الفصل الخامس عشر

526 38 0
                                    

الفصل الخامس عشر

حفل فخم بين جنبات قصر الهيثم حضره جميع الكبار بعالم المال، عائلات يجمعها النسب والعمل لم يكن أحدا غريب عن الآخر غير الفتيات اللاتي رحن ينظرن حولهن بذهول، عالم لم يعتادا ان يرونه عن كثب خاصة وان افراده معروفين لديهن غير انهن لم يعتادا رؤيتهم غير خلف المكاتب وبملامحهم الجادة لكن تلك الابتسامات لم يعتادوها
وقفن التوأم يطالعن الجميع من ركن خفي لا ينون المشاركة بأي أحاديث مع أحد يكفيهم ما يلاقوه بيومهم من ضغوط فقررا أن يشاهدا الحفل كمتفرجين فقط دون مشاركة فعلية
اقتربت بلقيس بصحبة عالية ببطنها التي انتفخت صوب الفتيات يحثوهن على القدوم لتحية بعض الأفراد لكنهن أبين المشاركة راجين عالية أن تتركهم
-ارجوك عالية فأنا أكاد انام كالخيل من شدة التعب
ضحكت عالية من تشبيه علا الذي جعلها تتذكر زوجها الذي انخرط بالحديث مع شقيقه واحد معارفهم
-وأنت علياء لم تقفين هنا ام تريدين النوم انت الأخرى يا ترى؟
ابتسمت علياء وهي ترتشف بضع قطرات من عصيرها وتجيب عالية بهدوء
-لا ولكنني اكتفيت من الهيثم صدقيني ولا نية لي للتحدث مع أحدا اخر لآخر السهرة
احمرت وجنتيها بخجل حين تذكرت اليوم الفائت حين حضرت هي وشقيقتها لمعاونة عالية على تنظيم الحفل فاستقبلهم الهيثم بنفسه وجلس معهم لفترة لا بأس بها لم تخلو من مغازلته لهن مما جعلها تتعجب من شخصيته، كيف لذلك الرجل الذي زرع الرعب بنفس عائلتها لجيل كامل ان يكون بهذه اللطافة!
دارت بعينيه بالحفل حتى التحمت بنظرات شاهين التي سلطت عليها، اخفضت عينيها حين رفع كأس عصيره تحية لها وابتسامة لعوب تتراقص بمحياه، خجلت حين تذكرت مقابلتها به بالأمس حين طلبت منها عالية ان تصعد لجناحها وتجلب لها جهاز قياس الضغط لتقيسه للشاهي الذي لم يكف عن المزاح والضحك معن حتى كاد يختنق بضحكاته، صعدت للأعلى وقد التبس عليها الأمر فلم تعلم اي الأجنحة لعالية فدخلت اول باب لتجد جناح شاسع باللون الأبيض بأثاث راقي وفراش ضخم بالمنتصف، دارت بأعينها بالمكان باحثة عن جهاز قياس الضغط لكنها لم تجده فواصلت البحث حتى وجدته أمامها، خارج من غرفة داخلية يبدو أنها الحمام الخاص به، يجفف شعره بمنشفة فحاولت ان تغادر قبل أن يفطن للحقيقة وجودها بجناحه لكنها ما لبثت واستدارت لتغادر حتى نادها بتفاجؤ
-علياء!
تسمرت بمكانها لا تعلم ماذا تفعل لكنها اعتذرت بكلمات سريعة لتعاود هروبها
-اعتذر، اعتقدته جناح عالية
اوقفها مرة أخرى بكلمات التي جعلت وجنتيها تتغضن بحرة الخجل
-هذا وكر الشاهين وقد دخلته بقدميك عندليبي
-لكنها غلطة
-صدقيني لن يفرق معي مادمت قد دخلت وكري
لم تفهم كلماته لكنها أسرعت بالمغادرة وسط ضحكاته الرنانة التي جعلت تلعن لتأثيره المميت عليها
رفعت بصرها مرة أخرى لتراه يتسم لها كأنه يعلم ما كانت تفكر به فاتسعت عيناها مما جعله يقهقه مستمتع بما يراه من تأثيره عليها

لم يكن ليفوت ما يحدث فعيناه قد التقطت هذا الاتصال بين الطرفين منذ اللحظة الأولى خاصة حين عادت تلك الصغيرة دون إحضار ما طلبته غالية وقد توترت كثيرا وزاد توترها حين حضر حفيده بعدها ضاحكا باستمتاع وتكاد عيناه تنطق بتسليته وهو يطالع الصغيرة التي قررت أن تغادر المكان لتشغل نفسها عن الجلوس معهم
شاكس حفيده بسؤاله

رواية( بين مخالب الصقور ٢) / براثن الشاهين( للكاتبة / ايمان المغازى)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن