الفصل الثامن
قصر مهيب يليق بحفيد الرشيدي، بزخ اعتاد على رؤيته من حوله ولكن زادته فخامة المكان تميزا، تبع عادل مديرة القصر التي صحبته لغرفة استقبال شاسعة حيث أشارت إليه بالجلوس لحين حضور إعلام أصحاب القصر بطلبه مقابلتهم.
-مرحبا
شبه همس رقيق غزا سمعه فالتفت ليجد صغيرة تقف بباب الغرفة تنظر له باسمة فرد ابتسامته بأخرى
-مرحبا
اقتربت الصغيرة منه بعفوية وصافحته وهي ما زالت مبتسمة
-أنا لينا
-وأنا عادل
-لينا
نداء آخر من الخارج جذب انتباهه فعلق بصره بمدخل الغرفة مرة أخرى حتى رآها قادمة، ملاك يتهادى بخطاه، خصلات بلون القهوة مزمومه بشريط من الستان، أعين عسلية كحلت برموش كثيفة فحملت سحر الجمال العربي، جسد صغير يكاد يكون لطفلة ام هي بالفعل طفلة!
نهر نفسه لتفرسه بفتاه صغيرة فتلك ليست من شيمه فاخفض بصره خجلا من نفسه ومنها
-ليليان هذا عادل
اقتربت على استحياء وأومأت له بهدوء
-مرحبا بك
-عادل!
حمد ربه على مجيئ هالة التي انقذته من موقفا حرج لا يعلم سببه فلأول مرة تربكه فتاه والأسوأ انها طفلة!
تولت هالة التعريف بينهم فعلم انها ابنة زوجها الكبرى، رغم سنوات عمرها السادسة عشر إلا انها طفلة بالنسبة له وإن تمرد خافقه على ذلك.
أسرع بإنهاء مهمته كي يغادر عله يستعيد رشده الذي يبدو أنه مرهق ويهذي الآن!
بهيبته الطاغية حضر ليحيى ضيفه، برسمية شديدة لم تخلو من بعض الود تم الحوار بين الرجلين علم خلالها انه مدعو لحضور حفل زفاف بلندن، وعد بالحضور وكلمات مقتضبة انهت المقابلة كي يغادر عادل المحمدي وهو لا يعلم ما الذي حدث بالداخل احقا جن ليتطلع لفتاه تصغره بسنوات عديدة! نظرة واحدة لها اختصرت النساء بها؟
-يبدو إنني بحاجة لراحة طويلة
سخر من نفسه وانطلق بسيارته يشق الطريق مسرعا عله يفيق من هذا التيه.
عادل المحمدي أسم تردد بأذنيها منذ سمعته من زوجة والدها، شاب لا يميزه الكثير عن غيره عدا نظرته لها التي جعلت الدماء تكسو وجنتيها كرد فعل على تصرفه، ارتباكه الذي لم يسبق ورأت رجلا ينظر لها هكذا احقا كبرت لدرجة تلفت نظر الرجال؟ نفضت الفكرة عن رأسها وعادت لهدوئها المعتاد فهي لا صلة لها بشئون القلوب ولن يكون!*************
سفرا ارتاحت بقدوم موعده اخيرا علها ترتاح مما تلاقيه من تعنت المنصوري معها، سرحت قليلا وهي تجلس بكرسيها بالطائرة وتذكرت حين رأت رائد بصحبة هالة يوم عيد مولودها الخامس عشر، نظراته التي غلفها الحب ويده التي تقف على مسافة ليست بعيده تأهبا لطلبها إياها، كأنه فارس موكل بحراسة أميرة حينها ظنت ان العشق الذي تقرأ عنه بالروايات تجسد برائد المنصوري ومازالت موقنة بذلك فما يفعله الآن هو رد فعلا طبيعي لصدمته بمن وهبها قلبه.
