الفصل الثامن والعشرون

533 44 10
                                    

الفصل الثامن والعشرون

خرجت من الحمام وقد انتعشت قليلا ورتبت أفكارها المبعثرة وقررت أن تتبع نصيحة شقيقتها لتنهي هذه المهزلة، وجدته أمامها يطالعها بنظرات حادة كأنه يريد أن ينقض عليها

-ما بك هاشم!

-لم يمت، ذلك الوغد نفد منها وجدك يلومني على ما فعلت

صدمها ما سمعته اذا هو بالفعل حاول قتل احمد

-هل حاولت قتله!

-بالطبع، هل ظننت انني سأتركه! سأترك رجل لمس ما هو ملكي ليتباهي بذلك فيما بعد!

-ما الذي تقوله هاشم، من أنت أنا لا أعرفك

-أنا من خدع هنا، هل تشفقين عليه، هل نسيت ما فعله ام تراك أحببت الأمر وتمنيت أن ينجح مخططه وتتزوجينه!

-لن أرد عليك كلماتك هذه، لم يعد ما يربطنا هاشم فأنت لن تر غير ما حدث لذلك فلتخبر والديك بأننا سنعود للقصر اليوم لانشغالك، وبنهاية الشهر سأسافر مع ماهي ولتنهي هذه المهزلة

لم يتوقع أن يسمع منها هذه الكلمات، ظن انها ستتمسك به كي ينسى ما حدث لكنها هي الأخرى تغيرت فيبدو أن ما حدث فرقهم بالفعل فهي كرهت ما يراها عليه وهو كره نفسه لعدم حمايتها مما فعلوه بها

لم يستغرب المحمدي ما قاله هاشم لوالده وقرر أن يتدخل كي لا يثير الشك بقلوبهم

-أنا من أخبرت هاشم بذلك لوجود عقد هام لينهيه، اما عائشة فسأعوضها برحلة أخرى حين ينتهي عمل والدها

تضايقت هناء من تسلط حماها فابنها لم ينال راحة منذ زمن، والآن سيحرمه من عروسه!

-ولكن عمي هاشم لم يرتاح منذ زمن والان عروسه لن تنعم به!

-لا تقلقي هناء فعائشة ابنة المحمدي تربت على ذلك فلا تشغلي بالك

انهي النقاش واستعد ليستقبل حفيديه العنيدين فلو تخلا عن كبرهما لاكتشافا الحقيقة، خاصة أن تهور هاشم كاد يودي بشخص لا ذنب له بشيء

انتهت من توضيب حقيبته كي تغادر للمشفى للفحص الدوري الخاص بحملها، أخبرت زوجها بالميعاد منذ أيام وها هي بانتظاره ليحضر، رأت سلفها يجلس بالقاعة بالأسفل فقررت ان تشاكسه قليلا حتى يحين موعد ذهابها

-شيخ الصقور في بيتنا

-اهلا بأم الصقر الصغير

-لا، لن انجب صقر سأنجب عندليب مغرد

-يا لحظي أنا

-بل يا لحظها هي، يا شيخينا

-لقد صرت لئيمة عاليه

-بل صرت أر العشاق حولي كثيرا

ظلت عالية تشاكس بشاهين وهو لا يحاول ان يوقفها فكم اسعده حديثها معه، هي اخت أخرى منحه الله اياها منذ زواجها بشقيقه، احبها كما فعل الجميع فقد عوضت ثائر عن وحدتها لسنوات طوال ورسمت بسمة قلما رأوها على وجهه سابقا فباتت الان لا تفارقه، استمر حديثهم المازح حتى تحول فجأة لآخر جدي حين سألها هل هي سعيدة حقا مع ثائر ام ينقصها شيئا

رواية( بين مخالب الصقور ٢) / براثن الشاهين( للكاتبة / ايمان المغازى)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن