منتظرين انتهاء رقصتهم ليبدأن هن بالرقص احتفالا بالعروس العربية كما اعتدن ولو كن بمدينة الضباب
رغم سعادتها بزواج اختها إلا أن غياب والدتها ازعجها، تحججت بعدم المقدرة على استقلال الطائرة وسافرت لتمضية هذه الأيام بصحبة عائلتها لحين عودتهم
-عائشة، خالد يشير لك منذ فتره أين عقلك؟
تنبهت لقول ابنة عمتها واسرعت بتلبية نداء اخيها الذي ضمها إليه وأسرع ليمسك ال(مايك) ويلقى كلمة على الحضور
-بالطبع زواج ماهي ليس الأول بأسرتنا الصغيرة، ولن يكون الاخير لكنه الوحيد الذي سيقام هنا لذلك سنريكم كيف يكون الزفاف العربي حقا
غمز بنهاية كلامه وأشار للفرقة الموسيقية التي بدأت بعزف موسيقى شرقية وتبعها غناؤه هو وعائشة لأغنية شعبية أثارت ضحك ماهي التي لا تعلم متي حفظها هذا الشاب واتفق مع الفتيات على غناءها معه
توالت الفتيات على الغناء لمقطع من الأغنية حتى جاء دورها هي انهت الأغنية بصوت جعل الجميل يصدم من قوته وجماله! صوت لعب بأوتار الشاهين الذي صدق حدثه ففتاته الصغيرة عندليب مغرد!
أقترب كي يهني العروس التي دعته لعرسها، تتأبط ذراعه والدته التي حرصت على الحضور لغاية بنفسها أرادت أن تصل إليها
-مبارك ماهي
ابتسمت له بصدق فرغم ظنه انه كاد يقضي على حياتها إلا أنه انقذها، فتلك الحادثة جعلتها توقن ان قلبها معلق بطبيبها منذ زمن فكما افقدها وعيها أعاد لها رشدها
-شكرا لك رائد
لم يفهم سبب شكرا هذه لكنها اوضحت له الأمر ببضع كلمات اختصرت بها ما حدث
-لقد كشف هذا الحادث الكثير
لم يكناإحساسه مختلف فقد فاق لنفسه بعدها، عاد لما كان عليه رائد المنصوري رجل الأعمال الذي لا غبار عليه ولكن ما نغص هذه العودة هو وجود ابنة عمتها بالأرجاء فكانت هالة تطوف بذكراها حوله ويدعو الله أنا ان يفيق من تأثيرها هذا
أنت تقرأ
رواية( بين مخالب الصقور ٢) / براثن الشاهين( للكاتبة / ايمان المغازى)
ChickLit: بين مخالب الصقور ٢ براثن الشاهين كر وفر، عشق ونفور، مشاعر تعطي دون حدود واخرى قانطة بنعمة العشق أفلت الغزال من وكر الصقور، ولكن الهيثم على وشك اقتناص عصفور آخر يغرد في علياءه فهل ستفلت هي الأخرى ام ستقع ببراثن الشاهين هدوء عم حياتهم لأشهر جاعلا من...