-أين شردت؟
افاقها من بحر ذكرياتها سؤال شقيقتها التي ظلت واقفة بجوارها تبحث بأعينها عن مقعد شاغر فقد احتل شقيقتها المقعد المجاور لعلا
-لا شيء أين ستجلسين؟
دارت بأعينها بالمكان قليلا حتى وجدت مكان منفصل عن باقي الطائرة سيوفر لها خصوصية طيلة الرحلة كي تمارس هوايتها بمتابعة بورصة الشركات.
-سأتسلل لهناك فقد استقر الجميع بمقاعدهم
-خذيني معك أرجوك
-لا، أرجوك أنت، فأبناء أخوالك سيبحثون عنك إذا ما اختفيت
أسرعت كي تستقر بمقعدها فتسللت من بينهم وصعدت الدرجات الداخلية للطائرة وهي مازالت مبهورة فحجم الطائرة يكاد يعادل طائرة عادية بفارق تصميمها الداخلي الفخم الذي ينم عن مدى ثراء الهيثم.
اندست بالمقعد الجلدي المريح ووضعت جهازها النقال أمامها وبدأت بمتابعة الأسهم قليلا قبل أن تغلق الهوائي عند الإقلاع، راقب تسللها ومجيئها لعنده، لا أحد يعلم بوجوده على متن الطائرة حرصا على راحتهم، لكنها هي من أتت له كعادتها تقتحم حصونه دون تخطيط منها ويجدها بطريقه دون تعمد!
جلس مقابل لها يراقب تركيزها الشديد بشاشة جهازها تتابع بشغف البورصة!
مقارنة عقدها عقله بينها وبين من سبق وجلسن بهذا المقعد من زوجاته فلم يجد عاملا مشترك بينهن!
هي رغم جمالها الفاتن لا تلتفت لما يشغل بال الفتيات بعمرها، لم تحاول أن تجذب انتباهه او تتجنبه فعلم انها لا تلعب دورا ما عليه؛ فنظرة الانبهار التي تنظر بها له حين يتحدث عن العمل أو يشرح لها سير عملية ما جعله يوقن انها ليست كباقي النساء فهي فريدة من نوعها من تقتحم قلب الشاهين بهذه القوة!
رفعت بصرها لحظة تطالع المكان حولها وعادت لعملها مرة أخرى ولم تعي لوجوده للحظة حتى رفعت بصرها مرة أخرى متفاجئة من جلوسه هناك بهدوء لا تعلم منذ متى!
-شاهين!
لأول مرة تنطق اسمه دون ألقاب جاعلة قلبه يقرع بصخب من جمال حروفه بين شفتيها! تاه بأعينها التي اكتسبت خضرة من لون حجابها الذي ازدانت به حتى أفاق على محاولتها الهروب منه.
-الي اين؟
-اعتذر على اقتحام مكانك فأنا...
قاطعها هو بلهفة
-لا داعي لذلك فأنا من يجب عليه أن يعتذر فوجودي عرضي صدقيني
لم تفهم ما يقوله ولم تحاول فقد عزمت على مغادرة هذه المقصورة والعودة حيث تتواجد العائلة لكنه لم يسمح لها بذلك فقد علم كيف يثنيها عن الأمر
- اجلسي علياء فلنستغل الوقت بمناقشة بعض الأعمال، فقد علمت عن نية دوق هاريسون بيع اسهمه فما رأيك؟
اتسعت أعينها كطفلة وجدت لعبة جديدة فابتسم هو على حدسه الذي لا يخيب، رضخت هي لطلبه كما راهن نفسه فهي لن تلتفت إليه إلا لتعمل فقط
أنت تقرأ
رواية( بين مخالب الصقور ٢) / براثن الشاهين( للكاتبة / ايمان المغازى)
ChickLit: بين مخالب الصقور ٢ براثن الشاهين كر وفر، عشق ونفور، مشاعر تعطي دون حدود واخرى قانطة بنعمة العشق أفلت الغزال من وكر الصقور، ولكن الهيثم على وشك اقتناص عصفور آخر يغرد في علياءه فهل ستفلت هي الأخرى ام ستقع ببراثن الشاهين هدوء عم حياتهم لأشهر جاعلا من...