الفصل الثاني والعشرون
لم يعجبها ما توحي به كلمات هذه السيدة لكنها لن تدع لها الفرصة لتثير اعصابها
-حسنا يبدو أنك مخطئة فكما ترين ان زوجته ليست كما تظنين انه يفضل وهذا يدحض الفكرة كلها
لفت نظرها ضحكات تعالت من خلف السيدة فنظرت ناحية البقعة التي يصدر منها الصوت فلم تجد غير رائف الذي لم يستطع ان يتمالك ضحكته حين سمع كلمات علياء
ضيقت علياء عينها وهي تنظر له وهو يقترب ليقف مقابل لها قبل أن ينطق اخيرا
-سيدتي لقد أمرني السيد شاهين ان اوصل الورود التي اعتاد ان يرسلها لك يوميا لسيارتك
شهقت السيدة المتعالية كأنها تفاجئت بما قاله رائف لكنها تداركت الأمر وسألت بنبرة لا تخلو من الخبث
-واين هي هذه الورود؟
-معي
اتاهم صوته الاجش من خلفهم وهو يقف حاملا باقة من ورد التوليب ويتجه صوب مالكة قلبه التي لا تفهم ما الذى يحدث
هي اعتادت ان يرسل لها الورود بالفعل يوميا، مرات بمكتبها، احيانا تجدها بداخل سيارتها وغالبا ما تسبقها لمنزلها فتكون أول ما تراه حين تعود من العمل
اما هذه المرة فهي سابقة فقد ارسل رائف ليخبرها ان ورودها ستسلم يدا بيد ولم تكن هذه اليد غير خاصته
تجاهل تلك الرقطاء واقترب بابتسامته الساحرة ليقدم لها باقة الورود مما اخجلها وجعل الدماء تتصاعد لوجنتيها خاصة ونظرات من حولها مسلطة عليها
-يبدو حقا انني لا أعرفك جيدا شاهين!
تناست خجلها واقترب من زوجها تقيد ذراعه بكفها الصغير كأنها تعلن ملكيتها له
-بالفعل فهو لن يتعامل مع عملائه غير بشخصية عملية
اكملت وهي تنظر لعيناه بحالمية
-اما حقيقة ما هو عليه لن تعلمها غير رفيقة دربه أليس كذلك!
اجابها دون تردد وهو مفتون بغيرتها التي لن يخطئها عاقل
-بالتأكيد
تنهدت بهدوء ووجهت للسيدة حديثها قبل أن تسحب زوجها العزيز وتغادر
-والان اعذرينا فشاهين قد دعاني لتناول الغداء ولا نريد أن نفوت موعدنا أليس كذلك!
غادرت دون سماع كلمة أخرى وسط ذهول السيدة التي لم تجد حتى الفرصة للتعريف عن نفسها حتى، ونظرات رائف الحانية التي تتمن الخير لرب عمله وصغيرته الغيري
اقترب من السيدة بعد غياب علياء وشاهين عن المشهد فور انغلاق باب المصعد
-لقد اخترت خصما ليس بهين سيدتي ولا انصحك بتكرار الأمر فنحن لا نريد أن نثير فضيحة لك!
اكتفي بتحذيره لها وغادر لتنسحب هي الأخرى فهي ظنت ان شاهين ما زال مرحبا بوجودها بحياته لكن مما رأته فالهيثم غارق بالغرام ولن ينقذه أحدا مما هو عليه فالصغيرة احكمت قبضتها ولن يكون من الهين افلاته من بين براثنهاعاد لاستكمال ابحاثه التي بدأها منذ فترة وتوقف عنها حين عاد لوطنه لكن حان الوقت لإنهاء جميع الأمور العمالقة، حاول أن يشغل باله عن التفكير بذلك اليوم الذي كاد ينتهي بنهاية كارثية حين اتي المحمدي لمنزله وقد حزم أمره بمعاقبته على ما بدر منه، لولا خوف المحمدي من الفضيحة التي ستثار والثأر الذي سيولد لقتله فعلا لكنه قرر ان يعاقبه بطريقة أخرى سبق واتبعها مع ابنه وهي النفي وحرمان من الزواج ممن دمرها فهو لن يكافئه على ما فعل
حين انهي حديثه الذي دام لأكثر من ساعتين غادر المحمدي وهو يخبره أن يغادر البلاد ولا يعود حتى يعفو هو عنه
لم ينس نظرات والدته المتألمة فقد فقدت ابنها بسبب تهوره وسماعه لكلمات عمته المسمومة
-لقد مت أحمد بعد ما فعلته
لم يقو على تحمل ألمها وغادر وسط شهقاتها وطلبها منه أن يسامحها فهي لم تقدر على حمايته من نفسه
نفض عن عقله كل هذا فعمله سيأخذ الكثير من تفكيره حتى يعود مرة أخرى لما كان عليه وهو يتمن أن يصل عفو المحمدي قربيا لكنه ليس متأكدا من الأمر فهو يعول الأمر على زواج هاشم وعائشة وهو ما لم يؤكده المحمدي لذلك سيظل مهددا حتى تتزوج عائشة منه او من ابن عمها والنتيجة المشتركة بين النهايتين هو أن عائشة كانت ضحية انتقام سبق وراحت حياتها هي واخوتها ووالدهم ضحيته
أنت تقرأ
رواية( بين مخالب الصقور ٢) / براثن الشاهين( للكاتبة / ايمان المغازى)
أدب نسائي: بين مخالب الصقور ٢ براثن الشاهين كر وفر، عشق ونفور، مشاعر تعطي دون حدود واخرى قانطة بنعمة العشق أفلت الغزال من وكر الصقور، ولكن الهيثم على وشك اقتناص عصفور آخر يغرد في علياءه فهل ستفلت هي الأخرى ام ستقع ببراثن الشاهين هدوء عم حياتهم لأشهر جاعلا من...