الفصل السادس والعشرون

505 39 0
                                    

 

الفصل السادس والعشرون

 

طال خصامها له، لم تستقبله حين أتى ولم تتحدث معه، لم يفرق معها أن يشعر أحدهم بما بينهم هي اكتفت فقط بجعل مسافة تفصلها عنه، حاول أن يسترضيها كثيرا الا انها أبت، تحججت بالبيات مع أختها كي لا تكون معه بغرفة واحدة والآن يراها أمامه بكامل زينتها وثوبها الرقيق الذي زادها جمالا

اقترب ليرقص معها عله يستغل هذا التجمع ليتقرب منها لكنها أمسكت بيده وضعتها بيد اخيها الذي انطلقت ضحكاته عليهما فاغتاظ منه ومنها ومن نفسه

 

جلس بركن قصي ينظر حوله بتركيز، مقارنة يعقدها عقله منذ اسابيع بين هالة وعلا، كم كان مخطئا فعلا لاتشبه هالة بشيء على الإطلاق حتى ملامحها، فعلا طفلة بثوب أنثى أما هالة فكانت أنثى من البداية قوية لا تقبل أن يكون لها منازع، علا قد أسرته برقتها وعشقها له، فهي لا تتواني عن إظهار حبها له بكل كلمة وموقف، تحتوي عصبيته وتحولها لهدوء يريحه كثيرا، حتى قلبه الذي نبض بحب هالة من قبل اختلف نبضه وهو يفكر بعلا، هل كان والده محقا بأنه لم يحب هالة بالفعل؟ نظر أمامه فوجدها تجلس بجوار زوجها وبناته، كم كانت مختلفة عن ذي قبل لكنه لا يشعر بشيء كأنها ذكرى من ماض لا علاقة له به، حينها بحث بعيناه عن جنيته الصغيرة فوجدها تنظر إليه بلوم وتعيد نظرها لابنة عمها، لقد رأته وهو ينظر لهالة لكنها لا تعلم السبب، فكر ان يبرر لها فعلته لكنه تراجع فهو لن يجعل امرأة أخرى تملكه فهو يكفيه ما سبق وحدث له سيتمهل هذه المرة كي لا يجرح قلبه

 

 

لم يشغل باله غير بها، جلس بجوار جده الذي لم يفوت نظرات شاهين لخطيبته وراح يلقى بتعليقاته

-لقد أسر العندليب الصقر

-جدي!

-احمد الله انني حددت موعد الزفاف فلا يجب أن تهز هيبة الهيثم ويصبح مجنون ابنة الفايد

لم يفلت شاهين من سخرية جده حتى أتت مليكة قلبه وجلست بجوار جده وراحت تتحدث معه وهو هائم بها مما ضايقه، حاول أن يشتت انتباه جده عنه إلا أنه أبى إلا أن يغيظه

-لا تغار يا شيخ الصقور فالفتاه متيمة بك

غزت حمرة الخجل وجهها حين سمعت ما قاله الهيثم

-جدي!

مشاكسة وود سعد به الهيثم فقد انتهت مهمته الان حين استقرت أمور الجميع بل و هبه الله العمر ليري امتداد نسله بابن حفيده الذي سيأتي للدنيا قريبا

رواية( بين مخالب الصقور ٢) / براثن الشاهين( للكاتبة / ايمان المغازى)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن